مانشيت اللواء الاثنين 4 آذار 2019
بِمَ يحفل بحر الأيام الخمسة المقبلة؟
سياسياً، لا تزال الأوساط منشغلة بالتجاذب حول الاستهدافات السياسية أو الشخصية عبر فتح ملفات، ملأى بالثغرات والنواقص والاحتمالات، ومتعثرة لدى المرجعية القضائية أو القانونية، ومع ذلك تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس النواب الأربعاء، لانتخاب سبعة نواب أعضاء في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء… وإلى أي كتل سينتمون، وكيف سيكون مصار انتخابهم..
وعلى الجهة السياسية أيضاً، كان من المثير للاهتمام، ردّ «المستقبل» عبر مقدّمة المحطة مساء أمس، على ما أدلت به محطة OTV، أمس الأوّل لجهة المضمون، والتوقيت والمعنى..
فالردّ بالمضمون جاء مباشراً، «أمّاً الابراء المستحيل، فيمكنهم ان يبلوُّه ويشربوا المياه الآسنة التي نشأت عنه».
وتضمن الرد اتهام التيار الوطني الحر «بتقديم أوراق اعتماد جديدة لحزب الله للمعارك السياسية المقبلة».
وفي المضمون ايضا: «ان فؤاد السنيورة اليوم هو تيّار «المستقبل» وهو الحزب والموقع، وهو رئيس الحكومة، وهو الطائفة التي يمثلها إذا شئتم»، وما يجمع بين الرئيس سعد الحريري والرئيس السنيورة هو قضية وطن وشعب».
وجاء في مقدمة «المستقبل»: بالأمس طالعتنا محطة OTV في نشرتها المسائية بكلام تضمنته مقدمتها الإخبارية لا يُمكن وصفه الا بمحاولات تفرقة رخيصة هي من نسيج خيال من كتبها وهم يعرفون تماما انها اضغاث أحلام. فالذين يشرفون على سياسات المحطة العليا والسفلى جعلوها تتولى دوراً لم تكن بحاجة إليه.
ولجهة التوقيت والمعنى لم يتأخر الرد، وهو يحمل مؤشرات في المؤشرات والمعنى، من ان قضية ملاحقة الرئيس السنيورة لن تمر، وان تيّار «المستقبل»، يعتبر نفسه هو المعني المباشر فيها.
وعليه، يرى مصدر مطلع ان المسار السياسي، سيكون مرتبطاً بهذه الأبعاد، التي يعبّر عنها الاشتباك السياسي، على خلفية فتح الملفات.
سياحياً أكد مصدر في نقابة أصحاب الفنادق أن قرار الرياض رفع التحذير لسفر السعوديين إلى لبنان بدأت تظهر نتائجه الأولية في الحركة السياحية في بيروت ومناطق التزلج، حيث ارتفعت نسب الحجز أكثر من ٤٠ بالمئة في الفنادق، فضلاً عن زيادة الطلب على الخدمات السياحية الأخرى، وفي مقدمتها تأجير السيارات، الأمر الذي يُبشر بسنة سياحية نشطة ومثمرة.
وأضاف المصدر أن السائح السعودي يحتل المرتبة الأولى في قائمة الإنفاق السياحي، إذ يتراوح معدل إنفاق الزائر السعودي بين ٢٠٠٠ و ٢٥٠٠ دولار أميركي في اليوم، في حين معدل إنفاق السائح الأجنبي بالكاد يتجاوز ٢٥٠ دولاراً في اليوم.
وتوقع هذا المصدر أن يصل عدد الأشقاء السعوديين القادمين إلى لبنان بين ٥٠٠ إلى ٦٠٠ ألف زائر، في حال أحسن الجانب اللبناني إدارة هذا الملف، وقدم التسهيلات اللازمة، بما فيها الترتيبات الأمنية في المطار، مما يعني رفع معدل الناتج الوطني ٣ نقاط تقريباً.
