دياب تعهّد بـ”الصمود” وحكومة تكنو- سياسية سريعاً
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم السبت 21 كانون الاول 2019
تؤكد اوساط بارزة في تحالف حزب الله و8 آذار ومطلعة على تفاصيل الملف الحكومي، ان تسمية الرئيس المكلف حسان دياب كانت مطلوبة لاحداث “صدمة” ايجابية .
وهذه “الصدمة” تأتي في ظل إصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على عدم تأجيل الاستشارات النيابية امس الاول الخميس، وبعد ان وصل الرئيس المستقيل سعد الحريري الى قناعة انه ليس “مرشح” المرحلة الحالية لاسباب داخلية، وفي ظل المقاطعة الداخلية المسيحية من التيار الوطني الحر والقوات والكتائب. ولاسباب خارجية ايضاً ومنها عدم وجود “حماسة” اميركية وسعودية، لإعادة تولي الحريري سدة الحكومة الجديدة، وطرح إسم السفير نواف سلام وتسويقه داخلياً عبر الاشتراكي والقوات والكتائب.
وتتابع الاوساط، وفي ظل تردد معلومات عما يحمله الموفد الاميركي ديفيد هيل والذي كان يفترض ان يصل قبل ساعات من الاستشارات، كان لا بد من الاكثرية ان تحسم امرها، فإما ان “يتكل” الرئيس الحريري على الله ويمضي قدماً في حكومة تكنو-سياسية ناقش تفاصيلها مع الرئيس نبيه بري قبل ايام منذ اعتذار الحريري عن التكليف الاربعاء الماضي وابدى الرئيس بري كل ايجابية مع الحريري وطرح عليه حكومة من 18 وزيراً منهم 4 فقط وزراء دولة تسميهم الاحزاب كما ابدى استعداده ترطيب الاجواء بين بعبدا وبيت الوسط.
واستمهل الحريري يومين ليأتي رده عصر الاربعاء “مربكاً” و”صادماً” للثنائي الشيعي، والذي شعر بالضيق لبعض الوقت عصر الاربعاء لانه كان يراهن على تولي الحريري للحكومة وبقي كذلك حتى اللحظة الاخيرة وقبل ساعات من الاستشارات. وذلك يؤكد ان الهدف ليس اقصاء الحريري ولا حكومة اكثرية في الذهن ولا إقصاء احد.
“ليلة القبض” على هيل: مشاورات مسائية قبل إعتماد إسم دياب
وخلال ساعات المساء تكثفت الاتصالات بين قوى الاكثرية وتولى وزير في الحزب الاتصال مع الاحزاب الحليفة في 8 آذار وابلاغهم ما جرى قبل منتصف ليل الاربعاء – الخميس بقليل واعتماد تسمية الدكتور حسان دياب.
وتشير الاوساط ان قبل رسو “الاختيار” على دياب، طرح اسما النائب فؤاد مخزومي والوزير السابق خالد قباني. وتم الاتصال بالثلاثة والتشاور معهم وقد كانت الاتصالات ايجابية مع دياب. واستكمال لاتصالات جرى معه قبل ايام من الاربعاء حيث ابدى تعهده بـ”الصمود” في وجه كل الضغوط التي ستمارس عليه في حال آثر الحريري الابتعاد والاعتذار كما تعهد بتشكيل حكومة واقعية تنسجم مع المرحلة وتطلعاتها مع الحفاظ على نتيجة الانتخابات اي تشكيل حكومة في غالبها من المستقلين والتكنوقراط مع ابقاء على 4 مقاعد للاحزاب الاساسية كوزراء دولة. وتلمح الاوساط الى ان الوجوه التي سيتم اختيارها لتمثيل الاحزاب، لن تكون مستفزة او نافرة وليست من الوزراء الحاليين في الحكومة المستقيلة. مع تأكيد الاوساط ان هذه النقاشات تبقى قابلة للحوار على اعتبار ان مخاض التأليف يتناول التفاصيل وتفاصيل التفاصيل. وفي المحصلة ستسهل الاكثرية مهمة الرئيس المكلف لكونه صاحب اختصاص وشخصية نظيفة ومستقلة ولا غبار على سجله السياسي والوطني والوقت صعب ولا مجال فيه للترف او إضاعة الفرص.
وفي حين تؤكد الاوساط ان الاكثرية لن تستجيب للضغوط الاميركية وإملاءات ديفيد هيل مرفوضة، تشدد على ان الهم الاقتصادي والمعيشي والمالي سيكون على رأس الاولويات للحكومة الجديدة والتي ويفترض ان تشكل في وقت قياسي ولن تستهلك الوقت. لان مرور الوقت سيدفع الى مزيد من استخدام الشارع والتهويل المذهبي والطائفي والميثاقي، علماً ان هناك غطاءاً سياسياً من الحريري لدياب عبر عدم تسميته المرشح الاميركي نواف سلام، كذلك من دار الفتوى التي اعلنت على لسان مخزومي انها ستستقبل اي مرشح سني يسميه مجلس النواب.
وتختم بالقول ان الايام المقبلة، ستؤكد جدية فريق الاكثرية في تأليف حكومة تستجيب للشارع وللحراك وتمثيل اختصاصيين وبالحفاظ على الميثاقية الوطنية في التأليف، وان الرئيس المكلف سيجهد لتمثيل القوات والاشتراكي والمستقبل والقوى الاخرى وهناك سعي حثيث لتكون حكومة انقاذ تضم الجميع من دون استثناء.