تحت شعار «إلى الشارع لا ثقة للحكومة» انطلقت عند الساعة 12 من ظهر امس تظاهرة شعبية حاشدة من ساحة بشارة الخوري مروراً بجمعية المصارف والبنك الدولي لتصل إلى ساحة رياض الصلح.
تأتي هذه التظاهرة ضمن سلسة التحركات الرافضة لبيان الحكومة الوزاري ولسياساتها الضريبية وإجراءاتها التي تطال بشكل مجحف الطبقات الفقيرة والمتوسطة وتستمر بإعفاءاتها ودعمها للمصارف والريوع ورؤوس الأموال.
تقدّم التظاهرة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنّا غريب، إضافة إلى ممثلين عن الأحزاب التقدمية واليسارية والهيئات النقابية والمدنية والاجتماعية وحشد كبير من المواطنين.
ردّد المتظاهرون شعارات تدعو الشعب اللبناني للنزول إلى الشارع والمطالبة بتحصيل حقوقه المهدورة من حيتان المال الذين أكلوا الأخضر واليابس وأفقروا اللبنانيين بسرقاتهم التي أوصلت البلد إلى أقصى مراحل العجز الاقتصادي والاجتماعي. ومن ضمن الشعارات التي رددها المتظاهرون: « قوم وأنزل عالشارع»، «يا شعبي قوم وطالب مع العامل والطالب»، «نزال وطالب بالتغيير نزال وحاسب بالتغير»، «هالدولة طائفية.. حاكمها حارامية»، «ضحكوا علينا بالطائف وقسمونا طوايف»، «شبعنا كذب بالاخبار شوفوا البلد عم ينهار»، «هالدولة الطائفية حقوق الشعب منسية».
كما حملوا لافتات كتب عليها: «لا للنظام الطائفي، نعم لاسقاط الفساد والفاسدين، وإعادة المال المنهوب إلى الخزينة العامة»، «للإنقاذ في مواجهة سياسة الإنهيار»، «الاقتصاد حرّ»، «خصخصة.. احتكار.. فقر.. جوع.. فساد.. ديون.. ضرائب.. إرتهان».
وفي ختام التظاهرة ألقى النقابي الدكتور محمود حيدر كلمة الحراك الشعبي ومما جاء فيها:
«جئتم اليوم جميعا من مختلف القوى والقطاعات عمالا واجراء ومزارعين، طلابا وشبابا ونساء، معلمين وأساتذة وموظفين ومتقاعدين ومتعاقدين ومتعطلين عن العمل، جئتم لتسجلوا وتعلنوا في الشارع وبالفم الملآن ومن خلال هذه التظاهرة موقفكم الواضح، لا ثقة لحكومة سيدر، لا ثقة. مضيفاً «ألم نسمع جميعا على أي أساس طلب رئيس الحكومة الثقة بحكومته ونالها: أليس على أساس ان ارباح المصارف خط احمر. بالأمس القريب سمعنا جميعا ما قاله وزير المال حول إعادة جدولة خدمة الدين العام ثم عاد وتراجع بين ليلة وضحاها، فماذا ننتظر اذا؟ هل ننتظرهم حتى ينفذوا ما يقولون؟ أم نتحرك في الشارع للأنقاذ في مواجهة سياسات الانهيار. قالوها صراحة: لن يدفعوا من ارباحهم وعلينا نحن ان ندفع من اجورنا، مما تبقى من مداخيلنا ومعاشاتنا التقاعدية، من لقمة عيشنا، ومن صحتنا ومن حرمان اطفالنا التعليم ومن هجرة خيرة شبابنا ومن بقائنا بلا مسكن ومأوى. قالوها صراحة بانهم لن يدفعوا لا بل انهم ممعنون في نهب ما تبقى من مؤسسات الدولة باسم الخصخصة تحت ستار الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام، وهم لم يتركوا شيئا من هذا القطاع الا وقاموا بتصفيته، فعن أي شراكة يتكلمون؟ كل ذلك ولا يشبعون، عينهم اليوم على أموال سيدر 11,5 مليار دولار كيف يتحاصصونها كما تحاصصوا أموال باريس 1 و2 و3، بعد ان باعوا البلد ورهنوا قراره ب100 مليار دولار دينا عاما على الفقراء والفئات الشعبية، رهنوا قراره الى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والى من هم خلفهما في الخارج، كما رهنوه الى حيتان المال والفاسدين في الداخل».
وختم داعيا الى «المواجهة، الى توحيد كل الجهود والطاقات وفق هذا التوجه، والى توسيع دائرة الحراك بمختلف الاتجاهات، باتجاه حراك نقابي مستقل في كل القطاعات، وحراك مناطقي وبلدي وطلابي ونسائي ومهني واعلامي، والى بناء الأطر الشعبية في المدن والقرى، انها خريطة الطريق نحو التغيير الحقيقي لبناء دولة مدنية ديموقراطية قادرة على تلبية طموحات اللبنانيين في حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم الوطنية».