وكانت جهود السفير السعودي في بيروت وليد بخاري قد تكللت بالنجاح مؤخراً، وأبلغ رئيس الحكومة وكبار المسؤولين بالقرار السعودي غداة تأليف الحكومة، وذلك كخطوة أولى لاعادة تنشيط العلاقات الأخوية بين البلدين.
غير أن أوساط مكاتب السفر والسياحة في لبنان كشفت لـ«اللواء» عن إحتمال أن يتضاعف عدد الأشقاء السعوديين، ويصل إلى مليون سائح هذا العام، بعد ردود الفعل السيئة التي أثارتها تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو مؤخرا، والتي هدد فيها بإعتقال كل سائح يهاجم بلاده على المطار، الأمر الذي أشعل وسائل التواصل في السعودية ضد تركيا، وتصدر هاشتاغ «قسم لن نسافر تركيا» موقع تويتر وجمع مئات آلاف المحتجين على تصريحات الوزير التركي وسياسة بلاده ضد المملكة العربية السعودية.
وكان وزير الداخلية التركي صويلو، وهو نائب رئيس حزب العدالة الحاكم، قد صرح بأن أجهزة الأمن ستعتقل كل من ينتقد بلاده من خارجها، وأنها ستقبض على السياح منهم فور قدومهم للمدن التركية، والشرطة تعد أكواماً من الملفات ضدهم حتى لا يتجرأ أحد على معاداتنا!
وختمت أوساط مكاتب السفر بأن لبنان أمام فرصة ذهبية لا تعوض، إذا أحسن أهل الحكم والسياسة توظيفها، وتركوا خلافاتهم ومحاورهم جانباً.
استحقاقات مثقلة
وتبدو استحقاقات الأسبوع الطالع مثقلة بالملفات الاقتصادية والإدارية، والحرب على الفساد، سواء لدى السلطة التنفيذية، أو في مجلس النواب الذي يتحضر لعقد جلستين الأربعاء والخميس المقبلين، الأولى لانتخاب أعضاء في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، قبل ان يتحوّل إلى التشريع استناداً إلى جدول أعمال حافل باقتراحات القوانين المعجلة المكررة، من دون ان تكون مشاريع «سيدر» ملحوظة، بحسب ما كان يأمل السفير المكلف بمتابعة تنفيذ مقررات المؤتمر الفرنسي، بيار دوكين الذي استشعر الديبلوماسي الفرنسي ان لا خطة واضحة وموحدة لدى الحكومة اللبنانية ووزاراتها لكيفية تحقيق ورشة النهوض الاقتصادي والاصلاحات المطلوبة، مشددا على الحاجة لرؤية إصلاحات ملموسة خلال أسابيع في قطاعات الكهرباء والبنى التحتية والادارة والنفايات والاتصالات، وإلا فإن المساعدات الدولية ستصبح في مهب الريح.
لكن مصادر مطلعة أكدت انه خلافاً لما تسرب كانت الأجواء مريحة وحتى إيجابية.
وفي تقدير مصادر سياسية ان الهدوء الذي اتسمت به الجلسة الثانية للحكومة، والتي انعقدت في السراي الحكومي الأسبوع الماضي، لا يعول عليه، على اعتبار ان جدول الأعمال خلا من ملفات حيوية أو ساخنة، حتى ان القرار الذي اتخذته بصدد إعطاء الأساتذة المتمرنين في كلية التربية ست درجات توصلت إليه الحكومة بعد نقاشات حامية بأكثرية الأصوات، لا توحي بالاطمئنان، خاصة وان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينوي الطلب منها إعادة النظر فيه بحسب ما رجحت بعض المعلومات بما يُؤكّد ان التضامن الوزاري سيكون مرّة ثانية، وربما ثالثة على المحك، سواء حيال إعادة النظر بقرار الدرجات الست، أو من باب التعيينات التي يتردد انها ستكون على جدول أعمال الجلسة المقبلة.
