الرياض تحذر من “انتهاكات” عون وباسيل لاتفاق الطائف
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الثلاثاء 18 تشرين الاول 2022
تمسّك السعودية الدائم بإتفاق الطائف والتشديد على التمسك به ومنع تجاوزه بات “لازمة” شبه دورية، وربما اسبوعية للرياض وعلى لسان سفيرها في بيروت وليد البخاري. هذا التحذير السعودي الدائم من تجاوز الطائف لبنانياً، بات محل تساؤلات كبيرة عن الاسباب والدوافع، رغم عدم وجود مؤشرات حسية وملموسة على نوايا او خطوات سياسية او دستورية تمس بالطائف.
وفي السياق، تكشف اوساط اسلامية سنية مقربة من الرياض، ان تناول الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى السعودي للملف اللبناني، يأتي في إطار استكمال للبيان الثلاثي الذي صدر عن ممثلي السعودية واميركا وفرنسا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 ايلول الماضي، حيث دعوا فيه الى انتخاب رئيس جديد وفق الدستور والمهل الدستورية، كما دعوا الحكومة الى الاصلاحات.
بينما تأتي تصريحات البخاري عن التمسك بالطائف كـ “ضامن للاستقرار والوحدة الداخلية واي وثيقة اخرى تضر به”، ووفق الاوساط نفسها كرد مباشر على مساعي كل من الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل لـ “الانقضاض” على اتفاق الطائف عبر اجراء تعديلات، ومنها نزع صلاحيات من مجلس الوزراء مجتمعاً، ووضعها في يد رئيس الجمهورية، كحل البرلمان واقالة الحكومة ووضع مهلة للرئيس المكلف، وتمهيداً لسحب التكليف منه متى تنتهي.
وتثير الاوساط نفسها تساؤلات عن سبب “صمت” حzب الله ومجاراته الرئيس عون وباسيل في مساعيهما، رغم عدم واقعية تحققها، ولكونها تتطلب تعديلات دستورية.
وتتخوف الرياض والسُنة في لبنان من توافر “غطاء دولي” في اي لحظة لتمرير هذه التعديلات، وبالتالي يتم تأمين 86 نائباً بـ “كبسة زر” لجمع النواب حول هذه التعديلات تحت اسباب ومسميات متعددة.
وعن الدور السعودي المستجد والحركة الدائمة للبخاري، وآخرها امس بزيارة كل من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، تكشف الاوساط ان ليس للسعودية اي دور سياسي جديد، وكل ما تقوم به هو الحرص على لم “كلمة المسلمين” وجمع الشمل السني بعد تشتته في الاشهر الماضية. وتقول ان توحيد السنة لا يعني ان للرياض اي مشروع سياسي او حتى مشروع رئاسي او حكومي.
وتلفت الاوساط الى ان الرياض تؤكد لزوارها اللبنانيين ان الرهان اليوم على رئيس ليس من فريق حzب الله، ويكسر “القبضة الحديدية” التي يضعها حول السلطة والمؤسسات والتي وفرها له انتخاب ميشال عون خلال السنوات الستة الماضية. وتكشف الاوساط ان البخاري يتابع لقاء دار الفتوى ويسعى دائماً لـ “لم الشمل الاسلامي”، وهذا ما ظهر خلال لقاءاته الاخيرة.
في المقابل، تؤكد اوساط مطلعة على اجواء العلاقة بين “التيار الوطني الحر” وحzب الله ان الاتهامات السعودية للطرفين بتقويض الطائف وانتهاكه ليس الا ذراً للرماد في العيون، وللتأكيد على فشل السياسات السعودية في لبنان والمنطقة. وتشير الى ان كل هذا “الصراخ” السعودي هو لتعبئة الوقت الضائع في انتظار التسويات الدولية والاقليمية.
وتلفت الاوساط الى انه لو توافر لفريق 8 آذار وحzب الله والتيار الثلثان في مجلس النواب لاجراء تعديلات دستورية لكانوا انتخبوا رئيساً منهم في اول جلسة نيابية لانتخاب الرئيس!