الخيارات المرجحة: أزمة حكم او إعتذار الحريري أو شخصية بديلة
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاربعاء في 18 كانون الاول 2019
مع حلول ساعات اليوم الاربعاء الاولى، تكون امام القوى السياسية 24 ساعة حاسمة لتحديد وجهة سير الامور، وفق ما تؤكد اوساط بارزة في تحالف 8 آذار وحزب الله.
وتقول الاوساط ان تأجيل الاستشارات النيابية يعتبرها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “عار سياسي” وسقوط في فخ إستدراج العروض الى الفوضى. وتشير الى ان هناك من يريد دفع الاكثرية الى فخ الفراغ، او ازمة الحكم بالتزامن مع ازمة في الشارع مع نية للتخريب وكذلك ازمة اقتصادية ومالية خانقة مع نية “شد الحبل” لخنق الجميع من الاميركيين وحلفاءهم.
وتشدد على ان لدى الاكثرية بمكوناتها الحالية تحالف حزب الله وحركة امل وحزاب 8 آذار والتيار الوطني الحر والرئيس عون تصميم صلب وحديدي، لعدم القبول بأي فراغ او فوضى او إجبار الجميع للخضوع لرغبات الاميركيين او غيرهم والاستسلام، لازمة الحكم بعد شل مجلس النواب ومنع التشريع، حيث تنتقل الفوضى الى ملف تكليف رئيس وتشكيل حكومة.
وتقول ان الرئيس سعد الحريري اقحم نفسه والاكثرية في لبنان وحتى الشارع السني واللبناني في “فوهة الزجاجة”، واعطى مجالاً للعبث بالساحة السياسية والامنية والاقتصاد بإعتماده تكتيكات اللعب على الوقت وحرق كل الاسماء السنية المرشحة ولباسه عباءة سنية من دار الفتوى. ووقع في محاذير اللعبة نفسها عندما لجأ امس وامس الاول خصومه السنة كأشرف ريفي وغيرهم الى محاولة نزعها عبر التظاهر في ساحة الشهداء وبيت الوسط ضده.
وتشير الى ان وزيرة الداخلية ريا الحسن واللواء عماد عثمان وكل الاجهزة الامنية والرئيس سعد الحريري يعرفون انتماء المشاركين الطرابلسيين في التظاهرات ضد الحريري، ومن هي الجهات التي عمدت الى رشق الحجارة والتكسير في البلد وساحاتها، بالاضافة الى ساحات اخرى مسيحية تحركت رفضاً للحريري وبإيعاز معروفة هويته ومُصدّريه.
وتشير الاوساط، الى ان نزع الميثاقية المسيحية من الاحزاب الكبرى كالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ولّد مشكلة إضافية للحريري. وفي إمكانه طبعاً التخلص منها عبر التراجع الى الوراء اكثر من خطوة، وعدم الارتماء في حضن الاميركي والسعودي. ففريقنا قرأ رفض الدكتور سمير جعجع في “عتمة ليل” تسمية الحريري، ان “التعليمة” الاميركية والسعودية وصلت الى معراب، ومفادها ممنوع تعويم الحريري او تكليفه بأكثرية نيابية كونه يتفاوض مع عون وحزب الله!
اما الخطوة المطلوب للحريري ان يقوم بها لتعديل الامور، وهي السير بحكومة تكنو-سياسية وإشراك القوى السياسية فيها بما فيهم الوزير جبران باسيل لتأمين الميثاقية المسيحية. وغير ذلك لا مجال للنقاش وهذا منطق الامور، لان لعبة الشارع وركوب الحراك سقط ولو من بيت الحريري السني من ريفي او غيره من “زعماء” طرابلس المعروفين بالاسماء والارقام ومحل الاقامة!
اسما نواف سلام او فؤاد مخزومي لن يمرا : الاول يرفضه حزب الله لارتباطاته الاميركية والثاني يرفضه الحريري ولا يرغب في تسميته كسني بيروتي
وتؤكد الاوساط ان الخيارات الاخرى امام الحريري باتت ضيقة، ولا مجال للمناورة في ظل اصرار عون وحزب الله وبري على موعد الاستشارات وتكليف الحريري من دون شروطه السابقة، او ان يسمي شخصية يؤمن لها الغطاء السني والشعبي وطبعاً غير اسمي نواف سلام او فؤاد مخزومي. الاول يرفضه حزب الله لارتباطاته الاميركية والثاني يرفضه الحريري ولا يرغب في تسميته كسني بيروتي. فربما يرسو الخيار على شخصية سنية من نادي رؤساء الحكومات السابقين او وزير سابق كخالد قباني، سني معتدل ومقبول من الجميع وليس له اية ملفات تنبش له.
وعليه لا مجال امام الحريري للمناورة، وهو يعرف وفق الاوساط انه كسر الجرة مع حزب الله والذي لن يعود الى تسمية الحريري بأي شكل من الاشكال وتحت اي ظرف. بعد الاستقالة اولاً وبعد رفضه مشاركة حزب الله ثانياً. اما مع باسيل فيمكن بعد الخميس وسير الامور وفق المعادلة القديمة الحريي وباسيل معاً وإما الاثنان خارج الحكومة، ان ترتب الامور وفق معادلات جديدة بينهما.