تحالف المقاومة و8 آذار خارج تظاهرات اليوم: من يقف وراء المشاركين؟
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 29 ايلول 2019
قبل يومين وبعد الاعلان عن الاضراب المفتوح لقطاع النفط ومحطات المحروقات وغداة اكتظاظ محطات الوقود بمئات السيارات مساء “الخميس الاسود” ومع إنتشار الدعوات الى التظاهر والنزول الى الشارع من اكثر من جهة ومصدر “مجهولي الهوية” ورغم إتخاذ بعض الداعين صفة “الحراك المدني” او الشعبي، صدرت تعليمات على شكل إرشادات من قبل الثنائي الشيعي وتحالف حركة امل وحزب الله واحزاب 8 آذار ووزعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي برسائل خاصة وعبر مجموعات “الواتس اب”.
وتشدد التعليمات التي وجهت للمحازبين والمناصرين للاحزاب ولا سيما العنصر الشاب الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي على ان في حال نشوب أي من المظاهرات مطلبي للوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب تطلب بسقوط النظام أو تكسير للمحلات التجارية و قطع للطرقات وحرق اطارات السيارات أو اندلاع أي موجهات مع القوى الأمنية، يجب التذكّر أن الهدف هو انت أي ان بيئة المقاومة.
وتنبه من متابعة صفحات او محطات الغير مسؤولة في لبنان والخارج وتدعو الى عدم المساهمة في نشر أي فيديو او صورة حتى لو شعرت بأنها تخدم أهدافك.
وتدعو الى حذف كل تطبيقات الأخبار المعادية للمقاومة وجمهورها والتي تتبنى غالباً روايات الأعداء والمغرضين. كما تنبه من عدم تصديق اية بيانات او روايات او سيناريوهات او اعلانات غير صادرة عن إعلام هذا التحالف. وتدعو الى عدم المساهمة في نشر أو تسويق أي تهديدات امنية يُطلقها الإعلام الموجه خاصة التي تتحدث عن اعتداء على بعض المناطق.
وكذلك عدم المساهمة في بث الشائعات التي تتحدث عن انقطاع المواد النفطية والمواد الغذائية.
“رائحة السياسة” تفوح من دعوات تحريك الشارع والحلول إقتصادية بيد السلطة مجتمعة
كما تحذر بأن الحرب الاقتصادية اصعب ولا تُشبه المعركة مع الإرهاب خاصّةً لجهة التغطية الإعلامية التي يجب أن تنحصر فقط بالجهات المعنية الضليعة بالحرب النفسية وتقول : إعلم بأن المساهمة في نشر أي إشاعة من أي نوع كانت في الحروب هو طعنة في ظهر المقاومه وجمهورها وإهلها.
وتؤكد اوساط سياسية وحزبية في هذا التحالف ان هذه التعليمات طبيعية وبديهية في هذا الوقت تحديداً وخصوصاً اننا نواجه حرباً في كل الاتجاهات على المقاومة وحلفاءها وخصوصاً الحرب الاقتصادية والتي تضرر منها كل لبنان عموماً وخصوصاً وبالدرجة الاولى المجتمع الشيعي والمقاوم المغترب والمقيم، فمن وراء الحملات الاميركية والصهيونية والتحريض على حزب الله، اصبح كل مواطن لبناني وشيعي تحديداً عرضة للخطر والخطف والتنكيل في كل انحاء العالم حيث لم يعد يمكن لاي مغترب لبناني شيعي ان يرسل مئة دولار اميركية واحدة مثلاً لمداواة امه المريضة. وهذا يؤكد ان الطائفة الشيعية كلها اصبحت تحت التهديد الامني والعسكري والاقتصادي وهي محاصرة اقتصادياً ومن مصلحتها رفع هذه العقوبات الجائرة والظالمة والتي لا تعرف قانوناً ولا تستند الى اي مسوغ، فقط هي مرتكزة على طغيان وصلف ادارة الرئيس ترامب واللوبي الصهيوني وهذا يعني ان المقاومة وجمهورها وحلفاؤها معنيون بأي تظاهرة لرفع الغبن والظلم المعيشي والاقتصادي ولكن ليس في هذا التوقيت حيث الضغط الاقتصادي على اشده والمعالجة تتطلب هدوءاً في الاعلام والشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وامتصاصاً لصدمة فقدان الدولار مثلاً وانعكاسه على كل الحركة الاقتصادية التي تتعامل بالدولار الاميركي وخصوصاً القطاعات التجارية والمحروقات والاصناف الغذائية المستوردة. وتشير الاوساط الى ان من يقف وراء بعض الناشطين المنضوين في احزاب مدنية و”غروبات” شبابية ومجموعات حراك مدني، جهات سياسية معروفة بعدائها للعهد ومن مصلحتها تعريته واعادة المشهد به الى العام 1992 و2003 حيثق عمت الفوضى. وهي ترى ان اذا تحرك الشارع وفجّر الناس غضبهم فيه يمكن ان تحدث خضات امنية وتُحرج السلطات الامنية والسياسية وتقطع الطريق على اية مساعدات خارجية من بوابة “سيدر” وتسلط الضوء على الفوضى الامنية والاقتصادية وعجز الدولة متمثلة بعهد الرئيس ميشال عون وحكومة الرئيس سعد الحريري وبدعم من تحالف حركة امل وحزب الله عن إدارة البلاد وتودي به الى الافلاس فلماذا تمنح الدول الكبرى مساعدات؟
وعليه فإن كل احزاب المقاومة وتحالف 8 آذار هي خارج مظاهرات اليوم ولم تدع اليها وهي غير معنية بها رغم تفهمها لحق الناس في التظاهر والتعبير عن الوجع والشكوى ولكن مع الانتباه الشديد لكيفية التظاهر والتوقيت والاهداف والغايات والتوجهات. فهل هي موجهة ضد العهد وحلفائه حصراً ام انها فعلاً صادقة في التعبير عن وجع اقتصادي بحت؟
وتؤكد الاوساط ان فريقنا السياسي بتحالفه الواسع يتعاون مع اهل القرار والشركاء في السلطة للوصول الى خواتيم اقتصادية عملية سعيدة بهدوء وروية وخارج الاعلام ولو تطلب الامر بعض الوقت وبعض الضبط لمسارب التشويش والشائعات والتهويل.