لقاء ابن سلمان وميقاتي: لا تبدّل سعودياً… ولا مُهادنة مع حzب الله!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاثنين 12 كانون الاول 2022
اكتسب لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «الثنائي»، في قصر عرقة بالرياض امس الاول، غداة مشاركة ميقاتي ممثلاً لبنان في القمة العربية الصينية، دلالة هامة لجهة التوقيت والمضامين التي حملها، وكذلك الرسائل «المشفرة» لمن «يعنيهم» الامر.
وتؤكد اوساط سنية واسعة الإطلاع على الاجواء السعودية، ان استقبال ابن سلمان لميقاتي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون ودخول البلد في مرحلة الشغور الرئاسي، رسالة في الشكل ان السعودية تخلصت من عبء التسوية التي اتت بعون رئيساً، وتخلصت من مرحلة يعتبرها «قاتمة» على مستوى العلاقات اللبنانية- السعودية.
وتعتبر السعودية، ووفق الوساط نفسها، ان «المشكل» في لبنان اليوم ليس سنياً – شيعياً، بل هو بين الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل من جهة، وبين حzب الله و»القوات اللبنانية» اي انه شيعي – ماروني، بينما السنة خارج هذا الصراع.
ويتهم السعودي حzب الله بـ «استخدامه ورقة الخلاف المصطنع» مع باسيل في الملف الحكومي و»تبادل الادوار»، لاستجلاب رد فعل سني لحماية موقع رئاسة الحكومة، وبالتالي زج دار الفتوى والسنّة في لبنان في «مشكل» ماروني – سني، وتحييد الشيعة عن الخلاف، اذ لا مصلحة لايران وحzب الله في تصوير اي خلاف في المنطقة على انه سني- شيعي!
اما من حيث المضمون، فتؤكد الاوساط ان لقاء ابن سلمان وميقاتي، وفي زمن الشغور الرئاسي، يؤكد دعم الرياض لاستقرار لبنان ودعوتها الى انتخاب رئيس جمهورية «يحفظ الخط العربي والوطني» ، ويبعد عن لبنان كأس «التدخلات الايرانية» و»هيمنة» حzب الله على السلطة، بحسب ما ترى السعودية!
وتكشف الاوساط ان المحيطين بابن سلمان ابلغوا حلفاءهم اللبنانيين، كما ابلغ ابن سلمان ميقاتي ان لا تبدل سعودياً في مقاربة الملف اللبناني، وان لا مساعدات مالية او اقتصادية او تطبيع للعلاقات بين السعودية ولبنان الى ما قبل العام 2016 طالما استمرت «هيمنة» حzب الله على البلد وبقيت مقدرات الدولة في يده، ولا «مهادنة» او اتفاق معه. وتشير الى ان الدعم الوحيد الذي ستقدمه السعودية، سيبقى محصوراً في الملف الانساني والاجتماعي، ومن ضمن الاتفاق السعودي- الفرنسي.
كما تكشف الاوساط ان السعودي متمسك بالطائف اكثر من اي وقت مضى، ويرفض اي مس به او استنباط اي تسوية جديدة ، ولو كانت باريس وراءها. وتشير الى ان السعودي لم «يهضم بعد» اعادة تحريك فكرة المؤتمر التأسيسي، والتي يتهم فرنسا (ضمناً) وطهران وحارة حريك والرابية بالوقوف وراءها.
وتشير الاوساط الى ان «فك التحالف» السياسي بين اميركا والسعودية ولجوء الاخيرة الى تعزيز علاقتها بالصين وروسيا، يعني مقاربة ملفات المنطقة في سوريا والعراق واليمن ولبنان خارج المظلة الاميركية، وبما يخدم مصالح الرياض، ومن ضمن مخطط ابعاد تأثير «ميليشات» ايران وسيطرتها في هذه البلدان، وهذا يعني وفق الاوساط نفسها مزيداً من الغليان والتوتر في المنطقة وتأجيل الحلول.