نصرالله: المعركة ضد الفساد لا تقل قداسة عن معركة المقاومة ضد الاحتلال

ألقى الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله كلمة في الذكرى الثلاثين لتأسيس هيئة دعم المقاومة الإسلامية، قال فيها: “يجب أن نتذكر جميعا في البداية على مدى ثلاثين عاما وأكثر أولائك الذين بادروا منذ البدايات للقيام بهذا العمل المبارك والعظيم، خصوصا عندما كانت المقاومة في بداياتها غريبة، وفقيرة، وقليلة الإمكانيات، بادروا، بذلوا ماء وجوههم، وبذلوا جهودهم، واستفادوا من علاقاتهم، وقاموا بكل النشاط اللازم لجمع المال والدعم لتتواصل هذه المقاومة ولتكبر ولتتعاظم ولتنتصر.

للرعيل الأول من الإخوة والأخوات في لجان المتطوعين في مختلف المناطق التي تواصلت فتشكلت منها لاحقا في إطار واحد ومنظم ومركزي وله نظامه وآلياته وامتداداته تشكلت منها هيئة دعم المقاومة الإسلامية في لبنان.

أتوجه بالشكر إلى الإخوة والأخوات المسؤولين في هذه الهيئة الذين تحملوا إدارتها، أخص بالذكر أخي العزيز والحبيب المجاهد الحاج حسين الشامي وجميع إخواننا وأخواتنا سواء في الإدارة المركزية، المديريات المختلفة في مختلف المناطق، أشكرهم وأشكر كل الذين تعاقبوا على تحمل هذه المسؤولية خلال ثلاثين عاما.

يجب أن نخص بالذكر الأخوات الكريمات والعزيزات لأنهن يشكلن الجزء الأكبر من هيئة دعم المقاومة الإسلامية ويمارسن النشاط الأكبر والأوسع في عمل هذه الهيئة، طبعا الرجال يشاركوني أيضا هذا التخصيص، لن يزعلوا.

أنا أشكر لكم كل هذه الجهود، وكل هذه التضحيات، واشهد أيضا ونحن نتحدث عن عمل تطوعي، وكثير منكم كبر سنهم وشابت لحاهم في هذه المسيرة وفي هذه الهيئة، وكثير منكم بذلوا وأمضوا زهرة شبابهم في هذا العمل الجهادي والمبارك.

يجب أن أشهد بالأمانة، بالصدق، بالدقة، بتحمل المسؤولية، بأمانة الحفاظ على المال الذي يقدمه الناس أو على الهبات التي يقدمها الناس، كنتم المؤتمنين بحق وبصدق الذين كنتم تنقلون هذه الأمانة إلى أهلها وإلى أصحابها وإلى مجاهديها.
يجب أيضا أن نتوجه في بداية الكلمة إلى كل الذين قدموا الدعم من خلالكم أو مباشرة، المتبرعين، المتطوعين، الذين ما بخلوا بالمال، قدموا أموالهم، كثير منهم قدموا مساعدات عينية لكن الأغلب هو المساعدة المالية، أهلنا الطيبيون هؤلاء لهم منا كل التحية وكل الشكر وكل التقدير.

بعض الناس يتصورون أن هذه المقاومة فقط هي قائمة بناء على دعم بعض الأصدقاء وفي مقدمهم الجمهورية الإسلامية في إيران أو بعض المتمولين، لكن هناك مساحة كبيرة تعتمد على دعم الناس، هذا الدعم المبارك، هنا نتحدث عن الأب والأم والزوجة والصغار والكبار وأولاد المدارس وأبناء وبنات الشهداء الذين يضعون في كل صباح في قجة المقاومة مبلغا من المال وعلى مدى السنة.
الذين يقدمون المال في المؤسسات، وعلى أبواب الدكاكين وفي الطرقات وفي المناسبات وفي الاشتراكات الشهرية وفي مختلف الأنشطة التي تقوم بها هيئة دعم المقاومة، الألف ليرة، والعشرة آلاف ليرة، والمئة الف ليرة، ومئتي الف ليرة.
هذه المبالغ التي يبدو للوهلة الأولى أنها متواضعة، ولكن النهر أو البحر يتشكل من قطرات الماء التي تتراكم وتتعاظم وتشكل فيما بعد نهرا كبيرا أو سيلا جارفا.
هؤلاء الناس نحن نفتخر بهم ونفتخر بمحبتهم، ونفتخر بدعمهم، والذين كانوا يواصلون هذا العمل حتى في المراحل التي بدى أن المقاومة تملك إمكانات مالية كبيرة لم يتوقفوا ولم يبخلوا لأنهم كانوا يريدون من جهة أن يكونوا شركاء في المقاومة ومن جهة أن يكونوا مجاهدين بالمال إلى جانب الجهاد بالنفس والولد، ومن جهة كانوا يريدون أن يعبروا عن فخرهم ومحبتهم وتواصلهم.

هذا ما شهدناه في مناسبات عديدة، مثلا في السنوات الماضية في معارك السلسلة الشرقية في البقاع وفي معارك دحر التكفيريين والإرهابيين عن جبالنا هناك، كنا نرى كيف أن النساء والأهل الكرام في مختلف القرى البقاعية وبالتعاون بين هيئة دعم المقاومة الإسلامية والهيئات النسائية في حزب الله، كيف كان هناك إصرار عند أهل القرى أن يعدوا الطعام ويأتوا بالفواكه والحلويات ويوضبوها، مع العلم أنا أؤكد لكم ان المقاتلين في تلك الجبهات حقيقة لم يكونوا بحاجة إلى المال ولا إلى الطعام ولا إلى الغذاء كانت التغطية المالية من قبل المقاومة كافية، ولكن الناس كانوا يصرون على القيام بهذا العمل من أموالهم هم، ومما جمعوه وكنزوه في بيوتهم في الشتاء وللأيام الصعبة، ونحن نعرف حال قرانا وعائلاتنا. هذا الأمر نفسه أيضا كان يحصل في الجنوب، في أيام المقاومة، أيام الحروب، في حرب تموز وقبل 2000 وبعد 2000. هذا هو حال هؤلاء الناس وبهؤلاء نحن نقوى، وبهؤلاء نحن نتواصل ونستمر.
طبعا من أهم ما شكلته هيئة دعم المقاومة، هو الفرصة لتوسيع مساحة الجهاد، لأن المقاومة تجاهد بالنفس من خلال رجالها. الأباء والأمهات هم شركاء في هذا النوع من الجهاد لأنهم يقدمون فلذات أكبادهم جزءا من أرواحهم جزءا من أنفسهم. هناك مساحة أخرى للجهاد هي الجهاد بالمال، والمال تحتاجه أي مقاومة، وهذا سأعود إليه بالمقطع الثاني من حديثي.

