اسباب سياسية وتقنية وراء تأجيل الاستشارات أياماً إضافية
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الجمعة 29 تشرين الثاني 2019
تؤكد اوساط في تحالف حزب الله و8 آذار ومطلعة على الاتصالات الحكومية ان الامور ليست سلبية كما صورها البعض في الساعات الماضية ولا داع لزرع اليأس وتخويف الناس من غياب الحلول للازمة السياسية رغم ان استفحال الازمات وتناسلها دفعة واحدة ورميها في وجه الجميع ولا سيما الاكثرية مقصود ويهدف الى الضغط لتقديم التنازلات على انواعها. وتكشف الاوساط ان هذه التصرفات من بعض القوى المستقيلة من الحكومة وخصوصاً الرئيس سعد الحريري على غرار الحراك وركوب موجته عبر قطع الطرق واتخاذ الناس رهينة والضغط عبر الاقتصاد والمال وبعض الجهات والفاعليات الاقتصادية لن يؤدي الى نتيجة وسيزيد الضغط على الناس والبلد. وتلفت الاوساط الى ان الاستشارات النيابية لم يتحدد موعدها اصلاً وكان تسرب خبر اعلامي انها ستكون الخميس ولكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يحدد موعداً للاستشارات ولا برنامجها بشكل رسمي حتى نقول انها تأجلت ولكن عدم تحديد موعدها بعد يعني ان هناك عقبات ومعوقات تمنع ذلك. وتشير الاوساط الى ان تفاصيل داخلية متعددة ومنها تموضع بعض النواب في تكتلات جديدة بعد تركهم التكتلات التي انتخبوا معها نواباً على غرار تكتل لبنان القوي كالنائبين شامل روكز ونعمة إفرام وتعليق النائب فيصل كرامي عضويته من اللقاء التشاوري وغيرهم من النواب الذين لم يحسموا بعد قراراهم بوجهة انضمامهم الجديدة او البقاء كنواب مستقلين كالنائب جميل السيد وغيره. وتلفت الاوساط ايضاً الى ان من المعوقات الداخلية بعد حل ازمة شكل الحكومة ومضمونها هي ازمة حسم اسم الرئيس العتيد للحكومة الجديدة، بعد حسم انها سياسية ومطعمة تكنوقراط اي انها مختلطة مع تمثيل حزبي او غير حزبي لحزب الله والتيار الوطني الحر وحركة امل وباقي قوى 8 آذار كالمردة وغيره.
وتكشف الاوساط ان الاتصالات بين الاكثرية النيابية ممثلة بالثنائي الشيعي وبعبدا مع الرئيس الحريري لم تنقطع ولكنها لم ترسُ على “بّر” بعد، حيث ورغم ان الحريري اعلن في بيانه منذ ايام انه لن يترأس الحكومة وانه يدعو لاختيار احد غيرهن غير واقعي ولا يُعبّر عن الحقيقة الكاملة ويخفي في طياته رغبة كبيرة عند الحريري لعودته لترؤس الحكومة الجديدة وخصوصاً بعد تأمين لها غطاء دولي واقليمي كبير وحيث لا تعدو المعوقات الداخلية صعبة على الحل ولكن من دون ان يكون هناك ترف او دلع او شروط وشروط مضادة. وتلمح الاوساط الى ان هناك جملة اوردها الحريري في بيانه ولم يشأ الفريق الاكثري ان يناقشها مع الحريري في الاعلام وهو لا يريد فتح سجال إعلامي معه ويوظفه ضده فيما بعد . اذ قال الحريري انه يحتفظ بإسم الرئيس الذي سيسميه الى الاستشارات النيابية وهذا يعني انه لم يسم احداً غيره ومرشحه الوحيد لرئاسة الحكومة هو سعد الحريري فقط!
التفاصيل تعوق التأليف والتكليف… والحريري يتصرف على ان لا مرشحاً سواه
وتلفت الاوساط الى ان غضب الرئيس بري من الحريري هو ناتج عن تصرفه مع الثنائي بهذه الطريقة، إذ يعلن انه لن يشكل الحكومة ويعتذر عن قبول التكليف اذا سمي وهو يعرف ان الجميع يفضل ان يكون هو الرئيس ويريد تسميته ويقول للثنائي والاكثرية سموا غيري وعندما يسمون يقوم بتسريب الاسم لحرقه، بالاضافة الى تلكؤه في دعوة الحكومة الى تصريف الاعمال بالمعنى الواسع وفق ما يقتضي الدستور في حالات الطوارىء وخصوصاً الاقتصادية التي نعيشها كما استعمال الحريري للشارع بعد اعلام قائد الجيش ان لا قطع الطرق وان حرية التنقل مقدسة وان المشاغبين سيعتقلون اعتبره فريق الاكثرية مرحلة جديدة من الحريري، الا ان ما حدث كان عكس ذلك فحدث هذا الصدام في السياسة وفي الشارع. وتقول الاوساط ان الايام المقبلة ستكون كفيلة بتحديد وجهة الامور التي يفترض ان تكون ايجابية أما الاصرار على السلبية وعرقلة الحلول واستمرار الضغط بكل مستوياته فإنه سيضعنا في مكان آخر.