موقع “تقارير.نت” التقى رئيس التنظيم الشعبي الناصري في صيدا
اسامة سعد: الرهان للتغيير على هذه السلطة ساقط … ومجلس النواب ساحة إضافية للنضال
خاص “تقارير. نت”
يؤكد رئيس “التنظيم الشعبي الناصري” النائب الدكتور اسامة سعد ان لا حياة سياسية في لبنان وتتحمل المسؤولية ايضاً الاطراف والقوى الوطنية والديمقراطية في تفعيل دورها وان تكون شريكة في هذه الحياة السياسية وليست على هامشها. ومن يقرر القرار الوطني السياسي والاداري والاقتصادي والمالي هم الاطراف الطائفيين في البلد.
ويقول سعد خلال لقائه رئيس تحرير موقع “تقارير.نت” الصحافي علي ضاحي وفي حديث خاص للموقع في مكتبه في صيدا، ان ما يراه امامه هو سلطة متمثلة بحكومة تحكم وفشلت ليس فقط على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي في معالجة قضايا اللبنانيين بل فشلت ايضاً في تأمين الأمن والاستقرار في البلد.
ويُحمّل سعد الحكومة الحاكمة وهي القائمة بالسلطة اليوم مسؤولية كل ما يحدث من فلتان امني وانهيار اجتماعي واقتصادي، ويسأل: أين حق الناس التي قطعت عليها الطرقات؟ واين حق الناس التي ارتعبت وخافت؟ واين حق الناس التي قتلت واسيلت دماؤها؟ واين حق الناس التي جرحت؟ فمن يتحمل المسؤولية هؤلاء ام الحكومة؟
وفي الملف الاقتصادي والاجتماعي يرى سعد ان الطبقة السياسية الموجودة حالياً هي الموجودة منذ عقود، ولو ارادت الاصلاح المالي ومكافحة الفساد وايجاد موازنة شفافة وناجحة ومتوازنة وان تحقق الرفاه والازدهار للبنان وللبنانيين لكانت فعلتها منذ عشرات السنين ولم تنتظر حتى اليوم.
ويسأل : ماذا فعلت هذه الطبقة؟ هي ببساطة ركبت على البلد دين مقداره 100 مليار دولار وخدمة دين تصل الى ما فوق 36 في المئة من حجم الموازنة ومن دون اي مقابل. فلا رعاية صحية للناس ولا جامعة لبنانية متطورة، ولا فرص عمل للشباب، ولا سياسة اسكانية تؤمن المسكن للشباب، ولا زراعة ولا صناعة ولا كهرباء ولا ضمانات اجتماعية ولا إدارة شفافة ولا ماء ايضاً.
ويتابع : كم عددنا كلنا؟ وكم تبلغ مساحة لبنان؟ فلماذا علينا كل هذا الدين؟ هناك سلطة تتحكم في البلد منذ الطائف وحتى اليوم.
ويستغرب الرهان على طبقة سياسية لأن تُغيّر هذا الواقع وتعالج الازمات، في حين لم تقم بذلك منذ سنوات. وانا اقول اليوم للناس لا تصدقوا كل ما يقال، فلن يتغير شيء ولن تحل ازمات البلد. هؤلاء سيبحثون عن ابواب جديدة للسرقة والنهب وتدفيع اللبنانيين اثمان اضافية.
ويشير الى ان الموازنة المقدمة تُعبّر عن هذا التوجه، وهناك بدائل لا يريدون الاقتراب منها لإنها تمس بمصالح شركاء لهم. فتخفيض واحد في المئة على الفائدة يؤمن بين 800 مليون الى مليار دولار سنوياً. لماذا لم يقبلوا العروض التي قدمت الى الكهرباء؟ لماذا لم يقبلوا عروضات انشاء القطارات من الشمال الى الجنوب لكي نوفر الزحمة والمحروقات؟ لماذا الغوا الضرائب على الفوائد وهي توفر حوالي300 مليون دولار سنوياً؟
وكذلك التهرب الضريبي المُحققّ اي الناس الموجودة اسماءهم عند المالية ومسجلين لديها ويُقدّر بأربعة مليارات دولار. وايضاً التهرب الجمركي عبر المعابر الشرعية والتي يقوم بها النافذون اذ يخرجون البضائع بلا جمرك ويبيعون السلعة للناس على اساس انها مجمركة وعليها tva وهذا وحده يوفر ملياري دولار سنوياً فكيف سنصدقهم؟
وعن عدم إنضوائه في اي تكتل وإصراره على ان يكون نائباً مستقلاً في البرلمان وحقيقة فاعلية النائب المستقل في التغيير، يقول سعد ان الكتلة النيابية تعني ان المكتوب مكتوب والمُقدّر مقدّر. ومن قال ان التغيير فقط ميدانه في مجلس النواب. التغيير نضال سياسي ووطني وشعبي لتعديل موازين القوى وتغيير المعادلة في البلد وهذه مسألة احد ميادينها مجلس النواب لتعبئة الرأي العام وإيصال الرأي. التغيير يكون من خلال تراكم نضالي سياسي وشعبي. نحن نتحدث هنا عن الحالة الوطنية العابرة للطوائف والمناطق والمذاهب والفئويات وان تثبت حضورها في الحياة السياسية اللبنانية على غرار القوى الطائفية الموجودة والتي تمسك بالقرار السياسي والاقتصادي والامني والاجتماعي والاعلامي. وهذه القوى يجب ان تتطلع الى الدولة المدنية وان يكون لها رأي في كل القضايا والملفات. هناك فريق واحد يحكم والآخرون على الهامش. واؤكد ان مجلس النواب ليس ساحة بديلة للنضال بل هو ساحة اضافية.
وعن رفض لبنان وترجمة هذا الرفض لصفقة القرن ومنع تنفيذ مخطط التوطين، يشير سعد الى ان ما يقوم به لبنان لا يُعبّر عن رفضه لاسقاط حق العودة ومنع التوطين بل يُساهم في تنفيذ المخطط الاميركي- الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية ومنع حق العودة من خلال تضييق الحكومة اللبنانية الحالية والحكومات المتعاقبة والتي اعتمدت سياسة التضييق على المخيمات من النواحي الانسانية والاجتماعية والامنية والاقتصادية. ويسأل من اريد دعم نضاله اضايقه او اوفر له جو ملائم للنضال حتى يكتسب ثقة بالنفس وحتى تبقى قضيته اولوية وليس كما يجري اليوم وان تكون اولوية الفلسطيني وهاجسه ان يؤمن معيشته ومعيشة اولاده وان يعيش هاجس الدخول والخروج اليومي من المخيم، وكيف يدفن الميت داخل المخيم في ظل منع دخول الترابة والحجارة لبناء القبر. وهذا يؤكد ان الدولة اللبنانية تساعد الاميركي والاسرائيلي في ما تقوم به ضد الفلسطينيين.
وعن إسقاط التوطين يؤكد سعد ان الرهان ليس على هذه السلطة وبعض رموزها التي تشتري وتبيع بل على الشعب الفلسطيني والقوى الوطنية اللبنانية لاسقاط التوطين.