تحضيرات لمجلس الوزراء
وافادت مصادر وزارية لـ«اللواء» انه يتم التحضير في المبدأ لجدول اعمال جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع انما موعدها لم يحدد بعد، وليس مؤكدا ايضا انعقادها هذا الاسبوع الا اذا تم الانتهاء من جلسات مجلس التواب في خلال يوم واحد مشيرة الى ان الاعداد لجدول الاعمال قائم ولكن يبقى التأكد من موعدها في حين انه من غير المعروف ايضا ما اذا كانت ستعقد في قصر بعبدا او السراي.
تعيينات المجلس العسكري
غير ان معلومات متفائلة اشارت إلى ان الحكومة اقتربت من تحقيق تفاهمات بين اركانها على اطلاق الخطوات الاولى لمسيرتها عبردفعة من التعيينات الادارية، وربما العسكرية اذا توصلت الاتصالات الجارية بين الرئيس سعد الحريري وبين وزيري الخارجية والدفاع جبران باسيل والياس بو صعب والقوى المعنية الى تفاهمات على تعيينات المجلس العسكري بأركانه الاربعة:رئيس الاركان(درزي) والاعضاء السني والارثوذوكسي والكاثوليكي. فيما علمت «اللواء» انه تم التوافق شبه النهائي على تعيين محمود مكية امينا عاما لمجلس الوزراء بدلا من فؤاد فليفل الذي احيل الى التقاعد.
وذكرت المعلومات ان الوزير بو صعب على تواصل مع «اللقاء الديموقراطي»، فيما يتولى الوزير باسيل الاتصالات مع الاطراف الاخرى لا سيما الرئيس الحريري، من اجل التفاهم على سلة تعيينات متكاملة للمجلس العسكري في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، والتي لم يتم تحديد موعدها بعد بسبب انعقاد الجلسات التشريعية لمجلس النواب يومي الاربعاء والخميس، فربما تعقد بعد ظهر الخميس وربما الجمعة. ولكن تم تحضير مسودة بعض بنود جدول الاعمال ومنها تعيين امين عام مجلس الوزراء، علماً ان جلسات مجلس الوزراء التي تشهد تعيينات عادة ما تعقد في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية..
وقال الوزير بوصعب لـ«اللواء»: ان التصور للمرشحين للتعيين أعضاء في المجلس العسكري بات جاهزا لديه، انما تحتاج الى الحوار والتوثيق مع المعنيين، رافضا الكشف عن الاسماء التي سيطرحها. وانه على تواصل مع عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور (صلة الوصل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط) للتفاهم على اسم رئيس الاركان من بين اسمي عميدين درزيين مقترحين (امين العُرم وغازي عامر).
اشتباك «المستقبل»- «حزب الله»
وفيما غادر الرئيس فؤاد السنيورة إلى بغداد، من ضمن وفد مجلس العلاقات العربية الدولية، حيث سيعقد المجلس اجتماعاً له في العاصمة العراقية، بقي الاشتباك السياسي- المالي عنيفاً بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله»، الذي ردّ أمس على المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس السنيورة الجمعة، مستخدماً نفس تعابير رئيس الحكومة السابق، بلسان عضو مجلس المركزي الشيخ نبيل قاووق، لكنه لم يسم السنيورة بالاسم، إذ أعلن ان «الفساد الأكبر في البلد هو النهب للمال العام، وان الشر الأعظم هو النهب المنظم للدولة».
في المقابل، رأى الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري، من طرابلس «أن «حزب الله» يحاول اليوم تعديل البوصلة الاقتصادية، يحاضر بالاقتصاد وهو بالاصل لا يملك مشروعاً اقتصادياً، أضف إلى أن مآثره في الفساد كثيرة، من «يحيى تلكوم» الى المرافئ الحدودية..وما بينهما من مآثر، وبالتالي من الاجدر بـ«حزب الله» الذي يتحدث عن مكافحة الفساد أن يبدأ بنفسه، بدل الافتراء على الاخرين».