والمال تحتاجه أي مقاومة هو أحد عناصر القوة الطبيعية بحسب سنن الحياة، السنن الإلهية الحاكمة في التاريخ والمجتمعات.
دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت بحاجة إلى مال خديجة وإلى أي مال لتسنيد وتثبيت هذه الحركة الفتية ولتتمكن من الصمود ومن المواجهة في وجه أولئك الذين أرادوا إقتلاعها.
من البديهيات التي لا تحتاج إلى شرح مساحة الجهاد بالمال. الله سحبانه وتعالى اكد عليها في كتابه في آيات كثيرة اكتفي للتذكير وللبركة:
يقول تعالى “إنفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون” “الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وانفسهم” هؤلاء ما قصتهم؟ “اعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم”.
لكل أولئك الذين جاهدوا بالمال أو يريدون ان يجاهدوا بالمال حقا ويريدون قناة آمنة ومؤسسة مأمونة ويثقون بأن مالهم يتم وضعه في المكان الصحيح وفي الجبهة المناسبة عليهم بهيئة دعم المقاومة الإسلامية التي كما قلت شكلت ومازالت تشكل هذه الفرصة.
ايها الإخوة والأخوات أود في سياق كلمتي أن أتحدث عن ملفين أساسيين من وحي ما نحن فيه هذه الأيام:
الملف الأول يتصل، والاثنين على كل حال لهم علاقة بالمال والدعم والوضع المالي والاقتصادي.
ما نحن فيه من مسألة العقوبات الأمريكية والحصار المالي ولوائح الإرهاب القرار البريطاني بضم الجناح السياسي لحزب الله إلى قائمة الإرهاب البريطانية عندهم وتبعات ذلك.
هم في السابق وضعونا، وضعوا الجناح العسكري بتسميتهم هم على لائحة الإرهاب وفي الأيام القليلة الماضية ضموا إليه الجناح السياسي أيضا بحسب تسميتهم.
في هذا الأمر عندما نتحدث عن عقوبات أمريكية من المتوقع أن تشتد على داعمينا وعلينا، على الجمهورية الإسلامية وعلى سورية وعلى مجمل حركات ومحور المقاومة وعلينا.
في لبنان جاؤوا إلى المصارف، بدأوا بحصار وتضييقات واسعة ووضعوا لائحة بأسماء تجار وشركات ومؤسسات وجمعيات واعتبروها لائحة إرهابية ولا يجوز التعامل المالي معها او البنكي أو ما شاكل.
وضعوا مجموعة من الأسماء ومن التجار اللبنانيين أيضا على لائحة العقوبات وهذا الأمر قد يستمر لنرى مؤسسات جديدة واسماء جديدة وتضييقات جديدة وهذا مسار متواصل.
هذا في العقوبات الأمريكية ومن جهة ثانية سوف نجد أيضا تفريخ للوائح الإرهاب، مثلا متى كان لدول الخليج لائحة إرهاب؟ في السنوات الماضية استحدثوا لائحة إرهاب.
في العالم أيضا هناك دول إما بدأت باستحداث لائحة إرهاب أو لديها لائحة سابقة، بعضها يضعنا على هذه اللائحة كما فعلت بريطانيا، وعلينا أن نتوقع أيضا دول أخرى سوف تقوم بنفس الخطوة وتضع حزب الله على لائحة الإرهاب، وتصفه بأنه منظمة إرهابية.
إذا، هذا مسار متواصل، لكن كيف يجب أن ننظر إلى هذا المسار؟ تارة إلى هذه الإجراءات، تارة ننظر إليها من هذه الزاوية، كعملية مقطوعة الصلة بالماضي وبالمستقبل، وتارة ننظر إليها كسياق عام وكسياق متواصل، ماضي وحاضر ومستقبل.
الصح هو الثاني لماذا؟ لأن هذا يجعلنا نفهم بالضبط ماذا تعني هذه الإجراءات؟ في أي سياق تأتي؟ ما هي الأهداف التي تريد أن تحققها؟ لنقف في وجهها ونعطل هذه الأهداف، وهذه مسؤوليات أهل المقاومة جميعا، مسؤولية المقاومة وأهلها وجمهورها وبيئتها وداعميها، وكل من يشكل جزءا في هذه الحركة الإنسانية التاريخية في منطقتنا وليس فقط في لبنان.
ما هو السياق؟ السياق وهنا يجب أن نفهم أننا هنا مظلومون أقوياء،ولسنا مظلومين ضعفاء، نحن هنا معتدى علينا أقوياء، نحن هنا مظلومون أقوياء، بمعنى: هناك سياق أسمه منذ 1982 إلى اليوم أن أميركا وإسرائيل، يعني أصحاب مشروع الهيمنة الأميركية الصهيونية على منطقتنا وعلى بلادنا وعلى خيراتنا وعلى سيادتنا في كل المنطقة، منذ 1982 هناك هزائم متلاحقة تلحق بهم وبمشاريعهم وبطروحاتهم، وهذا أمر واضح لطالما تحدثنا عنه في الماضي، فقط للتذكير السريع من دون التوقف عند كل عنوان وعنوان.
مثلا: إجتياح 1982 كان يوجد مشروع أميركي إسرائيلي للبنان وفلسطين والمنطقة والتسوية، من الذي عطل وأسقط وأحبط وألحق الهزيمة بهذا المشروع؟ حركات المقاومة في لبنان، هنا لا أتكلم فقط عن حزب الله، بل حزب الله وحركة أمل والأحزاب الوطنية والحركات الإسلامية ومختلف فصائل المقاومة ، وبدعم من سوريا ومن الجمهورية الإسلامية في إيران، منذ 1982 إلى 1985 وما تبعها من أحداث هذا المشروع سقط.
في العام 2000 الهزيمة الإسرائيلية في لبنان وبعد ذلك الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، أسقط مشروع وحلم إسرائيل الكبرى، وهذا سوف أتكلم عنه بالتفصيل ولذلك لا يوجد داع أن نقوله هنا.

في العام 2006، قبل ال 2006 ومع ال2006، مع مجيء المحافظين الجديد إلى الولايات المتحدة الأميركية، كان هناك مشروع أميركي ضخم وكبير جدا لإعادة السيطرة على كل المنطقة، وبدأ باجتياح أفغانستان وإحتلال العراق ومحاولة محاصرة إيران وعزل سوريا وتصفية القضية الفلسطينية وضرب المقاومة وسحقها في لبنان في العام 2006.
صمود المقاومة في لبنان في العام 2006 والمقاومة في غزة في العام 2008 وصمود سوريا وصمود إيران أسقط هذا المشروع الكبير والخطير على منطقتنا.
في العام 2011، بدأ المشروع لإستهداف ما أسميه بعامود خيمة المقاومة في منطقتنا هنا سوريا والدولة السورية، وبعد ذلك بسنوات العودة من خلال داعش إلى العراق وإستهداف كل محور المقاومة، ومواصلة الضغط على لبنان وعلى فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني، وفتح حرب شعواء على أهلنا وإخواننا في اليمن، وما جرى من إحتلال للبحرين وغير ذلك، أيضا جاء هذا في سياق مشروع أمريكي إسرائيلي، قلت سابقا أن العديد من الدول الإقليمية كانت أدوات في هذا المشروع.

أيضا مجددا محور المقاومة ودول المقاومة وأحزاب المقاومة وقفت في مواجهة هذه الحرب وفي مواجهة هذا المشروع، فحسمت المعركة في العراق، وبنسبة عالية جدا حسمت المعركة في سوريا، وبشكل كامل حسمت المعركة في لبنان، وفي اليمن ما زالت صامدة أمام العدوان المتواصل، وفي غزة ما زالت صامدة أمام كل أشكال العدوان والحصار ، وهكذا هو حال الجمهورية الاسلامية وصمودها أمام العقوبات، إذا هذا المشروع أيضا قد فشل.
ما أريد أن أقوله فيما يتعلق بالوضع الحالي والمستقبلي أيضا، إن ما يتطلع إليه ترامب وصهره كوشنير لتحقيق إنجاز تاريخي في المنطقة من خلال صفقة القرن، من يقف في وجهه؟ محور المقاومة وحركات المقاومة ودول المقاومة، والشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى، الإسرائيلي في كل التقديرات السنوية، في كل سنة، إيران الجمهورية الاسلامية تهديد وجودي وحزب الله التهديد المركزي والأكبر، وكل محور المقاومة من غزة إلى سوريا حتى إلى اليمن صارت أعينهم خائفة من هناك، يشكل قلقا وتهديدا لهذا الكيان.

إذا نحن في هذا السياق أيها الإخوة والأخوات، يعني عندما يضعوننا على لوائح الإرهاب، وعندما يتخذون بحقنا إجراءات عقابية لأننا هزمناهم ولأننا كسرناهم ولأننا أسقطنا مشاريعهم ولأننا أقوياء ولأننا أعزاء ولأننا مقتدرون، ولأننا ندافع عن خيراتنا وسيادتنا وشعوبنا وبلداننا ودولنا، هذا هو السياق، هذا هو السياق، وليس سياق الضعف أبدا، ليس سياق الضعف على الإطلاق.

