من وحي القضية
علي زعرور
يا أيها الجسد
المحنّط بالعبودية
كيف السبيل إلى تحريري
الموسوم صمتاً
قد أرهقني حمل الأيام
حتى عجزت عن الوصف
أحرفي الأبجدية
صوتي المصلوب
على دروب العابرين
النازف قهرا
ما عاد يجهر على المنابر
فكان شهيد الصمت
في مجامعنا الزكية
من يعيد الروح إلى وطن
أنهكه أحتضار الوعي
المكتوم في سراب البندقية
أي ظلم ترضى
يا صاحب المجد المسجّى
على أجداث الضحيّة
كفى بربك..
حتى اليراع خانته معاني الدم
شيَمك الموؤودة
لن تحييها حتى انتصار الجاهلية
يا أيها المسكوب في قدحٍ
قد شربت حتى تخمة الوجع
فبعت لأجلهم كلْ القضية
تباً لأنزحية
هجرت مسارح العقل
حبلت بسفاح في حلكة ليلٍ
بعد اغتصاب المدارك
وكَيّ الوعي النابض
فكانت مخاض ولادة
على أنقاض الهوية