أجرت المقابلة الزميلة روعة الرفاعي في جريدة اللواء بتاريخ اليوم الثلاثاء 5 شباط 2019
لم يأت تشكيل الحكومة بما كان متوقعاً، بل كانت مفاجأة تلقاها كما غيره عبر وسائل الاعلام المرئية والتي كانت تنقل الحدث، مما أثار حفيظته وشجبه للأمور ليس لأن “الحقيبة الوزارية” لم تكن من نصيبه، وانما لتجاهله وعدم اخباره بالمعطيات الجديدة والتي استدعت استبعاده في هذه المرة كما في المرات السابقة.
اليوم، هو يرفض التعريف عنه “بالعضو السياسي في تيار المستقبل” ويفضل لقب النائب السابق أو الناشط السياسي الأحب على قلبه انه الدكتور مصطفى علوش والذي حمل راية تيار المستقبل لسنوات طويلة، وحلم بالتغيير والتطوير لكن كل أحلامه ومحاولاته باءت بالفشل حينما لم يعد يلمس أي امكانية للتغيير، الأمر الذي قد يحمله الى تقديم استقالته بعدما عقد العزم على تجميد كل أنشطته داخل التيار.
منذ لحظة الاعلان عن اسماء الوزراء الجدد في الحكومة العتيدة، ولسان حال القاعدة الشعبية لتيار المستقبل من جهة، والرأي العام الطرابلسي من جهة ثانية الدكتور مصطفى علوش “ضحية” في كل استحقاق، وان كانت الوزارة تكليف فالنيابة انتخاب وتأكيد على مدى محبة الناس للشخص الذي سينتخبونه وبالتالي ايلائه الثقة التي يستحقها، وفي كل دورة انتخابية كان الدكتور علوش يخضع لقرارات التيار في عدم ترشحه افساحاً بالمجال أمام التحالفات، وكان يستجيب للرغبات ويصغي لأدق التفاصيل كي لا ينجح المصطادون في الماء العكر من تلبيد الأجواء بينه وبين تيار المستقبل والذي اختاره وفقاً لقناعاته ومبادئه وعنها يقول” ان لم أكن في تيار المستقبل، فأنا حتماً لن أكون مع أي تيار سياسي آخر”، وبالفعل اليوم يعيد الدكتور علوش تأكيده على هذا الموضوع مشيراً الى الاستمرار في متابعة اهتماماته السياسية من خلال المراقبة والتعليق اعلامياً كما كان في السابق ولكن من منطق حريته الشخصية، وليس بناء لارتباطاته السياسية.
وكعادته، بدا هادئاً ومنصتاً لكل الأسئلة التي تطرح عليه، بالرغم من كثرة الوسائل الاعلامية التي تقف عند بابه أو تلك التي تتداول الموضوع عبر هاتفه الجوال، وهو الذي كان مرشحاً لتحمل حقيبة وزارية بعدما ورد اسمه في كل التشكيلات الحكومية التي توالت طيلة التسعة أشهر السابقة، لتأتي النتيجة بأنه خارج المعادلة لأسباب بقيت مجهولة بالنسبة له، بيد ان القضية الأهم عنده “كيف لم يناقش الموضوع معه؟؟؟ ليعلم به كما غيره عبر وسائل الاعلام؟؟!!!”.
علوش: كنت أتمنى لو انهي حياتي السياسية وما تبقى من أيامي ضمن التيار
حمل ثقيل أزيل عن ظهري
وعما اذا كان يرحب بفكرة “الضحية” كما يثار عبر وسائل الاعلام يقول الدكتور علوش:”طبعاً أنا أرفض أن “يقال” عني الضحية ولا أرغب بتقمص هذا الدور، لست من الضعف بمكان كي يقال عني “الضحية”، وفي نفس الوقت لا أعيش اليوم دوراً بطولياً، كنت ولا أزال ناشطاً سياسياً عملت طيلة السنوات السابقة وفق قناعاتي والتي لو أوصلتني لمركز معين لكنت سعيداً بممارستها، لكن “عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم” ربما يكون حملاً أزيح عن ظهري لأنني أعلم بأنه خلال مسيرتي السابقة أحزنت أشخاصاً كثر بسبب انتمائي ودفاعي عن أمور لم تعجبهم، لكن في كل الأحوال لن أكون ضحية بل ربما تكون قناعاتي هي التي أوصلتني الى ما أنا عليه اليوم”.