اليوم لأنهم عاجزون عن القيام بعد فشل كل هذه الحروب، ماذا يجب أن يفعلونه؟ أميركا بحد ذاتها قد أتت إلى المنطقة وهزمت، أتت إلى المنطقة في بداية ال 2000 وبقيت في المنطقة وهزمت، هزمتها المقاومة في العراق ، واليوم هي مهزومة في أفغانستان، وهزمت في سوريا، وتهزم كل يوم في اليمن، صاروا يريدون أن يعملوا حرب جديدة. الإسرائيلي هو خائف ومرعوب من القيام بأي حرب، وهذا الذي تسمعونه كل يوم أن الجيش الإسرائيلي غير مهيأ والقوة البرية غير مهيأة و…، وأخيرا استعانوا من كذا يوم ماذا أتوا؟ منظومة “ثاد” الأميركية لمواجهة الصواريخ، يعني أنهم لا يثقون حتى بالمنظومات التي طبلوا وزمروا لها خلال سنوات أنها قادرة على حماية جبهتم الداخلية.

إذا، أمام الفشل وأمام العجز من الذهاب إلى الحرب والخيارات العسكرية، وبعد أيضا عدم تحقيق العمليات والإغتيالات الأمنية أهدافها، بالعكس كنا نزداد قوة ونزداد صلابة ونزداد بصيرة ونزداد عنادا، هذا الذي كان يردده السيد عباس من أقوال الإمام الخميني:” اقتلونا فإن شعبنا يعي أكثر فأكثر”، المقاومة ازدادت قوة وعزما واحتضنها أهلها وتعاطفوا معها، عندما وجدوا أن قادتها يقتلون ويمضون شهداء، طيب ماذا بقي؟ لقد بقي هذا الطريق وهذا الخيار.

إذا، العقوبات ولوائح الإرهاب هي حرب في هذا السياق، ويجب أيها الإخوة والأخوات، الحاضرين والمستمعين جميعا، أن نتعاطى معها كأننا في حرب، هذا نوع من الحرب، مثلما توجد حرب عسكرية وتوجد حرب أمنية وإعلامية وسياسية وثقافية، هذا جزء من الحرب المالية والإقتصادية والمعنوية والنفسية.

وبالتالي، يجب أن نواجه هذه الحرب، يعني اليوم عندما نمر هنا وهناك، أنا شفاف وواضح والذي أتكلمه في الجلسات الداخليه القليلة العدد أتكلمه أيضا في الجلسات التي يوجد فيها الآلاف، واليوم سوف أتكلمه على التلفزيون والشاشة، عندما نواجه بعض الصعوبات المالية نتيجة هذه الإجراءات وهذه العقوبات، يجب أن يكون واضحا لدينا أن هذا جزء من الحرب، هذا ليس له علاقة بخلل إداري أو تنظيم إداري أو نقص هنا أو نقص هناك، هذا من نتائج الحرب التي شنت علينا وتشن علينا، وهذه الحرب ليست علينا وحدنا بالمناسبة، يعني اليوم إيران، تشديد عقوبات على إيران، اليوم الأمريكان طلبوا من مجلس الأمن عقوبات على إيران، والأمريكيون متشددون على الآخر ويتابعون بالتفصيل الممل.

تشديد العقوبات على سوريا، ما عجزوا عن أخذه بالحرب العسكرية يريدون أخذه من خلال الضغوط الإقتصادية والحياتية والمعيشية في سوريا، ومن خلال فرض صعوبات على الشعب السوري في مختلف مجالات حياته الشخصية والإجتماعية والإقتصادية.
الحصار على الفلسطينيين، سواء في غزة وحتى في الضفة، هدم المنازل وقطع الرواتب، ومنع وصول المساعدات، هذا أيضا مستمر.

في اليمن، تجويع الشعب اليمني والحصار المالي والحصار الإقتصادي وحصار الموانىء، أيضا هذا مستمر.
العقوبات ولوائح الإرهاب علينا جميعا هذا مستمر.أمس نتنياهو اعتبر فضائية الأقصى مؤسسة إرهابية. الأميركيون أيضا، يضعون تباعا فصائل المقاومة العراقية على لوائح الإرهاب، وآخر فصيل وضعوه على لائحة الإرهاب هم الأخوة في حركة النجباء في العراق.

إذا، هذا مسار يطال كل من يتصل بهذه الحركة المقاومة التاريخية، أنا أقول التاريخية في منطقتنا، في محور المقاومة من دول وحكومات وحركات وشعوب، لأن المطلوب هو إضعافنا وكسر إرادتنا ولإفقارنا وتجويعنا، وبالتالي ننهار ونتساقط ونستسلم، يعني من لا يستطيع أن يسحقك بالحرب وبالقتال وبالإغتيال يتصور ويفترض أنه من خلال الإفقار والتجويع والحصار المالي، وما يسمونه تجفيف مصادر التمويل يجعلك تسقط وتنهار.

في مقابل هذا الجزء من الحرب، نحن يجب أن نقف: أولا: يجب أن نكون صامدين وأقوياء، وأن لا يمس هذا بإرادتنا ولا بعزمنا ولا بمعنوياتنا.

هذا أولا، ثانيا: بالرغم من كل ما يجري وما يقال سوف تخيب آمالهم ، لأنه إن شاء الله الترتيبات هم لن يتمكنوا لا من إفقارنا ولا من تجويعنا ولا من حصارنا، من يدعمنا هو مستمر في دعمنا، نعم، سواء كان دول أم شعوب أم شعبنا وجمهور المقاومة في لبنان، هذا الأمر متواصل، نعم قد نواجه بعض الصعوبات، قد نواجه بعض الضيق، ولكن أنا أقول لكم من موقع المسؤول الذي يدير هذا الأمر بشكل يومي وتفصيلي:” كلا، نحن سوف نواصل عملنا، وبنيتنا سوف تبقى قوية وسوف تبقى مستمرة ومتماسكة، ولن يستطيعوا أن يوقفوا تدفق الدماء في عروقنا ولا العزم في إرادتنا، ثقوا بهذا تماما”.
” نعم، قد نواجه كما قلت بعض الضيق وبعض الصعوبات بالصبر وبالتحمل وبإعادة تنظيم الأمور وبحسن الإدارة والتدبير وبتنظيم الأولويات، نحن نستطيع أن نواجه هذه الحرب، ونستطيع أن نعبر عن هذه الحرب”.

عندما كنا نقاتل في حرب تموز كان البعض يقف (هذه في الادبيات السياسية موجودة) كان البعض يقف عند حافة النهر ينتظر جثتنا وخابت آمالهم وانتصرنا. عندما ذهبنا إلى سوريا كجزء من مواجهه الحرب الكونية أيضا وقف البعض، البعض في العالم والبعض في الإقليم وللأسف البعض في لبنان وقف عند حافة النهر ينتظر جثتنا وهزيمتنا وانتصرنا وكنا جزءا من الانتصار الكبير في سوريا، انا أقول لكم ولكل المحبين والمخلصين والصادقين وأقول أيضا لأولئك الذين يقفون على حافة النهر ينتظرون جثتنا التي يفترضون أنها ستنهار من انعدام المال والفقر والجوع: ستخيبون أيضا وهذه المقاومة ليس فقط لن تضعف ولن تهن بل ستزداد قوة وعددا وعدة ووجودا وحضورا وعزما وتأثيرا وفعلا وصنعا للمزيد من الانتصارات في هذه المنطقة و بيننا وبينكم الأيام هذا نتركه للأيام، الأيام هي التي تحكم والأيام هي التي تشهد.

