لماذا التركيز على البيئة الشيعية؟
علي ضاحي/ خاص takarir.net
منذ يومين وصلني كتاب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان القرار رقم إد٢٠١٥/٣ ويتعلق ببعض مرتدي الزي الديني غير المؤهلين للتصدي للأمور الشرعية والدينية واعتبار الأوراق الصادرة عنهم غير قانونية ولا يتم الأخذ بها في المحاكم الشرعية وسواها . وقد أورد القرار أسماء الأشخاص المعنيين وهم: إبراهيم حسين سرور (البازورية)، طه محمد بو سلمان، رياض خضر حسن، جهاد جميل حيدر، محمد علي ترشيشي، علي فوزي حمود (كفردونين)، أحمد حسين العزير. ولاحقاً أوقفت قوة من مديرية المخابرات المدعو محمد علي ترشيشي لانتحاله صفة رجل دين وقيامه بتوزيع أموال مجهولة المصدر على المتظاهرين في مدينة بيروت. وفي الوقت نفسه بالاضافة الى ظهور ترشيشي مع حقيبة مليئة بالمال وقام بتوزيعها على المعتصمين في بيروت، كان هناك شيخ آخر لم يرد اسمه في كتاب المجلس الشيعي وهو الشيخ زهير كنج ويقال انه من اتباع الشيخ صبحي الطفيلي وقام بتوزيع المال على المعتصمين في ساحة الاعتصام امام كاميرا الlbc. وهذان المشهدان يطرحان الكثير من التساؤلات لكونهما شوها نزاهة الحراك كما فتح باب التساؤلات واسعاً امام هذا الكم من الغباء والاستخفاف والسقطات رغم احقية المطالب الشعبية المشروعة والصادقة حياتياً واجتماعياً. وذلك فتح الباب واسعاً امام مال وزع ومصدره بعض السفارات الاجنبية والعربية وقيل ان الرجلين نسقا مع سفارتي اميركا والسعودية. كما تم التركيز على كلام قاله شيخ آخر اسمه نزار حمزة في اعتصام بالاشرفية عن شهادة بشير الجميل وقيل ان بعد عودته من الاعتصام تلقى ضرباً مبرحاً من عناصر حزبية على طريق المطار ليعود ويعتذر في فيديو له لاحقاً.
السرد اعلاه للقول ان منذ اليوم الاول حرصت فضائيات لبنانية واكثر من 5 وسائل عربية وخليجية على التركيز على البيئة الشيعية وكأنها الوحيدة التي انتفضت على واقعها او خرجت عن “طوع” زعامتها الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله ولليوم السابع على التوالي يصر مراسلو هذه الوسائل على تلقين المعتصمين ما يراد قوله وما يرضي الجهات القائمة على التغطية والتمويل ربما للوصول الى مشاهد مزقت فيها صور الرئيس بري والامام المغيب موسى الصدر وشتم فيها بري والسيد نصرالله واحرقت مؤسسات سياحية في الجنوب وخربت مكاتب لنواب حزب الله وحركة امل كما ضرب المعتصمون من مناصري ومحازبي امل في صور وفي النبطية اليوم ويقال ان عناصر البلدية مقسمون بين امل وحزب الله. واليوم ايضاً هناك فيديوهات يصرخ فيها محتجون في جل الديب بأن حزب الله ارهابي وقبلها طالب البعض في بعض الساحات بنزع سلاح حزب الله وكأن المطلوب ان يقال ان جمهور امل وحزب الله انقلب عليهما في صور وبنت جبيل وعيترون والنبطية والسمفونية مستمرة.
البيئة الشيعية لا تعيش في جزيرة منفصلة عن لبنان وتقع في جزر المالديف بل هي جزء من النسيج اللبناني وهي مكون اساسي يعاني من الفقر والفساد والقهر والظلم وخرج متظاهرون منها يطالبون بلقمة العيش والرغيف والاصلاحات ومكافحة الفساد. ورغم كل الحملات لتوظيف تظاهرات الجنوبيين من الشيعة، الا ان شيعة لبنان تواقون الى الاصلاح والعدالة الاجتماعية والى تحقيق المزيد من الحقوق التي سلبت من الشيعة عندما هجروا من مناطقهم الاصلية في لبنان منذ اكثر من 120 عاماً على ايدي العثمانيين وما بعدهم خلال الحرب الاهلية الى قدوم السيد موسى الصدر ومن ثم حركة امل وحزب الله لخلق كيان سياسي للطائفة الشيعية. وقد يكون هذا الكيان في حاجة للاصلاح والصلاح وتنقيته من الفساد لكنه ليس كياناً يسب ويشتم ويرجم ويشيطن وتستهدف مقاومته وسلاحها الشريف. الكرامة شيء والجوع شيء آخر، وما يريده الشيعة مثل كل اللبنانيين ان تكون الكرامة كاملة المواصفات مع عزة واباء وشبع واصلاح ولا شيء غير ذلك.