جهود لتخفيف الاحتقان السني – الشيعي من الهرمل الى طرابلس
علي ضاحي- خاص takarir.net
مع إنكفاء المشروع التكفيري في لبنان وسوريا تتنفس منطقة الهرمل ومحيطها الصعداء، بعد الانتصارات المدوية التي حققها كل من الجيش اللبناني والمقاومة في منطقة عرسال وجرود رأس بعلبك. وتعيش المنطقة حراكاً عائلياً وعشائرياً لتنشيط المنطقة التي تتميز بأن مكوناتها من السُنّة والشيعة والمسيحيين ولو غلبت عليها عددياً الطائفة الشيعية. وفي منطقة تعيش الحرمان والإهمال وغياب الانماء والمشاريع المنتجة وتكاد المنطقة ميتة “سريرياً” و”دماغياً”، لولا وجود بعض الزراعات الموسمية من خضار وفاكهة وحبوب بالاضافة الى وجود نهر العاصي الى موسم الصيد لبعض الانواع المهاجرة في موسم الشتاء والخريف والربيع.
ويكشف شيخ العشائر الحمادية الخالدية سعد فوزي حمادة عن مبادرة يقوم بها مع فاعليات وعشائر الهرمل للتواصل مع المحيط من القاع الى عرسال وكل محيط الهرمل والبقاع وبعلبك لتكريس المصالحة بين العشائر ونبذ الطائفية وتخفيف الاحتقان السني- الشيعي والذي افرزته الاحداث التي تراكمت في السنوات الماضية، وخصوصاً ان من ضمن العشيرة الواحدة هناك سنة وشيعة وتغليب رابطة الدم على ما عداها من خلافات سياسية ودينية او مناطقية اهم بكثير من اي امر آخر. ويقول حمادة ان الجهد الذي يبذل استثنائي وهو لن يقتصر على منطقة الهرمل ومحيطها مسيحياً وسنياً وشيعياً بل يتعداها لتشمل الشمال وعكار وسوريا والاردن والسعودية وتجري اتصالات لترتيب لقاءات بين العشائر والعائلات في هذه الدول خلال الفترة الممتدة من نهاية اب الجاري حتى آواخر العام الحالي. ويشير حمادة الى العمل على إطلاق مبادرة بقاعية وشمالية احد طرفيها حمادة وعشائر الهرمل والطرف الثاني هو رئيس تجمع عائلات طرابلس والشمال عدنان العمري لتخفيف الاحتقان السني – الشيعي بين البقاع والشمال والذي سببته الاحداث الاخيرة ودخول عامل التكفير والتحريض بين المذهبين والمنطقتين.
ويكشف العمري ان هناك بعداً اقتصادياً وسياحياً وانسانياً للمبادرة بالاضافة الى عودة العلاقات الطبيعية بين ابناء لبنان كافة حيث تعيش المنطقتان الهرمل والبقاع وطرابلس والشمال “جحيم الاهمال” الرسمي وغياب الانماء المتوازن ويحل الحرمان بدل الدولة الراعية.
ويؤكد حمادة ان اي مبادرة تتحرك في اي منطقة سقفها الدولة واحترام القوانين وتعزيز سلطة الدولة والمطالبة بأن يكون الجيش هو الحامي والضمانة بالاضافة الى وجود بكركي وهي الحضن الوطني لكل اللبنانيين ونعول على دورها الجامع في تكريس التعايش. ويشير الى ان العلاقة تاريخية بين عشائر الهرمل وبكركي وهو يسعى لان ترعى بكركي جهود التقارب في المنطقة مع المسيحيين.
ويشير العمري بدوره الى مساعي يقودها هو مع اكثر من طرف لان يقوم البطريرك بشارة الراعي بزيارة الى طرابلس وهي ستكون الاولى لبطريرك ماروني الى طرابلس ولم يسبق ان حصلت وهي ستكون تاريخية ان تمت وستشكل دفعاً لعودة المسيحيين الى طرابلس ولتكريس العيش المشترك في الفيحاء.
وبين التعويل على حضور بكركي والدولة والجيش كسقف لاي مبادرة، يُكثّف حمادة والعمري جهودهما للتواصل مع القوى والفاعليات والاحزاب والعشائر والعائلات لتكون اي مبادرة جامعة وناجحة ومن دون إعطاء اي تحرك او جهد في إطار التواصل المناطقي او الطائفي بعداً سياسياً او وضعه في إطار مشروع ضد آخر او وجود اجندة من اي نوع كانت فالتواصل مفتوح مع الجميع لابعاد التسييس والسياسة عن اي موضوع او مبادرة ولا فيتو على احد والجميع مدعو للمشاركة في انجاح هذه الجهود.