الصحافي علي ضاحي
الصحافي علي ضاحي

خطايا نواف و”التنتيع” غير الحكيم

خطايا نواف و”التنتيع” غير الحكيم

علي ضاحي- خاص takarir.net

منذ تشكيل حكومة نواف سلام في 8 شباط ،2025 ولبنان لم يتغير عليه شيء من سيء الى أسوء، ولعل نواف سلام هي الشخصية الاسوأ في تاريخ لبنان والتي تولت رئاسة الحكومة بعد فؤاد السنيورة الذي يتصدر المرتبة الاكثر سوءاً ايضاً.
فماذا يعني ان يكون الشخص او اللبناني رئيساً للحكومة. يعني ببساطة ان يكون رئيساً لحكومة لبنان كل لبنان. اي بالعربي الفصيح رئيساً لحكومة المسيحيين والشيعة والدروز والسنة والعلويين. وبالتالي اذا كان رئيس الحكومة سيئاً وهي “مساقبة” ان المنصب للسنة فهذا لا يعني ان الطائفة السنية مستهدفة او احد في “موال ما براسو”.
8 اشهر وبضعة ايام مرت على تشكيل حكومة نواف، ولا شيء تغير على لبنان: 100 الف نازح من قراهم الجنوبية اكثر من 75 قرية بين مدمرة ومنكوبة: بنت جبيل وصور والنبطية والضاحية والمنازل المهدمة في البقاع والهرمل لا تزال على خرابها . العدو لا يزال يحتل اكثر من 20 في المئة من مساحة الجنوب من النقاط الخمس الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر.
30 قرية من اللبنانيين الشيعة داخل سوريا لا يزال اهلها مهجرون، مليون ونصف نازح سوري لا يزالون في لبنان. وبلادهم يفترض انها اصبحت آمنة وبلا نظام الاسد الذي كان “فزاعة” العالم كله وانه “قامع شعبه ومخوفهم”. اما الجولاني وعصاباته اليوم فملائكة ترامب ونتنياهو الساعين الى التطبيع مع العدو و”معليش تمام”!
البطالة متفشية في لبنان، والغلاء مستفحل والحد الادنى للاجور اقل من ثمن السيجار الكوبي الذي يدخنه نواف وحاشيته ومستشاروه. والمودعون بلا اموالهم ، ازمة سكن وتعليم وبنى تحتية وكهرباء ونفايات ومياه ملوثة وازمة مياه شرب واستعمال وملايين المشكلات الاخرى في لبنان.
ورغم كل ما تقدم من مشاكل، يرابط نواف في السراي وهمه الكبير محاصرة حزب الله وسلاحه ونزع الشرعية عنه. وطبعا هذا الامر ليس في متناول احد لا في لبنان ولا في الشرق الاوسط وفي العالم كله. لأن حزب الله ببساطة يستمد شرعيته السياسية والنيابية والحكومية من اتفاق الطائف الذي يشرع المقاومة والسلاح الى البيانات الوزارية لكل الحكومات السابقة الى تمثيله اليوم في الحكومة والبرلمان الى الشرعية الشعبية الواسعة من البقاع الى الجنوب. وبالتالي لا ينتظر جمهور المقاومة الشرعية من احد. فهو يعطي الشرعية لمن يستحق وينزعها ممن لا يستحق.
فنواف سلام اليوم المهجوس بالسلاح يتسلى مرة بالصخرة، ومرة اخرى بمنع الإعمار في الجنوب، ويريد ملاحقة الناشطين والاعلاميين ووسائل الاعلام ويحمل قنينة مياه للدفاع عن “تنورين الحكيم”. ونسي كل شيء وكل هموم لبنان ويلاحق قضايا يعتبرها اساسية في اجندته السياسية.
ومفارقة ايضاً في مسيرة نواف الحكومية، انه يسترشد بالمرشد سمير جعجع والذي يستغل الحكومة والوزارة لينفذ نفس اجندة نواف ضد المقاومة والسلاح في الظاهر. لكنه في الباطن يستغل وجوده في الوزارة للامساك بالسلطة وبمفاتيح الوزارات حيث يقصي موظفي التيار وباسيل من بعض الوزارات. ويحل محلهم قواتيون، ويرفع الصوت ضد السلاح من جهة وعلى “السكيت” يؤخر تراخيص حفر الآبار او التراخيص وغيرها من معاملات الكهرباء والطاقة الخ.
فسمير جعجع الذي يساند نواف ويدعمه، يدفع نواف الى مزيد من الخطايا والتنتيع “غير الحكيم”. وهو يمعن في الامساك بالسلطة ومنافعها، استعداداً للانتخابات النيابية ومحاولة تكبير الحصة النيابية على حساب القوى المسيحية الاخرى وبدعم من سلام نفسه، والذي ان اكمل ولايته حتى الانتخابات، وان حصلت في وقتها ستصرف حكومته الاعمال وتعتبر مستقيلة لن يستفيد مما قام به وهو لن يعود الى السراي بعد الانتخابات حكماً وطبعاً وقطعاً.

الصحافي علي ضاحي

ناشر ورئيس تحرير موقع تقارير

شاهد أيضاً

المفكر والاديب الكويتي محمد عبد الله السعيد

ورشة السهروردي تهدي سفارة النرويج في الكويت لوحة شكر دلمونية على ابتكار تقنية النانوكلاي

ورشة السهروردي تهدي سفارة النرويج في الكويت لوحة شكر دلمونية على ابتكار تقنية النانوكلاي خاص …