المفكر احمد قيس حاضر عن كتابه “العدل والعدالة” في القاهرة: العدالة الحقيقية إلهية!
خاص takarir.net
اكد رئيس مركز الدراسات القرآنية والمفكر اللبناني والاستاذ الجامعي الدكتور أحمد محمد قيس ان “الناس في ازمنة الازمات المعيشية والنكسات الاقتصادية والاخلاقية والاجتماعية والسياسية والدينية والتي يعيشها العالم اجمع، يميلون الى الميتافيزيقيا، اي يستعينون بالسحرة والدجالين والمشعوذين وهؤلاء ينشط شغلهم في زمن الازمات”.
ورأى قيس ان هنا يأتي دور العلماء لإظهار علمهم وإلا عليهم لعنات الله. ويقول الحديث الشريف المنسوب للنبي محمد (ص) ان اذا ظهرت البدع في أمتي فعلى العالم ان يظهر علمه والا عليه لعنات الله. وقال قيس: نادراً ما نجد حديثاً منقولاً عن النبي فيه لعن وذلك لاعتقادي بخطورة الموضوع.
كلام قيس خلال ندوة فكرية عن كتابه الجديد “العدل والعدالة من منظاري القانون البشري والدين السماوي دراسة مقارنة”، وذلك في صالون ” في حضرة الابداع” والذي ترأسه الدكتورة شيماء عمارة في قاعة ايفانتازيا بنادي اتلانتس السياحي بشارع عبد العزيز آل سعود المنيل، في القاهرة.
وتابع قيس :” لذلك يجب علينا ان نتكاتف جميعاً وان نتتضامن لننشر مفاهيم الثقافة والعلم والمعرفة في زمن تخلت فيه البشرية عن نوعها الانساني والذي اكرمها فيه الله وهو العقل وتنساق وبشدة اكثر نحو الغرائز الانسانية.
ورداً على سؤال عن الفرق بين العدل والعدالة ومدى موافقة قيس على مفهوم العدل عند ارسطو، وهل يميل الى ارسطو، قال قيس انا لا اميل الى ارسطو، انا اميل الى العلم والحق الى ارسطو وافلاطون. وعلى اعتبار ان ارسطو مفكر اغريقي قديم والناس تنسب هذه المفاهيم للاغريق والقدماء.
وعن تعريف العدل، اشار قيس الى انه “مفهوم سام مجرد ولا يمكن تشخيصه والتنظير له لأنه من اسماء الله الحسنى فإن الله يأمر بالعدل. اما العدالة فهي تصب في خانة الانصاف وفض النزاعات بين المتخاصمين.
وعن مفهوم العدالة الاجتماعية، فسر قيس ان هناك عدالة تكوينية وتشريعية واجتماعية. وعندما نبحث عن العدالة، نسأل ما هو نوع العدالة التي نبحث عنها؟ هل هي العدالة غاية للكمال الانساني او طريقية وتؤدي الى الانتظام العام؟
اما العدالة الاجتماعية هي ظاهراً من انواع العدالة، اما العدالة الحقيقية فلا يمكن تحققها على الارض.
فالامور التي تجري في المحاكم تحت عنوان العدل حول العالم وليس في مكان او بلد محدد، وتحت عنوان، هي تحقيق العدالة ظاهرياً او نوع من الإنصاف.
فلو كانت العدالة تتحقق حقاً ويقيناً في الارض، لأصبح يوم القيامة عبثاً ولغواً ، وتعالى الله عن العيث واللغو لأن هناك المحكمة الالهية.
مشاركون في الندوة
وشارك في الندوة بالاضافة الى المؤلف الدكتور قيس، كل من الدكتورة عمارة والدكتور محمد عليوة والدكتور حسام عقل. وتخلل الندوة على مدى 4 ساعات من الزمن مداخلات للحضور.
وقدمت د.شيماء عمارة، صاحبة الصالون، تعريفا بالكاتب والمؤلف واستعراض لأهم أفكاره واصداراته مشيرة إلى أن العدالة هى اعطاء كل ذى حق حقه،
وقال د. حسام عزام، صاحب دار نشر الملتقى: نحن امام مشروع ثقافي حقيقى، وقد تحمل المؤلف تكاليف توزيعه مجانا، مساهمة منه في نشر الوعي وترسيخ قيم ومفاهيم العدل والعدالة بمفهومها الصحيح، وستكون له اصدارات جديدة مستقبلية.
وتدخل د. محمد عليوه، أستاذ الأدب والنقد بآداب القاهرة، قائلاً: لابد أن ينظر للكتاب من حيث الأهداف والمقاصد المرجوة منه، فصناعته مغامرة لا تخلو من مخاطر ومطامح، وما نعيشه شرقاً وغرباً من مآسى إنما هو لغياب العدل والعدالة.
وأكد د. حسام عقل، أستاذ الأدب بجامعة عين شمس ورئيس ملتقى السرد العربي، أن قيمة العدالة والعدل هى الاختبار الميداني لأى حضارة. مضيفاً: احيي المؤلف على رده الحق لأصحابه وهو هنا الأزهر الشريف، صاحب الوسطية والاعتدال ورحابة الصدر في الفكر واستيعاب كل الأفكار والتوجهات ،ثم الانفتاح على المشهد الثقافي العربي الأكبر حيث قدم لكتبه علماء الأزهر ووزير الثقافة اللبناني، وهذا لانه لابد من عناق المؤسسات الحكومية وتكاملها.
وصف د عقل، الكتاب بأنه فكر مستقبلى بما يقدمه ويفسح المجال لنقاط التلاقى والمشتركات الإنسانية ،مشيرا إلى أن الإسلام وضع أخلاقيات للحروب لم تكن متاحة ولا معروفة في الحضارات السابقة، مثل: لا تقطع شجرة ولا تقتل طفلا او شيخا مسنا ولا امراة، وحق الأسير والطبيعة، ولا تدمر ولا تخرب عمرانا. وجدير بالذكر ان للمفكر اللبناني د. أحمد قيس شلالات من الأفكار المتفردة التي تحمل هم العروبة والثقافة، ليسكبها لنا بكل الحب في هذا الكتاب.
التوقيع في الاونيسكو
وكان المفكر قيس وقع كتابه “العدل والعدالة”، في 29 حزيران الماضي في قصر الاونيسكو وباحتفالية ثقافية واعلامية حاشدة رعاها وزيرا الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى والعدل القاضي هنري الخوري .
الحضور
وشارك في اللقاء نخبة من الخبراء والقضاة والباحثين في مختلف المجالات، منهم اللواء أحمد أبو العزائم، مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد الهمشرى، المستشار طلبة الجمصى، الشيخ عمر حسين عويس عضو نقابة القراء، د. سيد مندور، الأستاذ بهندسة القاهرة والداعية الاسلامى المعروف.
ولم تقتصر فعاليات الندوة على مناقشة الكتاب بل شملت أيضا إنشادا وغناء وعزفا موسيقيا. وفي نهاية اللقاء تلقى قيس درعاً تكريمية من الدكتورة شيماء عمارة تقديراً على جهوده الفكرية والثقافية.