كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الخميس 3 تشرين الاول 2019
لا تحجب التطورات المتلاحقة على الاصعدة المالية والاقتصادية وحركة الاحتجاجات في الشارع، إستمرار التواصل السياسي بين مختلف الافرقاء سواءاً اكانوا حلفاءاً ام متخاصمين. وتؤكد اوساط سياسية بارزة في تحالف المقاومة واحزاب 8 آذار ان الاتصالات الانجح والانجع عادة ما تكون بين المختلفين وليس المتفقين وليس بالضرورة ان يتفق الحلفاء ايضاً على كل التفاصيل. وتؤكد الاوساط الواسعة الاطلاع على سير العلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، ان العلاقة بين الطرفين ليس مرهونة بـ”ميزان” حرارة التطورات السياسية الداخلية او الاقليمية والدولية ولا تقاس وفق تطور سياسي من هنا او احتفال من هناك او بعرض عاشورائي او حزبي من هناك. وتلفت الاوساط الى ان قضية الحفل العاشورائي والمسيرة التي نظمها حزب الله في كيفون اخذت ضجة اكبر من حجمها وكُبّرت القصة وصُنع منها قضية وهي حدثت منذ اسبوع ولم تكن موجهة لا ضد الطائفية الدرزية ولا في اتجاه الحزب التقدمي الاشتراكي ولا رئيسه وليد جنبلاط وتم توظيف الامر من قبل بعض الجهات المتخاصمة مع حزب الله وتصوير كأن الامر “7 ايار جديد” و”قمصان سود جديدة” موجهة لـ”ترهيب” جنبلاط!
وتؤكد الاوساط ان تم توضيح الامر لمن طلب ايضاحات وطويت الصفحة عند هذا الحد رغم كل الدس والتوظيف الرخيص والخبيث لحفل عاشورائي انتهت مفاعيله بعد انتهاء المناسبة.
في المقابل لا تعتبر الاوساط ان الاحتفال الذي نظمه جنبلاط ونجله النائب تيمور بالعيد الوطني السعودي في قصر المير امين في الشوف، رداً على عرض كيفون فكل طرف “حر” في ما يقوم به ولا علاقة للنشاطين ببعضهما البعض على الاقل من الناحية الشكلية وقد يكون للنشاطين مغزى سياسي ما وهذا امر محتمل لان كل حزب لديه اجندة معينة فحزب الله لا يخجل بعلاقته بايران وسوريا ويؤكد تحالفه المتين معهما، في حين ان جنبلاط لا يخجل ايضاً بالعلاقة المميزة مع السعودية وهذه العلاقات لكل من الطرفين لا “ترتب اعباءاً” سياسية على المساعي الجارية لترتيب العلاقة بين الطرفين وتنظيم الخلاف السياسي بينهما وعلى بعض الملفات الداخلية.
وتقول الاوساط ان على عكس ما يتم تداوله اعلامياً وسياسياً عن توتر للعلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بعد احتفالي الشوف وكيفون فإن الامور تسير وفق ما رِسم لها اللقاء الاخير في عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري في مطلع الاسبوع الثاني من ايلول الماضي وما اتفق عليه من نقاط لتسوية الملفات الخلافية سياسياً وداخلياً وحكومياً فهناك العديد من القضايا الخلافية من معمل عين داره وكيفية حل النزاع قضائياً الى المقاربات الداخلية في كثير من الملفات من السلاح الى الحدود، الى ترسيم الحدود والاستراتيجية الدفاعية الى العلاقة مع سوريا وحل قضية النازحين وصولاً الى الملف الاقتصادي الاجتماعي وليس انتهاءاً بملف العلاقات الدرزية- الدرزية وخصوصاً معالجة ذيول الشويفات وقبرشمون وكذلك التعيينات الدرزية وحصة حلفاء حزب الله والتيار الوطني منها.
وتكشف الاوساط عن لقاءات مستمرة بين الطرفين وبعيدة من الاعلام ولم يتم الاعلان عنها وتجمع بين ممثلين للطرفين وهم كناية عن لجنة متابعة مشتركة شكلت بعد لقاء عين التينة الاخير وتضم شخصيات سياسية وامنية عن الطرفين وذلك لضمان نجاح المشاورات وايجاد الحلول المناسبة بهدوء وبعيد من ضغط الاعلام والسياسة. وتشير الاوساط الى ان الامور جيدة وهناك تقدم ملموس في التشاور ومن المهم جداً في هذه الظروف التحلي بالهدوء والوعي للوصول الى الخواتيم المرجوة.