إحياء الذكرى الثانية لرحيل نقيب الصحافة محمد البعلبكي

  

خاص موقع تقارير.نت
تصوير ومتابعة بول بجاني
أحيا  المركز الثقافي الإسلامي الذكرى الثانية لرحيل نقيب الصحافة محمد البعلبكي في حفل تكريمي في قاعة عدنان القصار – مبنى اتحاد الغرف العربية في بيروت، في حضور أهل السياسة والفكر والصحافة.
تحدث خلال الاحتفال: الرئيس أمين الجميل، الرئيس تمام سلام، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، وزير الإعلام جمال الجراح، وزير الثقافة محمد داوود ممثلا بناصيف نعمة، الوزير السابق غازي العريضي، رئيس المركز الثقافي الإسلامي الدكتور وجيه فانوس وسحر البعلبكي.
كما حضر النائبان: أنور الخليل وأيوب حميد، النواب السابقون محمد قباني، حسين يتيم وعمار حوري، الوزراء السابقون ملحم الرياشي، عدنان منصور، عصام نعمان ووليد الداعوق، مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان ممثلا بالقاضي الشيخ خلدون عريمط، رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام، اللواء إبراهيم بصبوص، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام إبراهيم عوض، وحشد من الشخصيات الدينية، الاجتماعية والأمنية. وأرسل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برقية نقل فيها التعازي بالذكرى الثانية للبعلبكي.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني وكلمة ترحيبية من عريفة الاحتفال الإعلامية وداد حجاج، التي تسلّمت من الجراح والدكتور فانوس ميدالية المركز الذهبية.

متحدثون

وتحدث خلال الإحتفال كلّ من الرئيسين الجميل وسلام  والقى نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي قصيدة شعرية للمناسبة  كما تحدث الجراح وممثل وزير الثقافة الدكتور محمد داوود، ناصيف نعمة  والوزير السابق غازي العريضي والدكتور وجيه فانوس.