طبعا هنا نعود الى عمل هيئه دعم المقاومة الاسلامية لنقول بالتأكيد نحن نحتاج الى تفعيل نشاط الأخوة ونشاط الاخوات نحن بحاجه الى التعاطف من جديد والاكبر، تذكروا أنه بمرحله من 82 للـ 2000 الى ما مقابل 2006 نعم كان هناك حاجة ماسة، بعد 2006 نتيجة الدعم الكبير الذي قدم لنا خصوصا من الجمهورية الاسلامية في ايران انا قلت لكم في بعض اللقاءات قد لا نكون بحاجه الى المال لكن واصلوا عملكم لتوفروا مساحه المشاركة لمن يريد ان يجاهد بماله، اليوم نحن بين بين، يجب ان تواصل هيئه دعم المقاومة نشاطها وعملها لتوفر فرصة الجهاد بالمال وايضا لتساعد في هذه المعركة القائمة، وانا اعرف ناسنا واهلنا وشعبنا ترون اليوم كل الظروف المعيشة الصعبة في لبنان، انا قلت هذا في لقاء داخلي وجيد ان اقوله في الاعلام قبل شهرين على مدى اسابيع حقيقة انا لم اقل على التلفاز ايها الناس تعالوا لنجمع تبرعات لأطفال اليمن السبب انه انا لم احب ان احمل الناس فوق طاقتهم لأنني انا اعرف الناس الذين سوف يتفاعلوا ما هي ظروفهم الاجتماعية والمالية والمعيشية، ولذلك لا انا ولا قيادات حزب الله ولا بشكل رسمي وانما الاخوة في المناطق، الاخوات في هيئه الدعم في الهيئات في بعض الجمعيات الاسلامية، بعض الاخوات بعض الاخوة بشكل شخصي، مواقع الانترنت اذاعه النور مواقع شبكات التواصل الاجتماعي قاموا بنشاط خلال اسابيع قليلة تم جمع مبلغ مليوني دولار من هذا البلد لبنان البلد الصغير الذي فيه ظروف قاسيه جدا انا استلمت هذا المبلغ واوصلته الى الاخوة المعنيين في اليمن هؤلاء هم ناسنا وهذا المستوى من المتفاعل انا لدي شواهد كثيره ماذا يفعل حتى ابناء وبنات الشهداء حتى زوجات الشهداء كبار السن صغار السن كيف يجتزأون جزء من رواتبهم من حياتهم مما يجمعونه لمستقبل اولادهم ويقدمونه لهذه المقاومة لذلك اليوم هذه المساندة الشعبية وهذا الاحتضان الشعبي نعم انا اعلن اليوم ان المقاومة اليوم بحاجه اليه المقاومة بحاجة اليه وهيئه الدعم يجب ان تفعل انشطتها بقوه كما كان عليه الحال قبل العام 2000 لأننا اليوم في قلب معركه من هذا النوع طبعا كل الكلام الذي يقال في البلد ان حزب الله نتيجة الضائقة المالية يريد ان يأخذ اموال الدولة واموال وزاره الصحة انا رددت عليه سابقا واقول ان هذا الكلام ليس له اساس من الصحة نحن موقفنا الشرعي والديني والاخلاقي من مال الدولة واضح واليوم اكثر وزارة نحن ندعو لان تكون تحت الرقابة والتفتيش والتدقيق والمحاسبة المالية هي وزاره الصحة تفضلوا دققوا بكل فلس وسترون في هذه الوزارة شفافية واضحه ووضوح شديد في انفاق كل قرش وكل ليرة تنفق ضمن القانون وعلى الشعب اللبناني.

هذا الملف المقطع الثاني المقطع الثالث و الاخير الذي سأتكلم به له علاقه في نفس السياق الذي هو موضوع مكافحه الفساد.
في نفس هذا السياق لكن على المستوى الوطني العام وعلى مستوى الجبهة الداخلية في لبنان طبعا اذا اردنا ان نستخدم هذا المصطلح ما نسميه اليوم معركة مكافحه الفساد والهدر المالي في الدولة يجب التذكير والتأكيد على مجموعه من النقاط على ضوء التطورات الأخيرة لان نحنا عمليا دخلنا وبدانا قمنا بفتح ملفين وهناك ملفات ستجيء بالسياق خلال الفترةالمقبلة ومناخ البلد كله الان دخل في هذه المعركة.

نقاط نؤكد عليها اريد ان اتحدث عنها بالتسلسل:

اولا نحن عندما اعلنا في الانتخابات النيابية عن برنامجنا السياسي للمرحلة المقبلة قلنا انه يوجد بند اساسي سيكون العمل في ادارات الدولة لمكافحه الفساد المالي والاداري ومواجهة الهدر المالي لماذا في وقتها ان شرحت هذا الموضوع قلت واذكر الان لان هذا اريد ان ابني عليه تعقيبات لماذا؟ لأنه في يومها كل القوى السياسية كل الرؤساء والوزراء والكتل النيابية في ذلك الوقت الاحزاب الخبراء الاقتصاديون والماليون كلهم تحدثوا عما يلي قالوا: اذا الدولة اللبنانية تواصل في هذا المسار نحن ذاهبون الى الانهيار المالي والاقتصادي، الدولة ذاهبة الى الافلاس هذا حدث قبيل سنه ام لم يحدث ان اشهدكم واشهد كل اللبنانيون هذا حدث، ماذا يعني ان يذهب بلد ما او دوله ما الى الافلاس الى الانهيار المالي والاقتصادي يعني لم يعد هناك مؤسسات دولة ما يعني ان الدولة ستصبح عاجزه حتى عن دفع الرواتب ضياع الامن في البلد لان الدولة لن تستطيع ان تدفع رواتب الجيش والقوى الأمنية والأجهزة الأمنية توقف الخدمات في البلد لان الدولة لن تستطيع ان تقوم بمشاريع وتقديم الخدمات ولا دفع حتى معاشات الوزارات المدنية انتشار الجريمة كثره هجره الناس والشباب من البلد والصراعات الداخلية فقدان الامن والسلام الداخلي اذا نحن امام مفصل وجودي نحن امام حالة تهدد وجود البلد في معركه المقاومة كنا ندافع عن الوجود لكن العنوان الأخطر كان الدفاع عن السيادة الدفاع عن خيرات البلد الدفاع عن كرامته عن عزته عن حريته من اجل استعادت ارضه لكن الانهيار المالي والاقتصادي والافلاس معناها انه ذهب كل شيء ذهاب الدولة وذهاب البلد وانهيار البلد نحن في حزب الله شعرنا في عام 2018 بالاتصال مع الاستحقاق النيابي اننا امام مرحلة جديدة امام واجب جديد واجب ديني واخلاقي ووطني وانساني وان نحن قاتلنا في الجنوب من اجل ان ندافع عن وطننا وعندما قاتلنا في سوريا احد الاهداف كان ان ندافع لبنان وبقاء لبنان طيب المأمن جبهه ومعركه داخليه اذا وقفنا فيها على الحياد سوف يضيع كل شيء ولبنان عندنا غالي لا اريد ان ازايد على بقيه اللبنانيين ولكن كل واحد لبنان غالي عنده من زاويه معينة زاويه ثقافيه او فكريه او عاطفيه او تاريخيه اودينيه نحن ايضا لبنان غالي عندنا بكل هذه الاعتبارات ولأنه ايضا نحن من جمله اللبنانيين والجماعات اللبنانية التي قدمت اغلى شبابها وفلذات اكبادنا و ابنائها وبناتها وقادتها من اجل عزه وكرامه وسياده وبقاء هذا البلد وهذا الوطن وهذه الدولة وبالتالي لا نستطيع ان نقف متفرجين لأجل فلان لا يزعل والحزب الفلاني ما يتحسس والتيار الفلاني لا يغضب وبالتالي نترك بلدنا يسير تجاه الانهيار هذه الحيثية الحقيقية التي تكلمنا عنها في الانتخابات النيابية في الحملةالانتخابية ما بعد ذلك ولا زلنا نقول ذلك الى اليوم بناء عليه لان هذا نريد ان نكمل فيه والآتي لاحقا

