مقرر لقاء الاحزاب الدكتور علي ضاهر: خيار المقاومة والعلاقة المميزة مع سوريا رابط مشترك بين الاحزاب… ولا لقاء قريباً لاقطاب 8 آذار او الامناء العامين
خاص “تقارير. نت”
يؤكد معاون مسؤول ملف الاحزاب في المجلس السياسي لحزب الله ، ومقرر لقاء الأحزاب الدكتور علي ضاهر ان لا حاجة لإنعقاد إجتماع شامل لاقطاب 8 آذار او على مستوى رؤساء الاحزاب والامناء العامين، طالما ان التواصل مستمر بين قيادات الصف الثاني رغم ان انعقاد اي لقاء ثنائي بين اي قطبين يحصل وحاصل في اي وقت.
ويشدد ضاهر خلال لقائه رئيس تحرير موقع “تقارير.نت” الصحافي علي ضاحي وفي حديث خاص للموقع ان ما يجمع الاحزاب في “لقاء الاحزاب والشخصيات والقوى الوطنية”، هو خيار المقاومة والعلاقة المميزة مع سوريا. ويشير الى ان حزب الله لا يختصر لقاء الاحزاب ولا ينطق بإسمه بل هو جزء من مكوناته الـ33 مع تأكيد ان هناك احزاباً كبيرة ووازنة وحضورها وحجمها معروف وامر واقع كحركة امل والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي وغيرهم. وعن مذكرة وزير العمل عن العمالة الفلسطينية، يؤكد ضاهر ان اللقاء لا يريد الحكم على النوايا لكن التوقيت سيء للغاية سياسياً وله انعكاس سلبي على المطالبة بتعزيز الحقوق المدنية والانسانية للاجئين الفلسطينيين.
انطلاقة اللقاء
وعن تأسيس اللقاء يؤكد ضاهر ان لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية تأسس في العام 1997 وانبثق عن “لقاء البريستول” الذي ضم معظم الأحزاب الموجودة على الساحة الوطنية، والتي تتبنى خيار المقاومة. وكان يضم اللقاء بالاضافة الى الاحزاب الـ33 الموجودة اليوم، احزاباً لم تعد موجودة فيه كالكتائب والجماعة الاسلامية والحزب التقدمي الاشتراكي. الجماعة والاشتراكي خرجا منه في العام 2005 لكن الكتائب انسحب قبل هذا التاريخ بعد استعادة آل الجميل للحزب.
ويضيف ضاهر ان إعادة إنطلاقة لقاء الاحزاب بشكل أقوى مرة جديدة كانت بعد عدوان العام 2006، مع العلم أن لقاء 8 آذار او تجمع 8 آذار الشهير في ساحة رياض الصلح جاء بعد إجتماع للقاء الاحزاب في الضاحية الجنوبية بحضور سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والذي دعا الامناء العامين للاحزاب ورؤساء الاحزاب الى لقاء في قاعة اللؤلؤة في الرويس – الضاحية الجنوبية. ووقتها دعا السيد نصرالله الى تجمع 8 آذار الشهير في ساحة رياض الصلح، فسمّي لقاء 8 اذار. ويضيف ضاهر: في البداية كانت قد انبثقت عن اللقاء لجنة متابعة والتي تضم كل الاحزاب المنتسبة الى اللقاء وعددها 33 حزباً، وهي ارتأت لاحقاً ان يكون هناك هيئة تنسيق للقاء تتابع تنفيذ المقررات وتعقد إجتماعات طارئة في حال دعت الحاجة الى ذلك. كان لقاء الاحزاب يجتمع اسبوعياً كل يوم خميس، واستمر بهذا الموعد لسنوات طويلة الى ان تقرر إنشاء هيئة تنسيق منتخبة وعدد اعضائها 15 عضواً، وأُعدت هيكيلة تنظيمية جديدة للقاء وهناك لجنة متابعة تضم الجميع بقيت تجتمع كل خميس حتى الفترة الأخيرة، وتضم منسقاً ومقرراً للقاء ولكن بعد التعديلات الجديدة التي اقرت منذ عدة اعوام صار هناك لجنة متابعة وهيئة تنسيق.
