مبادرة نصرالله والحوثيين خارج المسعى الالماني… وظريف رفض لقاء ترامب
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاربعاء 25 ايلول 2019
تؤكد اوساط قيادية في محور المقاومة ان لا احد يضمن، ان لا تتدهور الامور تدريجياً نحو الحرب في المنطقة ووفق مصلحة كل طرف من الاطراف المحرضة اوالمستفيدة في المنطقة من ضرب ايران اي اميركا واسرائيل والسعودية اي وفق عقلية من يتخذ القرار بالحرب او عدمها. وتقول الاوساط ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يلهث في السنة الاخيرة من ولايته الى تحقيق انجاز اعلامي وسياسي عبر لقائه احد المسؤوليين الايرانيين وهو كان طلب وفق ما كشف الايرانيون لقيادة المحور المقاوم ان منذ فترة طلب ترامب لقاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف في نيويورك، فرفضت ايران اي لقاء من دون رفع العقوبات والحصار. في المقابل لن تستقر الامور الداخلية في الكيان الصهيوني المعادي قبل الاتفاق على حكومة إئتلافية لتسير الامور على طبيعتها. وترى الاوساط ان انشغال الاميركيين والاسرائيليين بالامور الداخلية هذا لا يعني ان الحرب مستبعدة كلياً فقد يحصل تطور سيء ما او ردة فعل غير محسوبة قد تؤدي الى اشعال المنطقة واشعال الحرب فيها. وعن دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السعودية الى وقف الحرب على اليمن وترك الحلول للحوار بين اليمنيين انفسهم، واعلان الحوثيين في اليوم التالي عن توقفهم عن استهداف السعودية بالمُسيّرات، تؤكد الاوساط ان هذه المبادرة ليست الاولى وليست يتيمة، وحزب الله دعا الى وقف العدوان السعودي منذ اليوم الاول للحرب وما تخلفه من دمار وموت على الشعب اليمني كبير وما انفك السيد نصرالله يدعو الى وقف الحرب ضد اليمن لاكثر من مرة وفي مناسبات عدة. وتقول الاوساط ان الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني سيعلن بدوره من الامم المتحدة ضرورة وقف اطلاق النار في اليمن ووقف العدوان السعودي وكل هذه النداءات والمبادرات هي من جانب واحد وهي تطرح لجس نبض الطرف الآخر ولتجنب الحرب التي تدفع الظروف الى اندلاعها اكثر من تجنبها، فهل يستجيب لتتحول الى مبادرة مشتركة ويجري الحوار على اساسها. وتقول الاوساط ان طروحات نصرالله والايرانيين والحوثيين ليست مبنية على مبادرة ثنائية او على وساطة تجري لحل الامور العالقة بين السعودية وايران. وتشير الاوساط الى عدم علمها بوجود موفد الماني يعمل على خط الوساطة بين الرياض وطهران بعد ان شق وسيط عماني الطريق الملبدة بالتصعيد بين الطرفين وخصوصاً في الايام الماضية والتي تحولت فيها اصابع الاتهام نحو ايران من السعودية والاميركيين والاوروبيين بإستهداف آرامكو هي اتهامات سياسية وهدفها الضغط السياسي على طهران لا اكثر ولا قل.
اما لبنانياً فتقول الاوساط ان حزب الله رسم الخطوط الحمر عسكرياً وامنياً بعد الردين المدروسين والرادعين داخل منطقة الـ1948 المحتلة وعبر اسقاط مسيرة اسرائيلية، وها هو يرسم خطوط حمر سياسية واقتصادية في ما خص العقوبات الاميركية على حزب الله والتي تتحول شيئاً فشيئاً الى حصار مالي شامل للبنان كله. وهنا تؤكد الاوساط ان حزب الله يصر على ان يكون للحكومة مجتمعة موقف موحد من خطورة استهداف لبنان او اي مكون من مكوناته فالانصياع للاميركي وتنفيذ رغباته إما “طمعاً” بخنق حزب الله او “تبرعاً” وخوفاً من العقوبات وتضرر مصالح بعض اللبنانيين ومنهم ممثلين في الحكومة سيؤدي الى امرين : فإما ان تواجه الحكومة ولبنان مجتمعاً ما يجري وإما ان يتصرف حزب الله وحده سياسياً في هذا الامر. أما بقاء الامر على ما هو عليه ليس مقبولاً والامور تتدحرج ككرة الثلج ولا احد يدري اين يمكن ان تتوقف ومتى ستتوقف.