الانقسام حول ملف النزوح والعلاقة مع سوريا خلافي و”مزعج” لاطراف الحكومة

علي ضاحي. خاص موقع تقارير 

الاربعاء 13 آذار 2019

رغم كل الملفات الضاغطة والمفتوحة دفعة واحدة في وجه الحكومة ورئيسها وكل القوى المتناقضة داخلها، الا انها ستصمد وستعمر طويلاً وفق مصدر بارز في 8 آذار والذي يعتبر ان سقوط الحكومة الحالية يعني سقوط البلد وفق المعطيات الاقتصادية البالغة الخطورة التي تمتلكها مجموعة من الشخصيات العليا البارزة التي تحكم لبنان ولا تتجاوز اعدادها اصابع اليد الواحدة. ويؤكد المصدر ان ليس من المبالغة في شيء وصف هذه الحكومة بأكثر الحكومات تعقيداً وتحكم في لحظات مصيرية من عمر المنطقة ولبنان. ويؤكد المصدر ان كل الملفات التي تطرح اليوم في البلد خلافية من مطالبة البعض برفع الضرائب بـ”طريقة او اخرى” او بتخفيض جزء من الدرجات الممنوحة في سلسلة الرتب والرواتب الى رد او قبول مشروع الدرجات الست للاساتذة المتمرنين من كلية التربية وصولاً الى ملف اعادة العلاقة مع سوريا الى طبيعتها والتنسيق بشكل رسمي وكامل في ملف إعادة النازحين الى وجهة النظر المعاكسة التي تربط عودة النازحين بالحل السياسي الشامل وصولاً الى الغام الفساد وكرة النار والمتدحرجة وصولاً الى التباين في مقاربة اصلاحات سيدر 1 والتباينات بين فريقين كبيرين الاول يعتبره انقاذاً وسيولة هامة للبنان وآخر يرى فيه مزيد من الغرق والمديونية.

كل هذه الملفات المطروحة وفق المصدر تتحرك دفعة واحدة او على القطعة وفق ما يقتضي الظرف والوضع الداخلي. ويضيف ما يجري اليوم ومنذ ايام حول استبعاد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب عن الوفد الرسمي والحكومي الى بروكسل 3 سواء بقرار من رئيس الحكومة سعد الحريري او من الاتحاد الاوروبي الذي لم يوجه له الدعوة كما فعل لوزيري الاشتراكي والقوات فيه الكثير من السياسة والاستفزاز وعدم الاعتراف بفريق سياسي كامل ووازن وبسياسة دولة يقودها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ملف النزوح ويأخذ على عاتقه حماية عودة النازحين والتنسيق مع سوريا ومن ثم روسيا بعد زيارته اليها في 25 الجاري وبـ”صدره” وعلى عاتقه الشخصي والرئاسي. وصحيح ان الحريري قال ما ينص عليه الدستور في حال حضور رئيس الحكومة والذي ينطق بإسمها لكنه لا يمكنه التفرد بالقرار التنفيذي للسلطة التنفيذية اي ان يختصر مجلس الوزراء مجتمعاً. فماذا يعني استبعاد الغريب عن بروكسل 3 ودعوة فيما مضى الوزير السابق معين المرعبي الى بروكسل 1 و2 اليس هذا موقفاً سياسياً يعبر عن الموقف الداعي الى انتظار الحل السياسي لعودة النازحين والاستمرار بأمل واهم بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد وعدم الاعتراف بالنصر الذي حققه مع الجيش والشعب السوري على الارهاب والتكفيريين ومن “لف لفه”. ويقول المصدر ان زيارة الحريري الى بعبدا امس ولقائه بعون قبل الذهاب الى بروكسل هو لتنسيق الموقف في ملف النزوح وللتخفيف من الاثار السلبية لاستبعاد الغريب المحسوب على عون الى بروكسل ومقاطعة وزير الخارجية وعدم مشاركته الا بممثل عنه بالاضافة الى محاولة الحريري “الاستلحاق” في ملف الفساد وعدم ظهوره كمغط او داعم للرئيس فؤاد السنيورة على الاقل “مباشرة” وعلى “رؤوس الاشهاد”.

 

لا تداعيات سياسية لاستبعاد الغريب عن بروكسل واللقاءات السورية – اللبنانية ستستمر

ويؤكد المصدر ان لن يكون هناك تداعيات سياسية كبيرة لاستبعاد الغريب ولن يكون هناك تأثير على القرار المتخذ بعودة النازحين الى سوريا بأي طريقة كانت. طالما انها تعبر عن العودة الطبيعية الآمنة والطوعية والاختيارية لكل من يريد العودة وبالتنسيق بين لبنان وسوريا عبر بعبدا والغريب وحزب الله وفريق 8 آذار مع الدولة السورية. وسيبقى ملف عودة العلاقات مع سوريا الى طبيعتها والتنسيق مع النظام الحالي النجاح ذلك ملفاً خلافياً ومزعجاً لاطراف الحكومة والمشاركين فيها جنباً الى جنب رغم تناقضاتهم واجندات البعض والتي ستخرج في الايام المقبلة وفق ما يقول المصدر لتهاجم زيارة وزير الزراعة حسين اللقيس الى سوريا ولو كانت ذات طابع زراعي إجرائي وتقني باستثناء فريق الحريري الذي لا يريد ان يفتح سجالاً مع امل والرئيس نبيه بري في هذا الامر كون اللقيس من حصة بري الحكومية ومحسوب عليه سياسياً. في حين سيتصدى المستقبل والقوات وغيرهما لجولة الامين العام للمجلس الاعلى السوري اللبناني نصري خوري على عدد من الوزراء الجدد من ضمن البروتوكول ومن ضمن مهامه في المجلس الاعلى وقد يخرج البعض ليطالب بحل المجلس والغائه كما في الاعوام “الخوالي”. كل ذلك قد يحدث اثارة اعلامية وسياسية تنتهي عند او اجتماع للحكومة لان الانقسام مهما كبر في اي ملف لن يؤثر على الحكومة او يطييرها.

“https://takarir.net/wp-content/uploads/2019/03/ali_d.jpeg

شاهد أيضاً

الصحافي والروائي نبيل مملوك

“رجل من أرق” لنبيل مملوك متلازمة الانتماء و السيطرة الأبوية

“رجل من أرق” لنبيل مملوك متلازمة الانتماء و السيطرة الأبوية هبة قطيش/ خاص takarir.net “من …