بناء عليه نحن نعتبر انفسنا في معركة واجبة ومهمة جدا وطنية وأخلاقية وجهادية ايضا لا تقل قداسة واهمية عن معركه المقاومة ضد الاحتلال والمشروع الصهيوني في المنطقة لا تقل اهميه ولا تقل قداسه ولا تقل وجوبا حتى يعلم كل الناس في لبنان الذين يتابعون معنا هذه المعركة. بناء عليه هذا هو السبب اليوم يوجد ناس في لبنان يقولون لماذا الان دخل حزب الله الى هذه المعركة واستيقظ على مكافحه الفساد والهدر المالي، الجواب ما ذكرت لأنه في السابق كان لدينا معركه كبيره لكن كان الوضع ليس خطيرا الى حد وجود الدولة وبقاء الدولة وبقاء الوطن اليوم الخطر وصل الى هذه المرحلة الذي لا يجوز السكوت عليه بحق هذا السبب لأجل هذا الان ايضا بعض الناس يقولون ان حزب الله بعد انتهاء المعركة في سوريا او شبه انتهائها لم يعد لديه عمل جاء الى لبنان لفتح معركه الفساد ليجد عملا والله يا جماعه لا احد لديه عمل بقدرنا نحن، نحن لا ينقصنا عمل على كل حسن البعض يقول ان هدف حزب الله شعوبي والحصول على شعبيه نحن نمتلك اكبر شعبيه في لبنان وهذه نتائج الانتخابات امامكم واضحه لسنا بحاجه الى شعبيه بالعكس في بعض الاماكن المعركة ضد الفساد والهدر المالي ستخسرنا على المستوى الشعبي نحن لا نحسبها لا انها تزيد شعبيتنا ولا انها تنقص شعبيتنا نحن نحسبها انها معركه واجبة علينا كمعركة المقاومة الشعبية، ان تزداد او تتناقص هذه من النتائج التي لا نتطلع عليها البعض قال ان هدف حزب الله هوالانتقام السياسي وهذا غير صحيح على الاطلاق نحن لو هدفنا الانتقام السياسي لما كنا دعمنا ودعونا وشاركنا في تشكيل حكومة وحده وطنيه ليشارك فيها الجميع ممن نتهم باننا نريد ان ننتقم منهم سياسيا حقيقة المعركة حقيقة ما نريد اذا هو منع الانهيار الاقتصادي والمالي، مواجهه الهدر المالي والانفاق غير المجدي، وقف سرقة المال العام و مواجهه الفساد المالي والاداري في ادارات الدولة لتبقى الدولة ويبقى شعب لبنان في لبنان ويبقى لبنان هذا اولا ، ثانيا نحن في هذه المعركة في مواجهه الفساد والهدر المالي لأن هذا المصطلح معركة مواجهه الفساد والهدر المالي ستسمعونها من اليوم لسنوات معركة طويلة نحن نريد تحقيق الهدف وليس المهم ان نحصل على مكاسب سياسية واعلامية نحن يهمنا ان يقف الهدر يهمنا ان يقف الفساد يهمناأن يعود المال المنهوب من الدولة الى الدولة لأن هذا المال هو ملك الشعب اللبناني.

بناء على هذه النقطة، أنه يهمنا الهدف، وليس يهمنا نحن ماذا نحصل مكاسب سياسية وإعلامية وشعبية، أيضا نبني على هذا المبدأ، نحن لسنا في منافسة مع أحد في هذه المعركة أبدا، لا مع أي حزب أو حركة او تيار أو زعامة أو نواب أو وزراء أو جمعيات أو مع مجتمع مدني، نحن لسنا في منافسة مع أحد، ولا نرضى أن ندخل في مزايدة مع أحد أبدا، كل من يتقدم ويعمل في هذه المعركة من موقعه، يقدم إقتراح قانون نحن معه، يأخذ موقف نحن معه، يأخذ ملف ضمن مستندات على القضاء نحن معه، لأنه يوجد الكثير من الكلام في الإعلام، القضاء لا يقبل منك كلام إعلامي، القضاء يطالبك بالأدلة والمستندات، أي أحد عنده أدلة ومستندات على ملفات فساد وهدر مالي في الدولة ويتقدم بها إلى القضاء نحن معه وندعمه وخلفه، نحن كل من يحمل راية هذه المعركة نقبل به قائدا وحاضرين أن نكون عنده جنودا وضباطا، إذا هذا هو هدفنا بكل صدق وإخلاص نحن نريد تحقيق الهدف، لذلك قبل أيام كانت كتلة الوفاء للمقاومة قد أعدت مجموعة من إقتراحات القوانين لتقديمها للمجلس النيابي لتساعد في مكافحة الفساد والهدر المالي، صادف أن كتل نيابية أخرى أعدت إقتراحات مشابهة وأعلنت عنها في وسائل الإعلام، فقررت كتلة الوفاء للمقاومة أن تمتنع عن تقديم إقتراحاتها حتى لا يبدو الأمر منافسة ومزايدة لأن الهدف يتحقق، اذا كان هناك كتل نيابية أخرى تقدمت كما حصل بالفعل في الجلسة الأخيرة مجموعة إقتراحات قوانين نحن نؤمن بها ونراهن عليها أيضا لكن قدمها أخرون نحن معهم، نؤيدهم نساندهم وننسحب الى الخط الثاني، نحن لسنا مصرين أن نكون في الخط الأمامي وحدنا، أو أن نكون دائما في الخط الأمامي، كلا، كل من يتقدم في هذه المعركة ويخفف عنا شغل لأنه لدينا الكثير من العمل، ويخدم هذه المعركة أكثر لأنه يحولها إلى معركة وطنية، ثالثا، أيضا في معركة مواجهة الفساد والهدر المالي، نحن أردنا من اليوم الأول أن تكون هذه المعركة وطنية، وليست معركة حزب ولا جماعة، ولا فئة ولا طائفة، نحن نريدها معركة كل اللبنانيين، هكذا كنا نأمل في المقاومة، هكذا نأمل أيضا في مكافحة الفساد والهدر المالي وأن يشارك الجميع كل من موقعه، سياسيون وإعلاميون وصحافيون، النخب الثقافية الفكرية والإقتصادية، الجهات الإقتصادية، الوزراء النواب، الكتل النيابية، الحكومة، كل مؤسسات الدولة، القضاء اللبناني بالدرجة الأولى، إذا أمكن قيام عمليات تنسيق ثنائية ثلاثية رباعية، أي شكل من أشكال التنسيق والتعاون وتوزيع الأدوار، نحن حاضرون لذلك وندعم ذلك، وكما قلت قبل قليل، نحن لا نريد أن نبقى وحدنا ولا نحب أن نكون وحدنا في هذه المعركة، ولكن أيضا لا نخاف أن نكون وحدنا، لا نخاف أن نكون وحدنا، لكن الصحيح هو أن تكون هناك معركة وطنية جامعة وكاملة، حتى لا يتم محاصرة هذه المعركة لا بالطائفية ولا بالمذهبية ولا بالسياسة ولا بأي إعتبار أخر، رابعا، في مواجهة هذه المعركة، هنا أريد أن أكون شفافا أكثر، سيقف الفاسدون في لبنان وفي الدولة اللبنانية والسارقون واللصوص والناهبون وكل من سبق له أن سرق ونهب، وكل من يفكر بأن يسرق وأن ينهب من المال العام في لبنان، من الطبيعي أن يقوم هؤلاء بعملية دفاع عن النفس، وأن لا يتركوا هذه المعركة تتراكم وتكبر وتتعاظم لأنها ستضع النقاط على الحروف وستنتصر في نهاية المطاف وهم سيكونون الذين سيدفعون الثمن، لا أقول ضحاياها، بل الذين سيدفعون الثمن، سيعاقبون، هؤلاء اللصوص والسارقون والناهبون، لذلك بدأت الحملة المضادة، وهذا طبيعي، وأقول لكم هذا طبيعي، والذي سأقوله لكم الآن، تذكروا معي تماما من 82 إلى الآن ما واجهناه في معركة المقاومة نواجهه في معركة مواجهة الفساد والهدر المالي، نفس الشيء، سبحان الله.

أ: التيئيس، أن هذه معركة صعبة، لا تصلون إلى أي مكان، ولا تستطيعوا أن تفعلوا أي شيء، ولن تستطيعوا أن تفعلوا أي شيء، وأيها الشعب اللبناني أنتم تراهنون على سراب، أليس كذلك؟ نفس الكلام منذ العام 1982، المعركة صعبة، العين لا تقاوم المخرز، أنتم لا تستطيعون ان تخرجوا إسرائيل من لبنان، وأنتم وأنتم وأنتم، نفس الشيء الآن. تيئيسنا كجزء من المعركة وتيئيس الناس.