مبادلة المياه بالكهرباء
إلى ذلك، أفاد المكتب الإعلامي للرئيس نبيه برّي الذي وصل الجمعة الماضية إلى عمان للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في العاصمة الأردنية، أنه التقى أمس العاهل الأردني عبد الله الثاني في القصر الملكي.
وبحسب المكتب الإعلامي، فإن الملك عبد الله والرئيس برّي «تناولا الهم المشترك وهو قضية النازحين السوريين، وضرورة التواصل مع الحكومة السورية سواء من لبنان أو الأردن من أجل عودة السوريين إلى بلدهم، كما تطرق الحديث إلى معبر نصيب وأهمية هذا المعبر الذي يفيد كلا من لبنان وسوريا والاردن.
وشرح بري للملك عبدالله موضوع الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة. وخلال الحديث أشار الملك الأردني إلى أنه سيزور الولايات المتحدة، وهنا حمله بري ملف المساعدة في ترسيم الحدود البحرية وطرحه مع الأميركيين من زاوية الحل الذي اعتمد في الحدود البرية والخط الأزرق.
كما تطرق الحديث إلى إمكانية توسيع التعاون بين البلدين، فأشار العاهل الأردني إلى وجود فائض في الكهرباء لدى الأردن، وهنا أشار بري إلى وجود فائض من المياه في لبنان، مستوضحا سعر الكهرباء إذا ما أراد لبنان أن يستفيد منها فرد الملك الأردني قائلا: نحن نرحب بذلك فلديكم فائض من المياه وبالمستطاع أن نبادلكم الكهرباء بالمياه.
وألقى برّي كلمة امام البرلمانيين العرب في جلسة المساء، شدّد فيها على ضرورة توحيد الصف العربي.
وقال: «إننا كبرلمانيين، لا نستطيع الشعور بالمسؤولية اتجاه الفلسطينين، فيما نعزل سوريا، ونبني حواجز بين بعضنا وبعضنا»، مضيفا: «وعلى مستوى الوطن اللبناني، نطالب بقرار حازم وحاسم، ضد صفقات تبديل الأرض والوطن البديل، وتوطين اللاجئين والنازحين من الأشقاء الفلسطينيين والسوريين في لبنان، وكذلك في الأردن وغيرهما».
مطر آذار خير وأضرار
بيئياً، فضح مطر آذار ببرقه ورعده وعواصفه المنشآت الرصيفية على الطرقات العامة التي تربط المحافظات، سواء في البقاع أو الجنوب والجبل والشمال وبيروت، وطرح جملة أسئلة وتحديات حول أعمال وزارة الاشغال مع الوزراء المتعاقبين عليها، وما هي البنى التحتية للطرقات من مجارير وارصفة، وصيانة وعبارات وتدارك مخاطر التشققات، أو الانخسافات، كما حصل على طريق ضهر البيدر، والذي استدعت فتح طريق بديلة، والحؤول دون قطع الطريق وتعطيل المرور على هذه الطريق الدولية الحيوية..
وفي الجنوب ناشدت بلديات المنطقة (برج رحال، والبلديات المجاورة لها) وزارة الاشغال المسارعة لإنجاز صيانة الأوتوستراد الذي يربط الزهراني بعدد من بلدات المنطقة الساحلية، في أقضية صور وبنت جبيل، وحتى النبطية.. بعد انخساف الطريق بالقرب من حاجز الجيش عند مفترق صور – القاسمية برج رحال.
وباتجاه الشمال قطعت صخور وأتربة طريق نهر إبراهيم – يحشوش، فيما احتجزت ثلوج مواطنين في سياراتهم على طريق ميروبا – فيطرون.
من جهة ثانية، فإن المعدل العام للمتساقطات لهذا العام كان مضاعفاً وان كان له ايجابيات الا ان القرى البقاعية وخصوصاً المحيطة بالانهر وبحيرة القرعون تعيش هاجس الخوف من فيضان محتمل في حال استمرار غزارة الأمطار والثلوج مع وصول مستوى المياه في البحيرة إلى الذروة.