كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم السبت 27 نيسان 2019
مع إرتفاع “دوز” التصعيد الاميركي ضد إيران وحزب الله وسوريا وكل دول محور المقاومة وصولاً الى فنزويلا ودول “البريكس”، ينقل قيادي بارز في محور المقاومة عن مسؤولين ايرانيين زاروا دمشق وبيروت اخيراً ان القيادة الايرانية اتخذت قرارها بالمواجهة الشاملة مع الولايات المتحدة الاميركية ورئيسها دونالد ترامب الذي يمارس اقسى انواع البلطجة والعربدة ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق والاعراف الدولية وقافزاً فوق القوانين والمؤسسات ولا يقيم وزناً لأي شخصية او دولة او نظام انما يأبه فقط لتأثيرات اللوبي الصهيوني اقتصادياً وسياسياً عليه وعلى نظامه. ويقول القيادي ان الايرانيين يعتبرون الكلام الاميركي الاخير عن وقف الاعفاءات لبعض الدول المستوردة للنفط والغاز الايرانيين كمقدمة لمنع بيع اي برميل نفط ايراني بمثابة إعلان حرب. اذ لا يمكن لاي دولة ان تمنع دولة اخرى من تصدير نفطها او تتعامل تجارياً مع اي دولة وان تصدر وتستورد بضائع وحاجيات اساسية من اي دولة اخرى وهذه التصرفات والاجراءات محظورة وفق كل القوانين والاعراف التجارية والانسانية والدولية ومخالفة لمنطق تعامل الدول مع بعضها. فلا يمكن لترامب ان يمنع الملاحة الايرانية او يقيد حركة الدولة ان يحاصر شعب بكامله وان يجّوعه. ويشير القيادي الى ان القيادة الايرانية مصممة على المضي قدماً في تصدير بضائعها ونفطها الى الخارج وخصوصاً الصين والهند وبعض الدول الاخرى التي لن تستجيب لتهويل وتهديد ترامب رغم ان بعض الدول ربما سترضخ للضغوط الاميركية بينما سيتعاطى الروس بـ”براغماتية” مع العقوبات الاميركية على طهران وسيكونون دقيقيين لتجنب المزيد من العقوبات الاميركية عليهم ايضاً. ويؤكد القيادي ان ما سمعه من الايرانيين يشير بوضوح الى سيناريوهات سيئة وسيناريوهات اسوأ مع ترجيح خيار الصدام العسكري اذا تجرأ ترامب على منع تصدير نفط ايران خارج حدودها بالقوة العسكرية. وهذا يعني ان ايران ستغلق مضيق هرمز وستمنع الملاحة فيه، كما ستمنع عبور اي ناقلة نفط او ناقلة تجارية فيه بالاضافة الى اغلاق اي خط بحري يمكن ان تطاله صواريخ الحرس الثوري بما فيهم الخط السعودي- الاماراتي عبر اليمن. ويؤكد القيادي ان محور المقاومة في خضم هذه الاجواء وفي صلب التصميم الايراني، جاهز الاسوأ الاحتمالات فكما منع محور المقاومة بما فيه ايران سقوط سوريا، سنمنع حتماً استهداف ايران وشعبها وممنوع سقوط طهران او ايران في اي فخ او انهيار ايران كدولة عظمى حليفة وداعمة لقوى المقاومة في المنطقة. ويشير القيادي الى ان هذه الكلام ليس استعراضاً وكلاماً انشائياً بل على العدو الاميركي والصهيوني ان يعلما ان الحرب اذا وقعت لن تكون نزهة في ظل توحيد الساحات من طهران الى دمشق فغزة والجولان وجنوب لبنان فالمعادلة واضحة اذا اسقط ترامب الخطوط الحمر فلن يبقى لدينا اي خطوط حمر.
ايران تعتبر ان منعها من تصدير نفطها وتقييد حرية تجارتها إعلان حرب
في المقابل يؤكد القيادي ان حزب الله بدوره هو جزء فاعل واساسي في محور المقاومة ويعتبر ان ايران هي صمام امان شعوب المنطقة الحرة ومناعتها من مناعة الجميع وكل دول المحور. ويكشف القيادي ان حزب الله ورغم ارتفاع حدة العقوبات والضغوطات الاميركية على ايران وانعكاسها عليه مالياً متمسك بالوحدة الداخلية اللبنانية وحريص على الاقتصاد اللبناني ويعتبر وفق دراسات متخصصة اعدها وناقشها مع القوى الاساسية في الحكومة ان ترشيد الانفاق ووقف الهدر وسد كل ثغرات الفساد والتهريب المالي من شأنه ان يحصن اقتصاد لبنان ويحميه من اي خضات محتملة في حال وقع الاسوأ بين ايران وترامب. كما يرى حزب الله ان ارهاق المواطنين وصغارالموظفين بالضرائب والتخفيضات في الرواتب من شأنه ان يخفض من مستوى صمود الناس وتكيفهم مع اي اجراءات تقشفية وصعبة والتي يفترض ان تكون من الجوانب والقطاعات المنتجة في الدولة والتي لا يُحسن استعمال مواردها. وعما يتردد عن تهديدات اميركية جديدة للبنان وخصوصاً بعد تردد انباء عن تزود السوريين بالبنزين والمشتقات النفطية من لبنان، يؤكد القيادي ان حزب الله يطالب الحكومة والدولة بأن يكون لهما القرار الحاسم برفض اية املاءات عليه من اميركا وغيرها وخصوصاً ان وضعه مرتبط بما يجري سورياً وعلى ارضه ما يقارب مليون ونصف نازح سوري.