ب: التشكيك بمعركتنا، مثلا في المقاومة نحن نقاتل لتحرير أرضنا وهم يقولون نقاتل من أجل سورية ونقاتل من أجل إيران ونقاتل من أجل نفوذ لا نعرف من، نحن نقاتل من أجل إستعادة بيوتنا وقرارنا ومزارعنا وحقولنا وهم يتهموننا بتلك الإتهامات، واليوم نحن نخوض هذه المعركة من أجل إسترجاع المال العام وحماية المال العام وهم يقولون أنتم تريدون الإنتقام وتصفية الحسابات السياسية مع شخصيات وسياسية وتيارات سياسية وهذا غير صحيح.

ج: كم هائل من الشتائم ومن السباب ومن الاتهامات، كم هائل سمعناه منذ أن فتحنا الملف الأول، ما شاء الله، إلى حد الواحد وصل إلى مستوى يقول أن حزب الله يقول أن أصل وجوده فساد، هو يريد أن يحارب الفساد، أحد التافهين يعني، حتى لا يعتبر أن له قيمة، أصل حزب الله وكله فساد، هو يريد ان يحارب الفساد؟ هذا جزء من الشتائم والسباب، هذا بالنسبة لنا أيضا هذا طبيعي ومتعودون عليه.

د: محاولات تحويل المعركة على الفساد إلى مسار آخر وتحويلها إلى صراع طائفي أو مذهبي أو سياسي لحماية فاسدين مفترضين، نحن بإنتظار القضاء.

ه: المراهنة على التعب، أنه في الآخر هؤلاء سيتعبون ويملون ويتركون هذه المعركة، والمراهنة على الخوف من التداعيات، يقول لك، بأنه هنا إنتبهوا، هذه تذهب بكم إلى حرب أهلية، وهذه لا نعرف ماذا تفعل في البلد، إذا توقفوا يا شباب. وبعدها يتوقف حزب الله أو القوى الأخرى العازمة على محاربة الفساد، إما أن يتوقفوا وإما أن يذهبوا إلى التسويات.

أريد أن أقول اليوم للجميع لأن هذا ستسمعه في كل المراحل المقبلة، ان هذه هي معركتنا، هذه واحدة من معاركنا المركزية، أريد أن أقول اليوم للجميع، نفس اللغة والمنطق في كل المواجهات السابقة، لكنني لن أرتبهم مثلما رتبت قبل قليل.
اولا: لا تراهنوا على تعبنا، نحن لم نتعب في معركة المقاومة منذ العام 1982، نحن اليوم في العام 2019. والمقاومة في ريعان شبابها، يعني الآن عمرها 37 سنة 36 سنة يعني شاب مكتمل البنية والعقل، الآن بدأت المقاومة، أنا وأنتم قد نشيب ولكن عمر المقاومة التي بداخلها أجيال، أجيال وأجيال، المقاومة كجماعة، لم تتعب ولن تتعب، نحن الآن بدأنا في معركة الفساد لم نقلع بعد حتى نتعب.

أولا: لا تراهنوا على تعبنا.

ثانيا: لا تراهنوا على يأسنا، نحن لن نيأس ولن نحبط، ونعرف أننا أمام معركة صعبة، ونعرف أننا أمام معركة طويلة، ولا نتوقع إنجازات كبيرة وسريعة خلال أسابيع أو أشهر، والشعب اللبناني يجب أن يعرف، من يؤيد ويواكب معركة محاربة الفساد، أن يعرف أن هذه المعركة صعبة وطويلة وتحتاج إلى الوقت وإلى الصبر وإلى الصمود وإلى مواصلة العمل.

لا يهمنا السباب والشتائم والاتهامات وهي ليست شيئا جديدا، خصوصا تعودنا عليه من عام 2005 – ما شاء الله – إلى اليوم.
من كان لديه فيما يتعلق بنا، سمعنا كثيرا أن “الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة”، حسنا، الذي عنده حجارة ووجد زجاجا في بيتنا فليرمي زجاجنا بحجر، يذهب ويقدم للقضاء، نحن ذهبنا إلى القضاء، لم نذهب إلى مكان آخر، لم نسم أحدا ولم نشهر بأحد، لا شخص ولا جهة ولا حزب ولا تيار ولا تنظيم وإنما قلنا هذا هو الملف وذهبنا به إلى القضاء. الذي لديه أي ملف أو تهمة فساد على حزب الله أو على أحد في حزب الله فليتفضل إلى القضاء، هذا السب والشتم والاتهامات الفارغة لا تقدم ولا تؤخر، ولن تثنينا، أقول لكم لن تثنينا، بل تزيدنا عنادا وإصرارا، عندما نسب ونشتم ونتهم نزداد عزما وقوة واندفاعا واستفزازا، لكن نحن لن نستفز أحد في المقابل.
وختاما، لا تراهنوا على خوفنا، ولا تراهنوا على إخافتنا، لا من فتنة مذهبية ولا من حرب داخلية لنسكت أو نتراجع أو نتوقف في هذه المعركة.
لمن يظن – وهؤلاء موجودين اليوم في الصالونات وفي الكواليس وفي الصحف وفي وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي – أريد أن أعلن لهم كلاما واضحا وصريحا، لكل من يظن أو يشكك – هناك أصدقاء قلقين وهناك خصوم يظنون أو يشكون أننا في هذه المعركة سنتوقف ولن نمضي إلى آخر الخط – عندما نضمن أن بلدنا عبر مرحلة الخطر الوجودي وخطر الانهيار بالحد الأدنى، نحن ماضون إلى النهاية، وبصوت عال أقول لهم يمكنكم أن تفكروا بكل شيء وأن تتوقعوا من حزب الله كل شيء في هذه المعركة، لأنها كما قلت معركة الواجب وبقاء الدولة وبقاء الوطن، لأنها معركة الواجب ومعركة بقاء الدولة وبقاء الوطن وإنقاذه من أيدي الفاسدين والناهبين والطامعين واللصوص وإلى النهاية أيا تكن التضحيات والأثمان.
خامسا، نحن بدأنا من ملفين – طبعا نحن عندنا مجموعة ملفات – الملف الأول – أيضا هنا لنوضح الصورة والمشهد – وهو الأهم والأكبر والأخطر في ملفات الفساد المالي والهدر المالي في الدولة اللبنانية، هو الأهم والأخطر حتى هذه اللحظة حسب الواضح معنا، يمكن لاحقا أن نجد شيئا أكبر، هو ما سمي بملف الحسابات المالية للدولة اللبنانية من عام 1993 إلى عام 2017. خلال هذه الفترة والذي يعتبر موضوع الـ 11 مليار دولار جزء من هذا الملف، من 1993 إلى 2017 هناك وضع غير سليم، غير صحي، مشبوه، ملتبس، حتى لا نحكم، غدا سنرى، يعني وزير المال أعلن أن الملف انتهى وسيرسل نسخة إلى ديوان المحاسبة ونسخة إلى رئاسة مجلس الوزراء ولاحقا نسخة ستذهب إلى مجلس النواب وإلى القضاء، جيد. ولكن من يستمع إلى مدير عام وزارة المالية الأستاذ آلان بيفاني وبعض الشرح الذي قدمه، وهو طبعا مدير عام المالية وهو أخبر بمجرياتها لأنه هو مدير عام منذ سنوات طويلة، وهو كان يرأس الفريق من الموظفين الذي قام بجمع المستندات والأرقام واللوائح ومراجعتها وتصحيحها وتدقيقها وما شاكل. أنا أتمنى، يمكن بعض اللبنانيين سمع وبعضهم لم يستمع، الذي لم يستمع فليستمع ، الذي لم يستمع فليقرأ، أحضروا النص، واقعا لبنان أمام كارثة مالية، أمر خطير جدا ويستحق التوقف عنده طويلا، ليست مسألة عادية على الإطلاق.

