حzب الله يصفع العدو إعلامياً وسياسياً وأمنياً من الناقورة الى كاريش
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 24 تموز 2022
لطالما كانت الحرب النفسية والاعلامية والسياسية للمقاwمة من عوامل تفوقها على العدو، واستباق خطواته بخطوات جريئة، وتشكل له مفآجات في الزمان والمكان وطريقة التنفيذ.
وبعد 3 اسابيع تقريباً على «صفعة المسيرات الثلاث» من المقاwمة للعدو وخلطها للاوراق في المفاوضات والترسيم وخفضها منسوب البلطجة والتسويف والتهويل والتهديدات الاميركية والصهيونية، تكمل المقاwمة على درب تكريس الحقوق وبما يشكل مفاجآت وصفعات جديدة للعدو.
واذا كانت المقاwمة، تؤكد جهوزيتها الامنية والعسكرية بوجه العدو، وتُحضرّ له مفاجأت برية وبحرية وبأساليب مبتكرة ولم يعهدها من قبل كما يؤكد معنيون في محور المقاwمة، اتت التظاهرة الاعلامية والسياسية والدينية والحزبية على مرمى حجر من فلسطين المحتلة، لتؤكد ان المقاومة وبيئتها ومحبوها جاهزون للمعركة بكل وسائلها وادواتها.
وعلى الطريق من صور الى الناقورة، ينعم الجنوبيون بالتحرير والامان تحت انظار المرابطين من المقاwمين، وفي بيئة مقدسة بدماء الشهداء، نظّم «اللقاء الإعلامي الوطني» فعالية رمزية تحت شعار «ثروتنا خط أحمر» عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، نهوضاً بالمسؤولية الإعلامية في الدفاع عن حقوق لبنان النفطية والغازية في مياه المتوسّط.
وشكّلت الفعالية تجمّعاً حاشداً لإعلاميين وصحافيين ومحللين من مختلف الوسائل التلفزيونية والإذاعية والصحفية والمواقع الالكترونية اللبنانية والعربية، بالإضافة الى شخصيات سياسية لبنانية وعلماء دين.
وفي حين أكدت الكلمات والبيان الختامي على التمسك بمعادلات الامين العام لحzب الله الssيد حssن نssرالله، ولاءاته ان لا غاز في المنطقة قبل ان يحصل لبنان على غازه وضرورة فك الحصار الاميركي عن لبنان وثرواته ورفض تجويعه واخضاعه، وان المقاومة مستمرة في معادلتها التي رسمها الssيد نssرالله الى ما بعد بعد كاريش، كان لرمزية المشاركة الفلسطينية والعلمائية السنية، وكذلك للاحزاب الوطنية اللبنانية والفلسطينية الى جانب الكوادر الاعلامية، رسالة هامة عن تكامل الادوار بين المقاومة اللبنانية والفلسطينية وعن التنسيق في المجالات الاعلامية والسياسية والعسكرية.
وعلى ما يبدو، ووفق اوساط في بيئة المقاwمة، ان فعالية الناقورة لن تكون الاولى ولا الاخيرة، فإن اجندة حzب الله مليئة بالنشاطات من ضمن احتفالية «الاربعون ربيعاً»، واحدى ملفاتها بالتأكيد سيكون ملف الترسيم والحقوق البحرية، واستراتيجية المقاwمة في الدفاع عن هذه الحقوق، ولكن حتى الساعة لم تحدد طبيعة النشاطات الجديدة والمستقبلية.
في المقابل وميدانياً، ومع اشاعة الاميركيين اجواء ايجابية والترويج لعودة المفاوض الاميركي آموس هوكشتاين، تؤكد اوساط قيادية في محور المقاwمة، ان يد المقاwمة على الزناد ولن يكون هناك تراخ لا ميدانياً ولا سياسياً، وكل المفاوضات قيد المتابعة والتدقيق، مع وجود جو من الحذر والترقب ومن دون اغراق البلد والناس في اجواء اميركية مضخمة.
وتشير الى ان يجب على اللبنانيين ان يطمئنوا لأن الssيد نssرالله اخرج الملف من اطار المزايدات ووضعه في الإطار الصحيح، ورفع السقف الاقصى وهو الحرب للحصول على الحقوق، اي ان لا خيارات امام الصهاينة والاميركيين، الا الخضوع لمعادلات المقاومة من المسيرات الى الحرب البحرية المفتوحة.
في المقابل تكشف معلومات ديبلوماسية غربية في بيروت لـ»الديار»، ان هوكشتاين سيصل الى بيروت الاسبوع المقبل وسط توقعات ان يحمل بين يديه «خارطة طريق» للحل وتنطلق من اعتبار الخط 23 هو خط التفاوض المعترف به في الامم المتحدة والمسجل من لبنان رسمياً.
وتشير المعلومات نفسها الى تحفظ لبناني وترقب لما سيحمله هوكشتاين، وسط توقع ان يتشدد المفاوض اللبناني بعد المعادلة الصارمة التي ارساها الssيد نssرالله، ووسط اصرار من حzب الله على عدم التساهل في الملف مهما كان الثمن.