الهيكيلة التنظيمية
ويتابع ضاهر: ميزة اللقاء ان هناك انتخاباً مرة كل سنة لمنسق اللقاء ولا يحق له التجديد، اي ان الامر مداورة بين الـأحزاب، وكل عام هناك منسق جديد للقاء. اما المقرر فيحق له التجديد لان المقرر يعرف تفاصيل اللقاء ويتابع كل شؤونه وتوجد صعوبة في تبديله كل عام حتى لا يحصل أي إرباك في متابعة الأمور التنظيمية للقاء، او سوء إدارة للملفات والمتابعة. الانتخابات الداخلية للقاء الأحزاب تحصل في جو ديمقراطي كامل، انتخابات المنسق عادة تحصل بالتزكية والمداورة، والعديد من الشخصيات لديهم الكفاءة لادارة اللقاء. اما هيئة التنسق فإنتخابها يتم بمعركة إنتخابية فعلية و هناك مجموعة احزاب اساسية تنتخب دائماً لان حضورها وحجمها ودورها على الساحة يشكل امراً واقعاً كحركة امل وحزب الله والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي وغيرها.
ويقول ضاهر ان الغاية من تأسيس اللقاء هي إجتماع الاحزاب التي تؤمن بخيار المقاومة والعلاقة المميزة مع سوريا، هناك مقاومة مستهدفة من الداخل والخارج. العلاقات المميزة مع سوريا أقرها الطائف، بغض النظر عن الوجود السوري في لبنان او عدمه، ونحن كمشروع مقاومة ندرك اهمية العلاقة مع سوريا وتعزيزها. فالهدف من اللقاء تعزيز مشروع المقاومة والعلاقة المميزة مع سوريا.
تصويت ديمقراطي
ورداً على سؤال عن تشكيل حزب الله “رافعة” للقاء الاحزاب، يوضح ضاهر ان هناك العديد من الاحزاب الوازنة في اللقاء كحركة امل والتيار الوطني الحر والحزب القومي وصحيح ان حزب الله هو حزب المقاومة في لبنان وهذا له تأثيره، لكن القرار يؤخذ بالإجماع داخل اللقاء واذا لم يتوفر الإجماع نلجأ الى التصويت، واحياناً كثيرة يطرح حزب الله داخل اللقاء افكاراً ما ولكن خلال النقاش اذا لم تلق قبولاً او طُرحت قضايا مقابلة اكثر مقبولية فليس لدينا أي حرج في الإلتزام بما تقرره الأكثرية، وليس صحيحاً ان حزب الله هو وحده من يقرر القرار النهائي في اللقاء، وهناك كثير من الافكار صدرت عن غيرنا من الاطراف وهي احزاب مقاوِمة بطبيعة الحال ووجدنا انها افكار جديرة بالاهتمام فتبنيناها ومشينا بها.
وعن لجوء حزب الله الى اللقاء لإصدار مواقف وبيانات لا يريد ان يتبناها مباشرة وصراحة، يشير ضاهر الى ان هذا الكلام غير دقيق، لأن الأحزاب المشاركة في اللقاء تتبنى خيار المقاومة وتطرح مواقف متقدمة في بعض الأحيان، وهناك بعض المواقف من الأقوى ان تصدر عن لقاء الاحزاب ككل، أما ما يريد حزب الله ان يعبر عنه فليس لديه مشكلة في ذلك من خلال بيان واضح وصريح او عبر مقابلات اعلامية.
وعن عدم اخذ لقاء الاحزاب حقه سياسياً وإعلامياً في لبنان، يؤكد ضاهر ان احد اهم الاسباب ان الأمناء العامين للاحزاب لا يجتمعون سوياً في اللقاء بشكل دوري، وتحصل احياناً لقاءات ثنائية. مثلاً ، على مستوى ما كان يعرف بالامانة العامة لقوى 14 آذار، الاهتمام الاعلامي والسياسي كان متاتياً من كون مشاركة نواب ووزراء ورؤساء احزاب وحكومات في صفوفه. والاعلام عادة لا يهتم بلقاءات لشخصيات من الصف الثاني ومن غير الاقطاب.
