الشيخ طارق اللحام يتحدث عن ليلة القدر البيضاء وصلاة عيد الفطر المبارك
خاص موقع takarir.net
تزامنًا مع الدخول في العشر الأواخر من شهر رمضان يتحدث رئيس الرابطة العالمية لخريجي وطلاب الأزهر في لبنان الشيخ الدكتور طارق اللحام والمحاضر في الجامعة العالمية في بيروت، في مقابلة مع موقع takarir.net عن فضائل ليلة القدر وكيفية إحيائها وعن صلاة العيد وأجواء عيد الفطر المبارك.
وفي ما يلي الحوار كاملاً:
* من أبرز الليالي في شهر رمضان ليلة القدر، ما هي ليلة القدر؟
– ليلة القدر كما هو واضح من اسمها ليلة عظيمة الشأن وهي تكون في رمضان، العمل الصالح فيها له قدر عظيم عند الله، وثواب العبادة فيها أفضلُ من ثواب العبادة في ألف شهر ليس فيه ليلة القدر، قال تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر}. ومن يسّر الله له رؤيتها ودعا فيها كان ذلك علامة لاستجابة الدعاء.
* ما هي علامات ليلة القدر؟
– من علامات ليلة القدر أن يرى الشخص نورًا عظيمًا غير نور الشمس والقمر يملأ السماء ويدخل البيوت، ومن علاماتها رؤية الأشجار ساجدة، وطلوع الشمس صبيحتها لطيفةً بيضاء لا شعاع لها، ورؤية الملائكة على أشكالهم الأصلية ذوات أجنحة أو سماع أصواتهم، ومن الناس من يسمعون الملائكة يسلّمون عليهم. ومن رآها في المنام دل ذلك على خير كثير لكنه أقل من رؤيتها يقظة.
* متى تكون ليلة القدر؟
– ليلة القدر قد تصادف أي ليلة من شهر رمضان لكنها في الغالب تكون في العشر الأواخر من رمضان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “التمسوها في العشر الأواخر من رمضان” رواه البخاري.
والحكمة من إخفاء ليلة القدر هي أن يتحقق اجتهاد العباد في ليالي رمضان كلّها طمعًا في إدراكها.
* كيف يكون إحياء ليلة القدر؟
– إحياء ليلة القدر يكون بأن يقوم المرء كلَّ الليل أو معظمه، فلا بد أن يكون مستيقظًا أكثر من نصف الليل ولو بقليل. وقيام هذه الليلة يحصل بالصلاة فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه” رواه البخاري.
* هل يوجد دعاء مخصوص يدعو به الشخص في ليلة القدر؟
– يستطيع الإنسان أن يدعو بما شاء من وجوه الخير ولكن ورد أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله إن علمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها. قال: “قولي اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عني”.
* تفصلنا أيام قليلة عن عيد الفطر المبارك فلو تحدثنا عن صلاة العيد؟
– صلاة العيد سنة مؤكدة كان يواظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي ركعتان لا يُؤَذَّنُ لها ولا يُقَامُ ولكن يندَبُ أن ينادى لها بقول “الصلاة جامعة”. ووقتُها من طلوع الشمس إلى الزوال لكن الأفضل تأخيرها إلى أن ترتفع الشمس قدر رمح، وهي كسائر الصلوات في الأركان والشروط والسنن. ولها سنن تزيد على باقي الصلوات يذكرها العلماء في كتبهم.
* جرت عادة المسلمين زيارة القبور في العيد، ماذا تحدثنا عن هذا؟
– زيارة القبور مشروعة في العيد وفي غيره فقد قال عليه الصلاة والسلام “زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة” وثبت عنه صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم أنه كان كلما كان دورُ عائشة في مبيته عندها كان يذهب إلى البقيع يزور أهل القبور. فالذين يحرّمون زيارة القبور في العيد أو في غيره لا دليل لهم لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يخصص مشروعية زيارة القبور بوقت دون آخر.
* هل من أمور ينبغي مراعاتها في العيد؟
– هناك أمور عديدة ينبغي الاهتمام بها لا سيما في العيد فينبغي أن لا يفوّت الشخص على نفسه صلاة العيد ويأخذ معه أولاده إليها، وبعد الصلاة يزورون القبور ويقرأون الفاتحة ويدعون لمن مات من أقاربهم المسلمين، ثم يراعون قدر استطاعتهم أن يصِلوا ويزوروا كل من استطاعوا من أرحامهم، فصِلَةُ الرَّحِم أمرها عظيم في الدين، وقد وردت آيات وأحاديث تدلُّ على عظيمِ ثواب من وصَلَ رحِمَه والفوائدِ التي يحصّلها من فعل ذلك لله تبارك وتعالى، ويزيد الفضل لمن وصل رحِمَه التي قطعته فقد ورد في الحديث “ليس الواصل بالمكافئ ولكنَّ الواصل من وصل رحِمَه إذا قطعت” رواه الترمذي. كما اننا ندعو في العيد إلى الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.
* في الختام بماذا تنصح سماحة الشيخ؟
– أنصح نفسي وأنصح إخواني المسلمين الذين اجتهدوا وجدوا في الطاعات في رمضان بأنواعها بأن يستمروا ويثابروا على ذلك حتى بعد انتهاء رمضان فنحن ما خلقنا في هذه الدنيا للّهو وإضاعة العمر فيما لا ينفع، بل خلقنا الله في هذه الدنيا لعبادته حتى نكون من الآمنين في القبر ويوم القيامة ويكون مآلنا الجنة بإذن الله رب العالمين.