حسنا، نحن بدأنا من هذا الملف لماذا؟ لأن هذه هي البداية الصحيحة، ليس أنه نحن انتقينا شخصا أو مجموعة أشخاص وذهبنا وركبنا لهم ملف وبدأنا المعركة، أبدا ليس كذلك، نحن بكل صدق وإخلاص خلال الأشهر الماضية جلسنا وقلنا أهم ملف الملف الذي له طابع محوري، له طابع مفتاحي، يعني هو مفتاح الإصلاح المالي في الدولة، الذي إذا لم يعالج كل الإجراءات الأخرى لا تحل المشكلة، من هنا يجب أن نبدأ، من الإصلاح المالي في موازنة الدولة لتصبح الدولة عندها موازنة سنوية، ليقدم مجلس الوزراء موازنة ويوافق عليها مجلس النواب، لتصبح الحكومة تعمل على أساس الموازنة ويصبح هناك رقابة ومحاسبة ومجلس النواب يستطيع أن يسائل ويحاسب، وإذا ذهب شيء إلى ديوان المحاسبة أو رفع إلى القضاء يكون هناك مستندات وحسابات من أجل إعادة المال العام إلى دائرة القانون وإلى دائرة الدستور، من أجل وقف الهدر المالي، من أجل وقف التسيب في الإنفاق، من أجل أن تتضح الصورة، هذا المال الذي لا نعرف – لا أريد أن أحكم من الآن – لا نعرف أين ذهب وكيف أنفق وكيف صرف خلال سنوات!؟ الإصلاح المالي يبدأ من هنا، وأي تجاوز لهذا الملف، أقول لكم بكل صراحة، إذا اليوم حزب الله يقبل في هذا الملف أن يتم إغفاله أو أن يتم التسوية فيه يكون حزبا منافقا وحزبا كاذبا، وبدأت من حزب الله، وهذا ينطبق على كل من يمكن أن يفكر بدفع ملف الحسابات المالية إلى تسويات على حساب المال العام، أو إلى التمييع، سيكون منافقا وسيكون كاذبا على الشعب اللبناني أنه يريد منع الانهيار وأنه يريد محاربة الفساد.

هذا الملف هو المفتاح، هو المحور، هو البوابة الطبيعية، ولذلك ذهبنا إليه، وطبعا لأكون صادقا ومنصفا، نحن لسنا أول من ذهب إلى هذا الملف، أبدا نحن لا ندعي شيئا أكثر من الذي عملناه، أول من ذهب إلى هذا الملف بقوة قبل الانتخابات الرئاسية بمدة هو العماد ميشال عون عندما كان رئيسا للتيار الوطني الحر، والتيار الوطني الحر أصدر كتاب الإبراء المستحيل وبعد ذلك أصبح هناك قانون في مجلس النواب، وزارة المال الحالية أيضا تطبق هذا القانون ودفعت فريقا من المسؤولين والموظفين في وزارة المالية لإنجاز والتدقيق في هذا الملف وفي هذه الحسابات، كله ممتاز.

