كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار اليوم السبت 9 آذار 2019
في إطلالته امس طمأن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كعادته الجمهور الداخلي للحزب عموماً واللبنانيين وجمهور المقاومة الواسع خصوصاً اننا نعيش في زمن “الهروب” الاميركي من المنطقة فالاميركي يرفع السقف ويهول ويزمجر وعندما يخسر يلملم “عتاده” ويهرب على حد وصف اوساط بارزة في محور المقاومة. وتقول الاوساط ان المعطيات الداخلية لدى محورنا في لبنان وسوريا والعراق والمنطقة لا تشير الى حرب اميركية مباشرة ضد ايران وسوريا وحزب الله وخصوصاً بعد إفشال صفقة القرن وفشل سقط نظام الرئيس بشار الاسد ومعه محور المقاومة في وحول الاستنزاف مع الارهاب والتكفيريين. كما تؤكد الاوساط ان الاميركي في حين لا يريد التورط في حرب مفتوحة بالمعنى العسكري المباشر في لبنان وسوريا والمنطقة فايضاً لا طاقة للاسرائيلي ان يخوض حرب بالوكالة او بالواسطة عن الاميركي كما جرى في عدوان تموز في العام 2006 .
وهذه المعطيات عن عدم وجود حرب عسكرية مباشرة قريبة على لبنان وسوريا وايران لا يعني التراخي او الاستسلام للرخاء الامني والاقتصادي والسياسي. وتشير الاوساط الى ان التركيز الاميركي والصهيوني عاد من جديد على الملف الامني والاستخباراتي والتكنولوجي وتعزيز التجسس وزرع الشبكات الصهيونية التجسسية عبر تجنيد عملاء جدد في لبنان للموساد وجمع معلومات عن قيادات وكوادر وانشطة المقاومة الامنية والعسكرية. وتؤكد الاوساط ان رغم استمرار التهديد الامني لقيادات وكوادر المقاومة، فإن الاميركي والاسرائيلي سيسعيان الى خطوات امنية اذا سنحت لهما الفرصة للانتقام من المقاومة وتحصيل مكاسب معنوية باستهداف كوادر حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي في لبنان كما حصل في عشرات الاستهدافات منذ عامين ورجوعاً الى العام 1982.
وتلفت الاوساط الى ان الحذر الامني لدى المقاومة وجهاز امنها موجود ومعزز ورغم ازالة بعض الاجراءات الامنية في الضاحية الجنوبية ومداخلها بعد تدني نسبة الخطر الانتحاري و التكفيري الا ان الاجراءات الامنية لحماية مراكز المقاومة والحزب وكوادره في اعلى درجاتها.
استبعاد لحرب عسكرية مباشرة او بالواسطة والتهديدات والعقوبات سترتفع وتيرتها
ارتفاع الهاجس الامني في الصراع المفتوح او صراع الادمغة والتكنولوجيا بين المقاومة والعدو، يقابله ارتفاع لمستوى التهديدات الاميركية للبنان وسلطاته السياسية والتهويل عليه بعقوبات شاملة لا تشمل حزب الله وحده والزعم ان حضور حزب الله الفاعل في المجلس النيابي بعد انتخابات العام 2018 والمشاركة الوازنة في الحكومة الحالية وخصوصاً في وزارة خدماتية كوزارة الصحة، يهدد العلاقات بين لبنان واميركا هو تهويل وخصوصاً على رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ووزارة الخارجية وهذه التهديدات والتهويلات لا تصرف ولا تلق صدى. اما عن العقوبات السياسية والاعلامية والاقتصادية وتضييق حرية الحركة لحزب الله فإنها ستتصاعد وستتركز لتطال الشرائح الشعبية لجمهور حزب الله وحتى لعائلات الكوادر والعناصر والموظفين. لذلك بدأ حزب الله من جديد إعادة تفعيل التبرعات الشعبية للمقاومة من مشروع “تجهيز مجاهد” الى تفعيل التبرعات لهيئة دعم المقاومة والتبرع ولو بـ”ثمن رصاصة” فهذه الاجراءات على تواضعها فإنها ستشكل رافداً مالياً لاعانة وإعالة عوائل الشهداء امهاتهم وزوجاتهم وايتامهم ورعايتهم صحياً وتربوياً وتعليمياً كما تؤكد صورة التلاحم بين المقاومة وشعبها مالياً واقتصادياً وانتخابياً وبالتضحيات عبر تقديم الدماء وكل السبل لانتصار المقاومة ومناعتها واستمراريتها.
وتشير الاوساط الى ان ما اعلنه السيد نصرالله امس في الشأن المالي والاقتصادي من شأنه ان يحصن المقاومة وجمهورها وافرادها من اي تقلص مالي او شح رغم عدم وجود ازمة بالمعنى الحقيقي للكلمة رغم ان الكثير من المؤسسات الاجتماعية والرعائية التابعة للدولة والقطاع الخاص تعاني من نقص السيولة وتوقف الضخ المالي.