عائلة البعلبكي

كلمة العائلة ألقتها سحر البعلبكي وقالت فيها: «لك مني يا سيدي ألف تحية وسلام،
يا من بعثك الكريم لي من الغيوم… وجعلك بقدرته رسوله إلى حياتي.. يا من مددت لي يدك العطوفة وأخذت بيدي.. وتحدّيت كل الظروف والتقاليد والأعمار والبشر.. وجعلتني رفيقة لدربك الجميل..
.. بكرمك سيدي منحتني اسمك الكبير.. وحبك العظيم الراقي… وحملتني على كفيك المباركتين وطفت بي بين الكبار.. وبين البلاد والبشر.. علقتني كالوردة الحمراء على صدرك الواسع، وتباهيت بي أمام الملأ… فكم أنت كبير أيها الكبير.
… كتبت لك رسالتي هذه يوم ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير.. يومها.. كنت واقفاً كبيراً بين الكبار.. شامخاً كشموخ الأرز.. معتزاً بأنك من عمر الوطن.. لقد ولدت بمولد الوطن.. وولد الوطن بك.. ولدتما معاً ونشأتما معاً.. كنت وبإصرار عنيد تأبى إلا أن تكون عاموداً صلباً يحمي الوطن ويحافظ عليه ويرمي بنفسه بقلب النار، أيام لبنان العصبية، لينتشل أبناؤه من الجهل والتطرف والعصبية.. تركض من هنا إلى هناك بين الألغام، لتوفق بين أبناء الوطن، وتأبى الاستسلام.. وكيف لا.. ولبنان رفيقك الذي تعشق..
… يمدحونك كثيرا سيدي.. يقولون فيك أجمل الكلام والعبارات.… يعشقك النساء… وكيف لا وأنت نصيرهن.. يفتحون بوجهك كل الأبواب مرحبين فخورين.. ينتظرون وقوفك على المنبر متشوّقين ملهوفين.. توّجوك ملكا على رأس الصحافة خاضعين مسرورين.. نقيبا للصحافة اللبنانية لثلاثة وثلاثين سنة، بالإنتخاب والإجماع وبالمحبة طائعين، يلجأون إليك في أصعب الظروف والمواقف لأنهم يعلمون لمن يلجأون، إلى الكبير الكبير.
… آه سيدي كم أشعر بخجل وبأني مهما حاولت أن أعبّر.. صغيرة بحبي وعطائي وتقديري أمامك أيها الكبير… أشعر بخجل أمام كبر عظمتك وعطائك وكيف لا؟ وأنت الكبير … وأنت بعمر الوطن…
.. يا من كنت الزوج والحبيب والصديق، الذي عمل بحق بقوله تعالى: «وجعلنا بينكم مودة ورحمة». وكنت لي ولأبنائنا الأب العطوف الذي غمرنا بعطفه وبكرمه اللامتناهي.. يا من كنت الصديق الصدوق لكل من عرفك.. يا من كنت النقيب الذي جعل وبجدارة نقابة الصحافة تشمخ عالياً كأرز لبنان.. إن من حيث مبنى النقابة الذي أنجزته واصرّيت ان تكون من أهم النقابات اعلاءً لشأن الصحافة.. إن من حيث الإنجازات الكبيرة والعديدة التي بجهدك وصدقك واخلاصك انجزتها.. والتي تحفظ حقوق الصحافة والصحافيين.. وان من حيث دفاعك الدائم عن الحرية بشكل عام، وعن حرية الصحافة وحرية الرأي والكلمة.. وقد منحت وبجدارة لقب «حامي الحريات».
.. يا من تواجهنا كلماتك ضاحكة.. صارمة.. مدوّية كقنابل إعلامية.. تخرج صرختك من حناجرها.. يا من كتب قلمك صرخة أوجاعنا.. يا من رسالتك عنفوان، حرية وقضية.. يا من كنت قائداً يصرخ بقلمه وبأعلى المنابر بوجهه المهيمنة الصهيونية.. ليبلسم جراح القضية الفلسطينية.. يا من مسرح ساحاتك النضالية.. تهتف من على منابرها.. «نضال.. تحرير.. حرية» وقد منحت وبجدارك لقب «سيد المنابر».
يا من امتدحك الشاعر الكبير خليل برهومي حيث قال فيك:
.. أنقيب.. لم تعرف صحافتنا يداً بيضاء مثل يديك ولا عرفت أباً.. أعليت شأن الحرف في وطني وقد صارت نقابتنا من عهد صرحاً هي منبر حرٌ ومسؤول معاً.. في ظلك الميمون تبقى في صباً.. دوما تحلق في العلاء لانك عرفتك منذ اتخذت هذا المنصبا.. صارت صحافتنا بعهدك قلعة شمّاء تشمخ في الجبال وفي الربى.. سيسجل التاريخ اسمك ناصعاً، بين الرجال الخالدين مذهباً..
.. أيا نقيب اليوم بعد كل هذا رحلت.. سلمت الأمانة ورحلت.. أي نوع هو هذا الرحيل..؟ سنتان مرّت على رحيلك ولم ترحل أبداً.. سنتان مرّت.. ولم يمر يوم واحد ولم تكن فيه أنت الحاضر الأكبر..
بكل جلساتنا.. بكل لقاءاتنا.. بكل حواراتنا.. أنت الحاضر وبك وعنك يكون أجمل وأرقى الكلام.
يا نقيب.. اليوم أعاتبك، بقلبي الحزين وعيوني الباكية. وأقول لك اهكذا..؟ أهكذا يا نقيبنا وبغير استئذان تتركنا وترحل..؟ في هذا المدى الواسع.. رحلت كالنسمة الناعمة ولم تترك وراءك سوى العبير الطيب وقلبي الحزين.لا.. لا.. يا رفيق عمري.. أنت لست براحل أبدا.. أنت ها هنا.. جالس أمامي تبارك هذا اللقاء.. بوجهك المنير وضحكتك الجميلة وبروحك التي ترفرف حولنا.. تنظر إلينا بفرح وتدفق علينا بمحبتك… وها هم أصدقاؤنا وأحباؤنا الأوفياء قد جاءوا بشوق إليك، مجتمعين على محبتك.
أيا نقيبنا اشتقنا إليك.. واشتقت لك كثيراً.. ونفتقدك بكل الأمور والمحطات.. أينما أنت الآن.. فإني اراك جالساً بأناقتك ولياقتك ولطفك.. محاطاً بأروع الورود والأزهار.. بجنتك حيث أنت الآن.
… رجاء يا حبيبا إبقِ نظرك علينا، إحطنا بمحبتك، وظللنا بروحك الطاهرة.. لتزرع فينا الأمل والمحبة كما عهدناك دائماً..
ونحن يا حبيبنا نعدك اننا سنبقى لك ولنهجك ولعطاءك أوفياء.
دمتم وعشتم وعاش لبنان سيداً حرّاً مستقلاً.. يشمخ ويفتخر برجالاته الكبار.

شاهد أيضاً

كلاس خلال لقائه طرابلسي ووفد "المشاريع"

“حماية الشباب من مخاطر محدقة” بين كلاس و”شباب المشاريع”

“حماية الشباب من مخاطر محدقة” بين كلاس و”شباب المشاريع” زار وفد من جمعية “شباب المشاريع” …