ورداً على سؤال قال:” الرئيس الحريري كان يردد دائماً بأنني من الثوابت في الحكومة المقبلة، لكن لحظة الاعلان عنها تفاجأت بعدم ورود اسمي، وهنا أؤكد على أنه لو كان الرئيس الحريري استشارني في الأمر لتغيرت النظرة، لكن ما جرى جرى ولن أقف عنده، وكمواطن أقول أتمنى أن ينجح الرئيس الحريري بادارة الحكومة وأن يستطيع قدر الامكان التخفيف من مخاوف الناس في المستقبل، في النهاية أنا انسان سياسي وسأستمر في المراقبة والكلام”.
الشعرة التي ستقضم ظهر البعير
وتابع:” كل ما أستطيع التأكيد عليه الآن، أنني لن أنقلب على تيار المستقبل ولا على الرئيس سعد الحريري، لكن الطريقة التي تم التعامل بها معي أزعجتني كثيراً، وحتى الساعة لا أعرف شيئاً عن أسبابها ربما ارتأت رئاسة تيار المستقبل خيارات أخرى في هذا الوقت، لكن هذا لا يمنع أنني مستاء من عدم مناقشة القضية معي، حتى الساعة لا أعرف ان كنت سأترك تيار المستقبل، لكن هذه القضية تضاف الى غيرها من القضايا التي حصلت معي في السابق فتكون بمثابة الشعرة التي ستقضم ظهر البعير مما قد يدفعني للتفكير من جدوى البقاء في تيار المستقبل”.
القدرة على التغيير غير واردة
وأضاف:” كانت لدي الكثير من الأفكار بهدف تطوير التيار من خلال اعادة السياسة الى عقل شبابنا، اعادة التفكير الذي يستند الى النقد كلها أفكار كنت أبحث عنها ولم أجد لها أية بوادر، كل ما لمسته تغيير في الوجوه قد يساعد لكن عملياً هو يحتاج الى معطيات ومنطق معين بفلسفة معينة،للأسف لم أنجح في ذلك، اليوم هذه القضية تضاف لكل ما سبق مما يدفعني للسؤال عن دوري في مكان لا أملك فيه شيئاً، غير ظهوري على وسائل الاعلام؟؟؟ وهذه يمكنني متابعتها سواء كنت داخل أو خارج التيار، دوري سأمارسه وفق قناعاتي كما كنت دائماً لكن أؤكد على ان قدرتي على التغيير تبقى صفر ضمن تيار المستقبل، لكن هذا لا يعني بأنني سأنضم لأي مكان آخر، قلتها في السابق بأنني ملتزم بتيار المستقبل وسأنهي حياتي السياسية ضمنه وان كنت أود لو أنهي “أيامي ضمنه” لكن شاءت الظروف أن لا أستمر في هذا الوضع”.
وفي حال أسندت له مهمات جديدة ضمن التيار يقول:” أنا لا أنتظر جائزة، بل كنت أتمنى رؤية انجاز يسعى الى تحويل التيار لمؤسسة وهذا ما لم يتحقق، وفي حال تم في المستقبل فانني حتماً سأعود ويكون لي الأمل بالتطوير”.
وعن الاستقالة من التيار يقول:” لن أقدمها الآن بل سأجمد نشاطي فقط في الوقت الراهن كونه ما من داعي لوجودي حسبما بات واضحاً”.
نجاح الحكومة
وعن الحكومة يقول:” نحن بحاجة للحكومة لأن منظومة المصالح القائمة في البلد هي نفسها لن تتغير لكن وجود الحكومة ضروري لادارة الأزمة القائمة والتخفيف من سلبياتها سيما على المواطن، نعم نحن بحاجة الى حكومة لن تكون أفضل ولا أسوأ من الذي سبقها، وبغض النظر عن الوجوه الموجودة فيها نحن نحتاج اليها نظراً للضغوطات الحاصلة والأيام المقبلة لن تكون سهلة”.