“هدنة” جديدة بين عون وميقاتي…و”كرة” التأليف “تتلاطم” بين السراي وبعبدا
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 17 تموز 2022
مع إنتهاء عطلة عيد الاضحى وسَفرته القصيرة الى الخارج وعودته الى “الشغل الحكومي” من بوابة التمسك بالصلاحيات الدستورية للرئيس المكلف، عاد التواصل “الخجول” بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وهدأت السجالات والمواقف النارية من جانب “التيار الوطني الحر” ضد ميقاتي، فيما اكتفى الاخير منذ 3 ايام برد على بيان رئاسة الجمهورية الحكومي، والذي أكد شراكة الرئيس عون في تأليف الحكومة. كما اكد البيان الرئاسي على موقع وصلاحية رئاسة الحكومة البروتوكولي في المقابل صوب على المحيطين والهامسين الذين تبرأ منهم عون.
وتكشف اوساط سياسية متابعة للعلاقة بين عون وميقاتي ومطلعة على ما يجري من اتصالات حكومية، ان الايجابية الوحيدة بين عون وميقاتي وبعد اللقاء الاخير بينهما منذ ما يقارب الـ12 يوماً وحصول السجالات، هو التوصل الى “تبريد” الساحة السياسية بين الرجلين في الايام الماضية، ووقف السجالات والبيانات المضادة.
وكذلك حصر التفاوض الحكومي بين عون وميقاتي واغلاق الباب على خط تدخل رئيس “التيار الوطني الحر” والنائب جبران باسيل في التشكيلة الحكومية.
وتشير الى ان ميقاتي قد يزور عون مطلع الاسبوع المقبل، كما ليس هناك من مستجدات حكومية او حلحلة لعقدة المداورة في الحقائب، بعد تسمية ميقاتي لسني في “الطاقة” بدلاً من الوزير وليد فياض.
وتكشف الاوساط عن وجود حالة من “اللامبالاة” الحكومية عند معظم القوى السياسية وهناك مقولة تسود ان “البطيخ يكسر بعضو” والمقصود السجال الاخير بين عون وميقاتي وباسيل! بينما يرى حzب الله وحلفاؤه ان المشكلة محصورة بين عون وميقاتي وعليهما ايجاد الحلول سوية للمعضلة الحكومية.
وتؤكد الاوساط عدم وجود اية وساطات او طروحات حكومية جديدة في جعبة ميقاتي. كما تنفي الاوساط علمها بأية محاولة لجمع كل من ميقاتي وباسيل على طاولة واحدة للتباحث في الملف الحكومي العالق.
في المقابل تؤكد اوساط في “التيار الوطني الحر” ان ميقاتي ليس “جاداً” في تاليف الحكومة، ولم يبذل اي جهد جديد لتشكيل الحكومة.
وتؤكد ان التشكيلة الثانية التي قدمها ميقاتي الى عون منذ اكثر من 10 ايام لا تبتعد كثيراً عن الصيغة الاولى وهو بدّل في بعض الحقائب، وابقى “الطاقة” في عهدته وبذلك يبقي الملف الحكومة معلقاً على “حبال التجاذبات”. ولا يبدو ان لديه “ضوء اخضر” سعودي واميركي للتأليف بل ترك الامور على حالها.
وتقول ان لولا الفرنسيين ورغبتهم في تشكيل حكومة سريعة لكان الجمود الحكومي مستمراً، حيث تتحرك السفيرة الفرنسية بين حارة حريك وبئر حسن اي بين حzب الله والسفارة الايرانية لائجاد حلول الملف الحكومي وكذلك استشراف مستقبل الملف الرئاسي.
وتشير الاوساط الى ان قصر بعبدا مفتوح لميقاتي، لكن المهم ان يحصل التشكيل وان لا يكون هناك نوايا مبيتة لتعطيل التأليف وتقطيع الوقت واجراء لقاءات شكلية بين عون وميقاتي. حتى لا يقال ان الامور جامدة تماماً، وان المعنيين بتشكيل الحكومة يتحركون للوصول الى خواتيم مرجوة.
في المقابل يؤكد مطلعون على اجواء الرئيس ميقاتي انه سيعود خلال ساعات الى بيروت وهو مرتبط بمواعيد واجتماعات عدة صباح غد الاثنين. وقد يكون لقاء ميقاتي وعون بعد هذه الاجتماعات او في اليوم التالي وخصوصاً ان ميقاتي ربط لقاءه بالرئيس عون بعودته من الخارج.
وتضيف: عندما يحصل اللقاء بالتأكيد سيكون هناك معطيات حكومية جديدة لدى الرئيس المكلف. وتكشف ان الاهم في الموضوع كله هو عودة الامور الى نصابها وحصر التأليف بين المعنيين اي الرئاسة الاولى والثالثة، وان الرسالة الاهم في بيان عون قوله هو ان لا احد يمون او يؤثر على قرار الرئيس عون من المستشارين والمحيطين به!