الخطيب خلال تشييع شلهوب: لعدم تشويه شهادته في الاعلام والسياسة
القى سماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة تأبينية في تشييع الشهيد حسين شلهوب في حسينية طيرفلساي التي غصت بالشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والمواطنين، وام صلاة الجنازة على جثمان الشهيد الذي وري ثرى بلدته طيرفلساي.
واستهل العلامة الخطيب كلمته بالقول: أحسن الله لكم العزاء بالشهداء الذين قضوا بغيا وظلما ، على أيدي الظلمة ومنتهكي الحرمة، العابثين بمصير الوطن والإنسان الذين اختاروا أن يكونوا يدا للعدو الصهيوني، في مواجهة الشرفاء حراس الوطن الباذلين للدماء ذودا عن حياضه وكرامة وعزة أهله. الآباء والإمهات الأخوة والأبناء، إن بلدنا يمرّ بفترة دقيقة ومصيرية حساسة تطلب منّا أن نكون في أعلى درجات الوعي واليقظة للحفاظ على المكتسبات التي تحققت للبنان بفضل جهودكم وصبركم وتضحياتكم وشهدائكم ودمائكم ، أقول في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت للبنان واللبنانيين جميعا وليست للشيعة فقط، لأنكم لستم اصحاب مشاريع تقسيمية دافعتم عن وحدة لبنان وعن العيش المشترك ، وابيتم دائما أن تكونوا جزءا من مشاريع الحرب الأهلية ، ودفعتم الأثمان الغالية من أجل ذلك، وصممتم على أن يكون جهدكم في مواجهة العدو الحقيقي للبنان، الطامع في أرضه ومياهه وتاريخه، وقاتلتم الكيان الإسرائيلي الغاصب بأظافركم وبلحمكم العاري، وتحملتم التشكيكات والإتهامات، والحرب النفسية باستخدام أكبر وأوسع الشبكات الإعلامية، لدفعكم نحو الإحباط والتسليم للعدو بأنه القدر الذي لا يرد، وتمت المؤامرة باختطاف الإمام السيد موسى الصدر قائد هذه المسيرة، بقصد اضعافكم وثنيكم عن الإستمرار في هذا النهج ولكن ايمانكم وعنفوانكم، أبيا عليكم إلا تحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية والوطنية، بالصبر على طريق العزة والكرامة، طريق ذات الشوكة، في مواجهة العدو واجباره على الإنسحاب من أرضنا المباركة دون قيد أو شرط .
وتابع سماحته…. لقد كبرَ على هذا العدو ومن وراءَه أن يرى قلة من المؤمنين تتصدى له وتنازلُهُ في كل الساحات وتنزل به الخسائر وتتحداه، وتودي به إلى الهزائم، ولهذا فهو لا يضيع فرصة في العمل من أجل الإنتقام. لقد كان التحدي الآخر للبنانيين، هو في العمل من أجل قيام الدولة، دولة القانون والمؤسسات الدولة الراعية لمواطنيها، القائمة بشؤونهم وخدماتهم ولكن الطبقة السياسية المتحكمة، حالت دون ذلك وأوصلت الأمور إلى حالة الإنفجار التي تهدد مصير الوطن والإنجازات التي تحققت بفعل المقاومة، إن لم تسد الحكمة عند المسؤولين، وعند الحراك الشعبي للخروج من هذا المأزق الوطني، بتأليف حكومة تكون قادرة على القيام بالإصلاحات والإستجابة للمطالب الشعبية ووقف النزف الإقتصادي وإلا فإن الخشية ستكون من الإنزلاق نحو التطرف، الذي يسعى إليه البعض ممن تراوده أحلام الماضي من الفوضى التي نرى بعض بوادرها ومنها هذا الذي نشهده من قطع الطرقات والتعرض للمواطنين الآمنين وما يمكن أن تَجرّ إليه من مصائب وكوارث، ولذلك فإن على الجيش والقوى الأمنية في هذه الظروف الدقيقة والحساسة ان تتحمل مسؤوليتها اتجاه حرية التنقل وامن المواطنين التي لا تقبل التذرع باي سبب من الأسباب . ولكننا ونحنُ نعيش الصورة القاتمة، لن نسمح مع اللبنانيين المخلصين لخفافيش الليل أن تقضي على انجازاتنا وأن تشغلنا ببعض أحلامها السوداء بالإنجرار إلى الحرب الطائفية مجددا ً”.
واضاف.. من هنا من جوّ الألم والحزن، من جو الشهادة والتضحية، الذي هو ديدنُ عاملة وشعبها وعلمائها وقراها ومدنها، الضاربة في أعماق التاريخ الشاهد لها بمواقف العزة والبطولة والتحدي،أرض التسامح والمحبة والعيش المشترك، لن نسمح بالمؤامرة أن تمر فلبنانُ وجنوبُهُ، سيبقى بإذن الله تعالى الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات الأعداء كما كان.سيبقى في مواجهة الظلم والظالمين، وكما أخذ على نفسه عهدا في تحرير الأرض والإنسان، هوعلى عهده اليوم في طليعة الداعين للإصلاح وفي مواجهة الفاسدين إلى جانب الشرفاء في هذا الوطن.إننا نحتسب شهداءنا عند الله تعالى، كشهدائنا الذين قضوا في سبيل تحرير الأرض، فهم اليومَ قضوا في سبيل الحفاظ على الوطن بأيدي أعداء الإصلاح والوحدة الوطنية، والكرامة الإنسانية، ولم يموتوا كقطاع طرق يعيثون في الأرض فسادا.
وختم العلامة الخطيب بالقول: جدير أن يحتفي لبنان بهم منارة مشعة للتضحية والفداء لا أن يشوه بعض الإعلام وتجار السياسة، صورة استشهداهم على أنها حادثة عابرة. أيها الشهداء لن تذهب دماؤكم هدرا ، فكما أنتجت دماء شهداء المقاومة تحريرا للأرض وعزة وكرامة، ستثمر دماؤكم إصلاحا حقيقيا لا إصلاحا مدّعىً ومزيفاً، كما يريده بعض التجار. أعزي أهلنا الطيبين في قرية طيرفلساي، وعموم جبل عامل بل وكل لبنان. وأسأل الله تعالى لكم جزيل الصبر وعظيم الأجر. رحمكم الله تعالى أيها الأعزة، وحشركم مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.