اطلاق النسخة الاولى من وثيقة “بالمحبة نبنيه”
برعاية وزير الثقافة الدكتور محمد داوود ممثلا بالدكتورة كلوديا ابي نادر اقام رئيس جائزة الاكاديمية العربية الاستاذ رزق الله الحلو احتفال لاطلاق النسخة الاولى من وثيقة “بالمحبة نبنيه” والمستوحاة من وثيقة ابو ظبي حول الاخوة الانسانية والتي وقعها قداسة البابا فرانسيس وسماحة شيخ الازهر الدكتور احمد ابو الطيب ، وذلك في القاعة الكبرى لبلدية سن الفيل يوم الثلثاء في السادس من شهر اب (اغسطس) الحالي ، وشارك في التوقيع حشد كبير من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والفكرية والاعلامية ورؤساء البلديات ، والقيت كلمات لكل من ممثلة وزير الثقافة الدكتور محمد داوود الدكتورة كلوديا ابي نادر ، والاستاذ رزق الله الحلو، والدكتور عبده لبكي والدكتورة ندى عويجان واعتذر ممثل وزير المهجرين الدكتور كليمون حكيم عن إلقاء أية كلمة واكتفى بتوجيه تحية الوزير والصحافي قاسم قصير ، وقدّم للقاء واداره الاعلامية ميراي عيد ، وركزت الكلمات على اهمية هذه الوثيقة وضرورة الالتزام بمضمونه حماية للبنان ودوره في حماية التنوع والحريات والحوار بين الاديان.
قصير
وهنا نص كلمة الصحافي قاسم قصير:
نلتقي اليوم بدعوة من الاستاذ رزق الله الحلو رئيس جائزة الاكاديمية العربية ورعاية وزير الثقافة الدكتور محمد داوود وحضور هذا الحشد الكبير من الشخصيات المتنوعة كي نشارك في اطلاق النسخة الاولى من وثيقة “بالمحبة نبنيه” والمستوحاة من وثيقة الاخوة الانسانية التي وقعت في ابوظبي في شهر شباط الماضي من قبل قداسة البابا فرانسيس وشيخ الازهر سماحة الامام الشيخ الدكتور احمد الطيب ، والوثيقتان تتضمنان الكثير من الاسس الهامة التي تؤكد على احترام الانسان وحقوقه وحرياته وضرورة التعاون جميعا لمواجهة العنف والتطرف ، ولن اتطرق الى تفاصيل الوثيقتين لانه لا يمكن اختصارهما بكلمات قليلة كي لا نقلل من اهميتهما ولا بد من الاطلاع على كل كلمة فيهما ، كما لا بد من الاشارة الى ان هاتين الوثيقتين تلتقيان بشكل اساسي بالارشاد الرسولي الذي اطلقه البابا يوحنا بولس الثاني حول لبنان والذي يتلخص بالشعار الكبير ، ان لبنان رسالة ، وهذا ما اكده العديد من العلماء والمفكرين وكبار الشخصيات الدينية والسياسية اللبنانية والعربية والاسلامية.
وانا اوافق على كل ما تتضمنته هذه الوثائق ، وانطلاقا من ايماني والتزامي بالدين الاسلامي اؤكد على عدد من القواعد والاسس التي امرنا بها الله عز وجل في القرأن الكريم وفي الاحاديث الشريفة والتي تلتقي مع هذه الوثائق :
اولا : حرية الاعتقاد والايمان ، وقد جاء في الاية الكريمة: الآية: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الكهف (29).
ثانيا : التعددية والتنوع حقيقة انسانية وعالمية ودينية: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) سورة الحجرات.
ثالثا :الحق بالحوار والنقاش حتى مع ابليس والشيطان وهذا ما اقره الله عز وجل خلال حواره مع ابليس في القرأن الكريم:
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18 سورة الاعراف
رابعا :حرمة قتل الانسان:
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) سورة الانعام
خامسا : رفض الظلم : والايات التي تتحدث عن رفض الظلم كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
{والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} (الشورى:39-42).
واختم بالحديث الشريف عن الامام علي عليه السلام والذي يؤكد الاخوة الانسانية عندما قال :
((الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)).
كل ذلك يؤكد لنا الحق بالحياة والعيش الكريم وان نكون جميعا متساوين ومواطنين ونعيش يوية في بلدنا لبنان وفي اوطاننا ، ومن هنا اهمية هذه الوثيقة وغيرها من الوثائق التي اطلقت في بيروت والقاهرة وعمان والمغرب والعديد من العواصم العربية والاسلامية والتي دعت الى الحوار والتنوع والاعتراف بالاخر ورفض العنف ، والاهم من كل ذلك ان نحوّل كل هذه الوثائق والنصوص الى خطوات عملية والى قوانين وتشريعات وعيش حقيقي ، ولبنان هو الفرصة الهامة لنا التي يجب الحفاظ عليها وحمايتها بكل ما اوتينا من قوة وارادة وتلك مسؤوليتنا جميعا.
شكرا لكم جميعا على المشاركة والحضور وشكرا لكل من اعد لهذه الوثيقة وسعى لنشرها وخصوصا للاستاذ رزق الله الحلو وشكرا لراعي الاحتفال وزير الثقافة الدكتور محمد داوود وتحياتي لكم
والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.