بالفيديو: كلمة المفكر قيس في حفل توقيع كتابه “العدل والعدالة” في الاونيسكو
وقع رئيس مركز الدراسات القرآنية والمفكر اللبناني والاستاذ الجامعي الدكتور أحمد محمد قيس، كتابه الجديد “العدل والعدالة من منظاري القانون البشري والدين السماوي دراسة مقارنة”، والذي صدر اخيراً عن دار البيان العربي في لبنان ودار الملتقى في القاهرة، برعاية وزيري الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى والعدل القاضي هنري الخوري وذلك خلال احتفالية حاشدة في قصر الاونيسكو.
كلمة قيس
واكد الشيخ قيس انه “توجه في عناوين كتابه الى الذين يعملون في الجانب الحقوقي والتشريعي والقانوني”.
واضاف :” وعلى سبيل المثال هنالك اشكالية تقول: كيف ينسجم الايمان بالله عند معظم الحقوقيين مع تاريخ ونشأة وتطور القوانين؟
وهم يقولون ان القانون نشأ في المرحلة الاولى في الكهف. فالانسان تعرف على السلطة لأول مرة في الكهف. ومن بعدها السلطة الابوية والعائلة فالمجتمع حتى تشكلت النواة الاجتماعية والتعامل بين المجتمعات وحتى وصولنا الى التاريخ الحديث”.
وتابع :”الاشكالية هي ان كل الدارسين في الحقوق وطلاب القانون، يدرسون نظرية النشوء والارتقاء. والانسان اصله حيواني اي من القرد. وهو تطور وتعرّف الى القوانين وحاجة المجتمعات اليه، ومن ثم اتت الرسالات السماوية كرسالات اصلاحية، فكيف تنسجم هذه النظرية مع الاسلام؟ وهذه الاشكالية كبيرة.
ولكن في طرف التشريع الاسلامي، هناك نظرية تقول ان الانسان خلق كاملاً ومستقلا ومكلفاً منذ اللحظة الاولى لوجوده على هذه الارض”.
وأردف: “اما الاشكالية الثانية فهي من منطلق الايمان بالله، ونحن نعتقد ان كل الذين يعملون في الساحتين التشريعية والقانونية، هم من المؤمنين بالله سواء اكانوا من المسلمين او المسيحيين او اليهود.
والسؤال هو كيف يمكن ان ينسجم الاعتقاد بوجود الخالق والمعبود الاول والاوحد والاعتقاد بيوم الحساب، والاعتقاد بإمكانية اقامة العدالة في الارض؟
واشار قيس الى ان “العدالة لا يمكن ان تتحقق بكامل وجودها على الارض واذا حصل ذلك فيصبح يوم الحساب لغو وقبح العقاب بلا بيان للجرم المرتكب، اي من الظلم ان يحاكم المرء على جرمه مرتين. والله تعالى عن الظلم وترفع عنه، ويقول في محكم كتابه : “وما كان ربك بظلام للعبيد”.
وتابع متوجهاً الى القضاة بالقول: “انت ايها القاضي المحترم، عندما تقضي وتفض الخصومات بين العباد، إعلم انك تقضي بحسب الظاهر، ولا تحقق اي شي من معاني العدالة الا بالشكل الظاهر وحسب القوانين الوضعية.
وسوف تأتي في يوم من الايام مع سائق وشهيد فهذا الامر يحتاج الى نوع من التواضع والانتباه وهم اهل لذلك”.
واضاف :”هناك سؤال ثالث وهل صحيح ان البشرية وبما صارت تمتلكه من امكانات وقدرات تكنولوجية وادوات معرفية، تستطيع ان تنشر العدالة وبسطها على المعمورة. هناك من يقول نعم وانا اقول لا في الكتاب واشرح لماذا”.
وشكر الشيخ قيس الوزيرين مرتضى والخوري على الرعاية، ووزير الثقافة على كتابته مقدمة الكتابة وحضور ممثله المحامي سليمان علوش.
كما شكر الحضور الذين تكبدوا مشقة الحضور من طرابلس والبقاع والجنوب ومن كل انحاء لبنان، رغم اننا نعيش في لبنان زمن الانتكاسات على كل الاصعدة :الاجتماعية والمعيشية والحياتية والثقافية والديني.
وأشاد بالحضور والذي يعطي دفعاً لأي مشتغل في ميادين الكتابة والثقافة مستقبلا.ً