“عامل”: فحوصات “كورونا” وتأمين مأوى ودعم قانوني ونفسي للعاملات المنزليات
شكّلت حادثة طرد مجموعة من العاملات في الخدمة المنزلية إلى العراء مساء الأربعاء، حدثاً مأساوياً وإنذاراً بكارثة إنسانية واجتماعية قد تحلّ على لبنان في وقت قريب، كانت مؤسسة عامل الدولية التي تتابع هذه القضية عن قرب قد حذرت منها وعملت على تضافر الجهود من أجل ايجاد حل سريع لها على المدى القصير في ظل الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، وعلى المدى الطويل لايجاد صيغة عمل انسانية منصفة لهذه الفئة من العمّال.
فحوصات PCR
“عامل” تابعت القضية منذ لحظاتها الأولى، وتمكنت بالتنسيق مع وزارتي العمل والسياحة والمنظمة الدولية للهجرة IOM وبالتعاون مع مؤسسة كاريتاس تأمين المأوى المؤقت للعاملات داخل الأوتيل، فيما تولت في صباح اليوم التالي إجراء فحوصات PCR لهن داخل مركز بشار مهنا ومسلم عقيل التنموي في الشياح التابع للمؤسسة.
وذلك بالتعاون مع مختبرات رودولف ميريو في كلية الصيدلة – جامعة القديس يوسف وبإشراف وزارة الصحة العامة، وبالتنسيق مع الوزارات المعنية والمنظمة الدولية الهجرة IOM، بهدف الحفاظ على سلامتهن والسلامة العامة ونقلهن إلى مأوى تتولاه كاريتاس ويضم فئات أخرى من المهمشين.
كما سيتولى فريق عمل برنامج حماية العاملات والعمّال في الخدمة المنزلية وضحايا الإتجار بالبشر التابع لمؤسسة عامل متابعة آلية تأمين عودة من ترغب من العاملات الـ35 المذكورات.
بالتوازي مع جهودة لحماية باقي العاملات والعمّال الذين يتابعون دورات التمكين والدعم النفسي الاجتماعي والصحي والقانوني داخل مركز عامل التنموي في الشياح، في وقت تعمل فيه المؤسسة على حشد الدعم والتأييد الدولي لمساعدة لبنان والمجتمع المدني في ايجاد آليات وحلول إنسانية لوضع 250 ألف عاملة تعملن بشكل قانوني داخل المنازل إضافة إلى 75 ألف منهن بشكل “غير قانوني” وتعملن في التعاقد الحر.
خطة شاملة
وقد جاءت هذه الفحوصات في سياق خطة شاملة كانت قد أطلقتها عامل مع بداية تفشي الجائحة، بهدف الوصول إلى المناطق الشعبية والفئات الأكثر تهميشاً وتأمين الحق بالصحة والحماية لهم، حيث تضمنت الخطة إلى جانب تأهب وتجهيز 9 عيادات نقالة وفرق استجابة طوارئ، حملات فحوصات سابقة أجريت ضمن عدة مناطق لبنانية وضمن مخيمات النازحين، بالتوازي مع إطلاق غرفة اتصالات مركزية في وزارة الصحة بالتعاون مع المفوضية السامية للاجئين بإشراف الوزارة.
“عامل” وشركاؤها يعززون الجهود لحماية العاملات في الخدمة المنزلية
الحملة التي انطلقت صباحاً بحضور د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية والمدير الإداري الأستاذ أحمد عبود وعميدة كلية الصيدلية في جامعة القديس يوسف د. ماريان أبي فاضل وممثلة Fonadtion Merieux في لبنان د. جوزيت فاضل، ومديرة برنامج حماية العمال والعاملات المهاجرين وضحايا الاتجار بالبشر في مؤسسة عامل د. زينة مهنا، ستستكمل خلال الأيام المقبلة.
زينة مهنا
وفي تصريح إعلامي أكدت د. زينة مهنا أن المؤسسة التي تبذل الجهود منذ العام 2011 لإيجاد حلول قانونية وإنسانية لتسوية ظروف العاملات والعمّال في الخدمة المنزلية، ستعزز حملتها بالتعاون مع الفاعلين على الصعيدين المحلي والعالمي للتحرك بشكل سريع لحماية هذه الفئة الضعيفة وتفادي كارثة إنسانية محتمل أن تتفاقم في الأيام المقبلة، حيث توقعت أن يشهد لبنان حوادث مشابهة للي حصل مساء الأربعاء، بشكل أكبر وأكثر مأساوية.
ودعت مهنا المؤثرين وأصحاب القرار والمعنيين بالقضايا الإنسانية إلى رفع الصوت وتضافر الجهود من أجل اجتراح الحلول والوقوف إلى جانب لبنان الذي يقف على مفترق صعب وهو محاصر بعدد من القضايا التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على المنطقة على كل الصعد.
وختمت بالقول أن العالم الذي يشهد اليوم صرخة ضد كل أشكال التمييز والعنصرية وعدم المساواة، قادر على العمل معاً من أجل تأمين ظروف أكثر عدالة وأكثر إنسانية لكل الشعوب وفي كل مكان، فالمهم هو ما نفعله سوياً من أجل تغيير العالم.