لا لقاء لاقطاب 8 آذار
وعن التحضير للقاء على مستوى اقطاب 8 آذار، يقول ضاهر ان الامر طرح اكثر من مرة وبعد التشاور مع غالبية القيادات خلصت الى ان لا داعي لهذا اللقاء واذا اقتضت الحاجة سيجتمعون ولا مانع من ذلك، والقيادات تعتبر ان الامور ماشية على مستوى ممثلي الاحزاب او شخصيات الصف الثاني. وهناك مسألة هامة ان فريقنا السياسي وقيادات محورنا ترى ان جمع رؤساء الاحزاب والامناء العامين يعني أننا أمام حدث مفصلي، أو أن هناك اجتماعاً او تكتلاً او محوراً يتحضر في مواجهة محور آخر، وفي هذه اللحظة السياسية في البلد لا يوجد محور آخر فعلياً، ونحن حريصون على تهدئة الامور في البلد بعيداً عن التوترات والاصطفافات الحادة.
ويكشف ضاهر ان اي موضوع يُطرح في اللقاء ويتطلب موقفاً من القيادات العليا، يحمله كل مندوب إلى قيادته ويأتي بالاجوبة المطلوبة ونعتمد ما نريد وما نحتاج من مواقف او تصرفات، لذلك لا حاجة للقاء صف اول طالما هناك تشاور مستمر وتواصل بين ممثليها في لقاء الاحزاب.
لقاء الاحزاب في عكار
وعن المساعي لمواصلة لقاء الاحزاب في الشمال وانعقاده بشكل منتظم، يوضح ضاهر ان لقاء الاحزاب في طرابلس ينعقد دورياً، اما في عكار فيقول ان هناك إنتكاسة حصلت على أثر الانتخابات النيابية الاخيرة، نتيجة الخلاف داخل بيت البعريني، حيث كان يعقد اللقاء في دارة النائب السابق وجيه البعريني. وبعد الانتخابات تشاورنا في لقاء الاحزاب، خصوصاً ان كل القوى الوطنية العكارية السياسية والشعبية قاطعت وجيه البعريني بعد ما حصل. اليوم انطلق اللقاء في عكار وعُقد اجتماع في دارة النائب مصطفى حسين وتبعه اجتماع آخر في دارة الاستاذ هيثم حدارة، وهي مستمرة ونحن نعمل على أن تكون بالزخم المطلوب، لما لعكار من أهمية من خلال وجود العديد من الأحزاب والشخصيات الوطنية.
الحقوق الانسانية للفلسطينيين
وعن اللقاء المشترك اللبناني- الفلسطيني الشهري، يؤكد ضاهر ان هناك قضايا مشتركة بين الاحزاب اللبنانية والفلسطينية وهي المقاومة ضد العدو الصهيوني والقضية الفلسطينية، وهو يُعقد اليوم شهرياً بين هيئة التنسيق وتحالف القوى الفلسطينية بداية كل شهر، واذا دعت الحاجة الى اكثر من لقاء نجتمع.
تنبثق عن اللقاء لجنة مشتركة تتابع الانشطة المشتركة او مقررات تعمل على تنفيذها.
وعن ملف العمالة الفلسطينية وقرار وزير العمل بطلب إجازة العمل من العامل الفلسطيني، يؤكد ضاهر ان المعطيات الموجودة ليست كافية لدينا للجزم بأن للقرار خلفيات سياسية مشبوهة او مجرد تدبير اداري من الوزير، ولكن التوقيت يطرح علامات إستفهام كبيرة وإستغراباً كبيراً، واذا احسنّا الظن نقول ان الوزير اخطأ في طرح الموضوع. حتى في تنفيذ القرار خالف الوزير قرارات وزراء العمل السابقين. أما القراءة السياسية لهذا القرار فلا تستبعد الربط بين القرار من جهة و ما يجري في المنطقة ومحاولة تنفيذ صفقة القرن من جهة أخرى، وما يجري لا يخدم مطالبتنا بتحسين اوضاع الشعب الفلسطيني وإعطائه الحقوق المدنية والانسانية للاجىء الفلسطيني، والسيد نصرالله اكد ذلك في خطابه الاخير.
ويؤكد ضاهر ان حزب الله مع النقاش والحوار والمتابعة داخل مجلس الوزراء لتخفيف الضغط والمعاناة عن الفلسطينيين في لبنان، وبشكل هادىء ومدروس وانساني.