ما قمنا نحن به خلال الأسابيع الماضية أولا، أننا سلطنا الضوء بقوة على هذا الملف، قلنا لدينا بعض المستندات وقلنا أننا سنذهب بها إلى القضاء وعجلنا بالذهاب بها إلى القضاء خوفا من الاعتبارات القانونية التي يمكن أن تنهي وتقفل هذا الملف بتقادم الزمان، عشر سنين وعشرين سنة وما شاكل. ما قمنا به نحن، أننا وضعنا هذا الملف في دائرة الضوء الكبيرة، تحدثنا عنه في مجلس النواب، في المؤتمرات الصحافية، في الإعلام، وأخذناه إلى القضاء وجعلنا الجميع أمام مسؤولياتهم، بالنسبة لنا عندما تأخذ وزارة المال الملف إلى ديوان المحاسبة وإلى مجلس النواب، ممتاز هذا الهدف يتحقق، عندما قدمنا بعض المستندات إلى القضاء وأيضا إذا ضممنا إليه – وهو بكل صراحة الأهم – ما ورد في مؤتمر المدير العام لوزارة المالية أيضا إذا ذهب هذا إلى القضاء معنى ذلك أن الهدف يتحقق، نحن كان عندنا هدف يجب أن نحققه، وهذه كانت هي البداية الصحيحة.
لماذا؟ من 1993 إلى 2017 هناك العديد من وزراء المالية تعاقبوا على وزارة المالية، لم يعتبر أحدا منهم أنه مستفز أو نتهمه، في رئاسة الحكومة هناك عدد من رؤساء الحكومة تعاقبوا لم يعتبر أحدا منهم أننا نتهمه واستفز، إلا واحدا وضع نفسه في قفص الاتهام، نحن لم نسميه ولم نتهم وذهبنا إلى القضاء. واليوم بدل الذهاب إلى السجالات وإلى الاستفزاز وإلى الاتهامات وإلى السباب وإلى الشتائم اذهبوا إلى القضاء، هذه القضية في عهدة القضاء، وطبعا نحن سنتابع القضاء وسنرى هذا القضاء كيف سيتصرف وكيف سيواجه ونريد أجوبة مقنعة، نحن لا نريد أحكاما مسبقة ولا نطلق أحكاما مسبقة، لكن القضاء يجب أن يكون مقنعا لأنه في مكان ما في لبنان هناك أيضا اتهامات تتوجه إلى بعض أجهزة القضاء اللبناني حول الجدية أو النزاهة أو النظافة أو ما شاكل.
نحن لا نريد أن نستبق الأمور وإنما نقول هذا أمر وضع على السكة الصحيحة.
الملف الثاني الذي فتحناه وبناء على هذا، الملف الثاني الاقتراض غير المجدي، قلنا يا جماعة هناك جهة مسؤولة حكومية تفاوض جهة دولية مالية لقرض 400 مليون دولار ومصاريفه غير مجدية، ليس لها معنى، أعيد وأقول لكم يعرضون على بعض الوزارات أموالا من هذا القرض ثم يقول الوزير أنا لا أحتاج إلى هذا المال، لا يجب أن تأخذه، لماذا؟ لأن هناك جزءا كبيرا من هذا المال سيذهب إلى الجيوب وإلى مستشارين وإلى أشخاص وإلى وإلى…
أثرنا هذا الملف، رئيس الحكومة تفاعل وطلب تفاصيل ووعد أنه سيتابع، رئيس المجلس النيابي تفاعل بشكل كبير جدا ووعد أنه سيكون بالمرصاد لهذا القرض ولغيره في المجلس النيابي إذا كان قرضا لأمور غير مجدية، عظيم المهم أن نأكل عنبا.
نحن عندما نحول دون حصول قرض في نهاية المطاف سيدفع الشعب اللبناني الـ 400 مليون وسيدفعون فوائد الـ 400 مليون من جيوبهم، من عرقهم، من جوعهم، من تعبهم، من دوائهم، من حليب أطفالهم، فنكون فد عملنا إنجاز.
هذين الملفين فتحناهما، عندنا ملفات تنتظر، عندما يكون عندنا ملف فيه معطيات، فيه مستندات، فيه حقائق متينة وقوية، نذهب إلى فتح الملف. أحد الملفات التي نناقشها الآن هو عابر للطوائف وعابر للمناطق وحتى عابر للقوى السياسية حتى لا أحد يقول أن هناك انتقام سياسي أوهناك إستهداف سياسي معين، بالنتائج حتى هذه اللحظة وبالمعركة في بداياتها، أنا أعتقد أن هناك نتائج مهمة تحققت حتى الأن.
واحد، اليوم لبنان أكثر من أي زمن مضىيوجد فيه إجماع وطني على مكافحة الفساد ومواجهة الهدر المالي، أليس كذلك؟ هل هذا صحيح أو لا؟ كل الرؤساء يتكلمون بالموضوع، كل الاحزاب، كل الوزراء، كل النواب وكل الكتل النيابية، وكل القوى السياسية وكل شعبنا ومجتمعنا، لم يمر يوم كان هناك إجماع على هذه القضية الوطنية وعلى إعتبارها أيضا أولوية وطنية يجب أن تكون حاكمة على كل الاداء السياسي والرسمي، هذا من إنجازاتنا، من نتائج دخول حزب الله بما له من تأثير ومن حجم، هذا كنا نطالَب به، أنه أين أنتم يا جماعة؟ ها نحن هنا، أتينا، من باب النكتة، رأيت أنا بعض مقدمات الأخبار تقول: ما هذه القصة، دعوهم في سورية، لماذا كنتم تقولون لهم تعالوا من سورية الى لبنان؟ سواء كنا في سورية أو لم نكن عندما يصبح أي شأن وجودي في لبنان بخطر نحن سنكون في الخط الأمامي بلا تردد، كذلك دخلت قوى سياسية أخرى، ونعرف أنهم جادون وفعالون في هذه المعركة، هذا إنجاز.
ثلاثة، مثلا أمس إصرار المجلس النيابي، أنه نريد موازنة، لا نقبل على القاعدة الأثنا عشرية، أبدا، معكم وقت محدد لكي تأتونا بموازنة، نحن لن نصرف في هذا البلد إلا على أساس موازنة، هذا تقدم، هذا من نتائج هذا المناخ، وإلا في السابق كنا كلنا الكتل النيابية بما فيهم نحن كنا نوافق، أنه يا جماعة، الوضع صعب، وماذا نفعل؟ لا نريد أن نوقف الدولة ، الحكومة التزمت بأن تقدم الموازنة العامة في الوقت المحدد، من الإنجازات وضع ملف الحسابات المالية للدولة على طريق المتابعة الجدية، وهذا ما تكلمت عنه سابقا، سواء في القضاء وفي الحكومة وفي مجلس النواب، أيضا هذا ممتاز، هذا بداية الاصلاح الكبير، الوقوف في وجه بعض القروض غير المجدية، هذا انجاز، أمس أيضا الحكومة تعهدت أن تشطب مئات المليارات من الإنفاق غير المجدي الذي تكلم عنه النواب، والذي إلتزمت الحكومة به، ايضا هذا من النتائج، والكل مدعو الى العمل، اليوم الكل أمام هذا التحدي أمام هذه المسؤولية في كل وزارة من الوزارات، نحن لنا وزير أنت لديك وزير، حسنا، الوزير في وزارته، دعه يطبق القانون، ودعه يحارب الفساد ودعه يوقف الهدر المالي، هذا أمر ممكن، وهنا الجدية، ليس فقط نقدم إقتراحات قوانين، ليس فقط أن نذهب بملفات الى القضاء، ليس فقط أن نبحث عن مستندات لتشكيل ملفات، كلا، كل واحد له وزارات في هذه الحكومة سواء كانت الوزارة كبيرة أو صغيرة، يوجد فيها مال ويوجد فيها قانون، فلتعمل وتدعم القوى السياسية هؤلاء الوزراء لينفذوا هذه المعركة في وزاراتهم، سوف أضرب لكم مثلا بسيطا، من وزارة الصحة بإعتبار نحن نعمل فيها بمسؤولية، وايضا لكي لا نتكلم فقط في الملفات الكبيرة، ملف صغير، حادثة فردية، أحد الأخوة الاصدقاء، يعني أنا أعرفه شخصيا وهو أخبر بما يلي: لديه ولد لديه مشكلة نمو، يذهب الى الجهة المعنية التابعة لوزارة الصحة، هنا في بيروت يعني، يذهب شهريا أو كل شهرين مرة لكي يأخذ أدوية مدعومة، لأن هذا النوع من الأدوية مثل الأمراض المستعصية وما شاكل، أثمانها باهظة جدا، ماذا كان يحصل؟ كان يذهب مثلا ويريد 9 أبر، يعطوه خمسة، أسمعوني جيدا، والآن وأنا أتكلم الكثيرون سيقولون أنهم كان يحصل هذا معهم، يعطوه 5 من التسعة ويوقع على أنه استلم 9 أبر، معناها هذه الجهة المديرة، “إيكس” من الناس، زيد من الناس كان يأخذ منه أربع أبر، وكل إبرة ثمنها أكثر من 150000 ليرة لبنانية، يضعهم جانبا ويبيعهم في الصيدليات. وهذا الأخ يقول، لأنني محتاج لـ 9 آخذ 5 من حساب وزارة الصحة والـ 4 الغاليين السعر اشتريهم من الصيدلية، ولكن هو بالحقيقة وقع عليهم، أين؟ مع هذه الجهة، ومثله الكثير، وهذا أمر كان معروف بالبلد ولكن مسكوت عنه في الوزارات السابقة، هذا الاخ يقول، هذا الصديق أنا أعرفه شخصيا واراه بشكل دائم، وليس عن فلان، عن فلان، عن فلان، هو يقول في اليوم الاول عندما استلم الوزير الوزارة ذهبت الى مركز الكرنتينا لاستلم الدواء كنت اريد 7 أبر، اعطوني 7 وجعلوني أوقع على استلام 7، وتفاجأت، يعني لا تريدون اثنين، ثلاثة مثل العادة؟ لا، لا، لا، 7 بتأخذ 7. هذا يعني مكافحة الفساد، هذا يعني مجرد وجود وزير على رأس وزارة يؤمن ويثق كل المدراء ومن هم على رأس هذه الوزارة ان هذا الوزير جاد وأنه مدعوم من جهة جادة وانهم سيكافحون الفساد والهدر المالي في وزارة الصحة بما يحقق مكاسب للناس وخصوصا للمستضعفين والمظلومين والفقراء والمناطق المحرومة، لوحدهم ينتظمون وينضبطون، وما كان يفعل في الماضي نتحدث به لاحقا، لكن هذا نموذج . اذا كل وزير بوزارته يأخذ الامور بهذه الجدية، نعم، نحن يمكن ان ننتصر بكل لبنان وكل الكتل وكل الذين يخوضون هذه المعركة ان يحققوا انجازات عظيمة خلال وقت قليل ووجيز.

اذن أيها الأخوة والأخوات اليوم في هذه الذكرى العزيزة، في الذكرى الثلاثين عاما على انطلاق هيئة دعم المقاومة الاسلامية في لبنان، التي كانت جزءا من معركة المنتصرين ومقاومة الانتصار ومعركة الانجازات وزمن الانتصارات، اليوم نحن وأنتم يجب ان نكمل بمعركة المقاومة، يجب ان نكمل في معركة الفساد والهدر المالي، في هذا الشق الآخر من معركة المقاومة يجب ان نكمل ليبقى لنا بلدنا سيدا عزيزا قويا قادرا على الصمود في مواجهة كل العواصف والزلازل، وقادرا على معالجة مشاكله الاقتصادية والاجتماعية والحياتية. بلدا آمنا، بلدا يعيش أهله سلام داخلي، يتعايشون، يتعاونون، يتكاملون، هذا ما نتطلع اليه، هذه حقيقة أهدافنا وليس لدينا أي أهداف أخرى .
مجددا لكل الاخوة والاخوات، لكل هؤلاء الذين شاركونا، اليوم أعود وأقول من الهرمل الى بعلبك الى الضاحية الى النبطية الى حناويه، لكل الذين ضحوا وسهروا وتعبوا وكانوا موثوقين وآمناء، لكل الذين لهجت قلوبهم بمشاعر الحب، ومشت أقدامهم في أيام الصعاب، وحفظت أيديهم أمانة الشهداء والمقاومين، كل الشكر وكل التقدير وكل الاحترام والى المزيد إن شاء الله من الجهاد في كل الساحات، والى المزيد من الانتصار في كل المعارك”.

شاهد أيضاً

الشيخ مازن حبال يلقي كلمته

إحتفالات لـ”المشاريع” في بيروت وخلدة والناعمة إستقبالاً للحجاج والعام الهجري الجديد

إحتفالات لـ”المشاريع” في بيروت وخلدة والناعمة إستقبالاً للحجاج والعام الهجري الجديد استقبالًا لحجاج بيت الله …