سعد الحريري
سعد الحريري

تداعيات خروج الحريري من الحياة السياسية قيد الدرس والمتابعة

تداعيات خروج الحريري من الحياة السياسية قيد الدرس والمتابعة

كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الثلاثاء 25 كانون الثاني 2022

كما كان متوقعاً «قسّط» الرئيس سعد الحريري خروجه و»تيار المستقبل» وآل الحريري، باستثناء بهاء الحريري، من الحياة السياسية والحزبية اللبنانية على “دفعات”، عبر الخطوة الاولى بالغياب المنظم عن الانتخابات النيابية ، والثانية بخروجه من المشهد اللبناني والثالثة باقامته الدائمة في الإمارات.

وتشعر اوساط سنية مقربة من الحريري ودار الفتوى بالخيبة والحزن على هذه النهاية المؤلمة لإرث رفيق الحريري، ولإضطرار الحريري الابن، وبعد 17 عاماً من العمل الحكومي والنيابي والسياسي الى «إغلاق بيته»، للرحيل بسبب خيبات داخلية والاخلال بالتسوية السياسية والرئاسية من قبل «التيار الوطني الحر» و»القوات». وتقول الاوساط ان جزءاً كبيراً من السّنة يحمّلون الحريري مسؤولية الاخفاق بسبب التحالفات مع «التيار» والعهد، وكذلك ربط النزاع والتسويات مع حzب الله.

واذا كانت الاوساط ترفض التصريح عن مسؤولية السعودية المباشرة بحصار الحريري وإغلاق بيته السياسي، الا انها تقرّ ان هناك قراراً دولياً واقليمياً كبيراً بإخراج الحريري من المعادلة السياسية الداخلية والدولية والاقليمية، وخروجه ليس قرارا اختياريا او بكامل الارادة والحرية!

وتكشف الاوساط عن تشاور يجري بين شخصيات وقيادات في «المستقبل» ودار الفتوى، و»نادي الرؤساء السابقين للحكومة» وشخصيات دينية وفاعليات سنية في المناطق من الشمال الى البقاع، لتدارس الخروج المدويّ للحريري ولاكمال المسيرة ولو بشكل فردي. وتلفت الى ان الارباك طبيعي والضبابية سيدة الموقف، ولا يمكن الجزم او الحسم بكيفية خوض السنة الانتخابات النيابية، وكذلك البحث عن البديل السني والمؤهل لقيادة شارع «المستقبل» وتوظيفه في لوائح انتخابية متماسكة، والبحث ايضا عن تحالفات مفيدة تضمن ايصال نواب من روحية «المستقبل» وخطه السياسية. وتشير الاوساط الى انه خلال الاسبوعين المقبلين وبعد استيعاب صدمة مغادرة الحريري، ستبدأ الصورة بالاتضاح ومعرفة وجهة الامور.

في المقابل، يؤكد تحالف «الثنائي الشيعي» و8 آذار، ان لا تعليق صالح لما جرى مع الحريري، الا ان ما قام به هو خياره وقرار ذاتي ونتيجة لمرحلة سابقة من العمل السياسي، وتلمح الى ان الرئيس نبيه بري حاول خلال لقائه بالحريري امس الاول، ثني الاخير عن قراره، لكنه اكتشف ان القرار متخذ منذ فترة وليس حديث العهد!

وتقول الاوساط ان الربط بين رحيل الحريري وتعويم السنة او سنة 8 آذار او المعارضة السنية لـ»المستقبل» ليس دقيقاً، خصوصاً ان الكتلة السنية خارج «المستقبل» هي اليوم مؤلفة من 10 نواب، بينما يتمثل «تيار المستقبل» بـ17 نائباً، اي ان تحسين المعارضة السنية لشروط خوضها الانتخابات واختيار صائب للمرشحين وتحسين التحالفات من شأنه ان يزيد من حصتها الى 6 نواب اضافيين لتصبح 16 او 17 نائباً.

وتشير الاوساط الى انه سيكون هناك بضعة ايام ، وربما اسبوع او اثنين من الانتظار لجلاء المشهد لمعرفة اتجاه الامور، رغم ان التحضيرات للانتخابات مستمرة وقائمة ولم تتوقف.

اما في مقلب «التيار الوطني الحر»، فتؤكد اوساط قيادية فيه ان لا تعليق رسمياً من «التيار» على خروج الحريري حتى الساعة، ويتم درس تداعيات هذا الخروج والتعاطي المناسب معه، مع رفض تحميل العهد والوزير جبران باسيل و»التيار» مسؤولية خطوة الحريري، وهو وحده يمتلك اسباب الخروج الحقيقية وبهذه الطريقة القسرية.

الصحافي علي ضاحي

ناشر ورئيس تحرير موقع تقارير

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …