كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاربعاء 12 حزيران 2019
تؤكد اوساط وزارية في تحالف حركة امل وحزب الله ان حتى الساعة لم يُبلّغ الوزراء عن موعد لجلسة مجلس الوزراء هذا الاسبوع او جدول الاعمال، في حين تؤكد اوساط المستقبل ان هناك توجه لعقد جلسة للحكومة في بعبدا بعد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري من اجازة الفطر من الخارج والتي تمت منذ يومين، بينما يتوقع ان يزور الحريري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال الساعات المقبلة لتهدئة الامور ومناقشة بعض الامور العالقة وخصوصاً الملفات المالية وجدول اعمال جلسة مجلس الوزراء.
وتشير الاوساط الوزارية في تحالف امل وحزب الله الى ان اي جلسة للحكومة مرهونة بتنفيس السجالات المتفجرة على اكثر من صعيد وخصوصاً بين التيار الوطني الحر والقوات من جهة وبين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل من جهة ثانية. بينما يخوض المستقبل في نقاش حام مع الحزب التقدمي الاشتراكي وكل ما يجري هو “حروب صغيرة” وسجالات بسيطة وجزء من حروب كبيرة وصراع “إرادات” واختلافات جوهرية في كيفية إدارة الملفات الكبرى حيث يتمسك كل طرف من اطراف التسوية بوجهة نظره وبمقترحاته لادارة الازمة في حين يرفض الآخرون ملاقاته في منتصف الطريق.
وتشير الاوساط الى ان حتى الآن لا تزال الامور مضبوطة تحت سقف التسوية وسقف الالتزام بحكومة الوفاق الحالية رغم كل التباينات والسجالات الحاصلة فلا تفجير للحكومة ولا لاخذ البلد الى الهاوية. وتلمح الاوساط الى ان حتى الساعة لم يتدخل الثنائي الشيعي ولن يتدخل في العلاقة السياسية والحكومية بين الاطراف المتناقضة، فذلك ليس من شأنه وصلاحياته الا اذا طلب المتخاصمون وساطته، قد يكون صلة وصل للتهدئة. ولكن الثنائي الشيعي وخصوصاً حزب الله لن يسمح بتفجير البلد او بالتقاعس في ادارة الملفات الملتهبة كالمال والاقتصاد والوضع الاجتماعي لان من شأنه احداث ثورة في البلد، وخصوصاً ان الشارع ما زال يغلي في انتظار التعديلات المرتقبة في مجلس النواب ولا سيما الضرائب المقنعة وخفض الرواتب والتقديمات الاجتماعية.
في المقابل تشير معطيات الى بوادر تهدئة بين المستقبل والتيار الوطني الحر فبعد زيارة وزير الدفاع الياس بو صعب مفتي طرابلس مالك الشعار في طرابلس منذ يومين وزيارة الوزير سليم جريصاتي دار الفتوى الاثنين ولقائه المفتي عبد اللطيف دريان. وتشير اوساط الطرفين الى وجود مساع يبذلها الحزبان لضبط مواقع التواصل الاجتماعي وتصريحات النواب والوزراء والمسوؤلين في التيارين وكذلك تخفيف النبرة الاعلامية واللهجة الهجومية في نشرات الاخبار في وسائل اعلام الطرفين.
في المقابل يعمل الوزير وائل ابو فاعور على خط التهدئة مع الرئيس الحريري وامين عام تيار المستقبل احمد الحريري بعد اسجال المتفجر اخيراً بين المستقبل والاشتراكي على خلفية بلدية شحيم والجية.
وفي خضم هذه السجالات تعتبر الاوساط الوزارية في تحالف امل وحزب الله، ان توقيت السجالات غير مرتبط بالخارج او بالتوترات الاقليمية بقدر ما هو مرتبط بالملفات الداخلية الشائكة وخصوصاً الموازنة والتعيينات والصراع الخفي بين الاجهزة الامنية وبين الاجهزة الامنية والقضاء وسعي كل طرف لاثبات سيطرته وفرض وجوده ويبدو ان الامور تركت للمعالجة للرئيس عون الذي سيبادر الى خطوات حاسمة لضبط الامور امنياً وقضائياً.
وتكشف الاوساط ان إضطرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى التراجع عن التهديدات القصوى في اتجاه ايران وحزب الله ومحور المقاومة في المنطقة قد “نفّس بالون” حلفاء اميركا والسعودية في لبنان وهو الامر الذي اعادهم الى ضرورة التعقل وفصل الامور الحكومية والداخلية عن اي سيناريو لحرب مدمرة لايران وحزب الله وفي سوريا. اذ تبين هشاشة الوجود الاميركي في الخليج والمنطقة وعدم قدرته على ردع اي قصف او استهداف نفطي او عسكري في المنطقة.
وتشير الاوساط الى ان تراجع حدة التهديدات اراحت البلد وازاحت ضغط الحرب عن المسؤولين والناس، وستدفعهم حكماً الى التركيز على الملفات الملحة داخلياً وفي اقرب وقت ممكن، كما سينعكس الامر على اقرار الموازنة في مجلس النواب وتسريع النقاش خلال مهلة الشهر المرصود لذلك.