متحدِّثاً عن هوية الشعر الصوفي بين الأصالة والحداثة
مدير دار الأمير للثقافَة والعلوم د.محمد حسين بزّي في منتدى الرّبيع الأدبي- علي النَّهري :
“شعراء التّصوّف حوربوا وكفروا لأنهم كانوا مخلصين “
استضاف منتدى الربيع الأدبي في علي النهري مدير دار الأمير-للثقافَة والعلوم د.محمد حسين بزّي بحضور نخبة من أهل الفكر والثقافة والمعرفة والأدب،وضمن سلسلة ندوات المُنتدى التي ينظمها حول الأدب والشعر والنقد والرواية والقصة.
قدّم اللقاء د. علي رفعت مهدي ؛ مذكّرا بدور د. محمد حسين بزي في نشر اللغة العربية من خلال دار الأمير وإصداراتها المتنوعة في مختلف الآداب وفنون الكتابة والبحث .
بزي
بدايةً شكر د. بَزِّي منتدى الربيع الأدبي بشخص مؤسسه الأستاذ سليمان محمود جمعة،وأثنى على مرور أكثر من ثلاثين عاماً على دور المنتدى الرّبيعي الرائد في نشر ثقافة الأدب والمعرفة وفي تحفيز الطاقات الشبابية من دارسي الأدب(الجامعيين) الذين يشكل المنتدى ملاذاً للتَّعبير عن إبداعهم الشعري والنّقدي.
ثم تناول د.بزّي موضوع التصوف أو الشعر الصّوفي بين الأصالة ِ والحداثة حيث لم يحمِّل د. بزّي التصوّف أو الشعر الصوفي تبعات ” فهو ليس شاعراً صوفيّاً وإنما يحب شعر التّصوُّف الذي يحتاج إلى مجاهدات ومكابدات وتجارب . مذكِّراً أنَّ المتصوِّفين الكبار كالحلاج وعين القضاة الهمداني وشمس التبريزي ومولانا الرومي وصولاً إلى صدر المتألهين وختاماً الإمام الخميني حوربوا وكُفِّروا وقُتِّلوا وأحرقوا وسجنوا ونُكِّل بهم وشُرِّدوا على أيدي ولاة زمانهم ، لأنهم كانوا مخلصين صادقين … يسعون لنشر ثقافة الحب على قاعدة أن الدّين هو الحُبّ …. وولاة الأمر لا يريدون نشر ثقافة الحُبّ..بل الكُره والطَّاعة العمياء وكراهية الآخر …. وللأسف باسم الدين والتعصّب لملَّة أو نِحلة …
واعتبر د .بزّي أن التصوف قائم على حوارين : حوار الحب وحوار الحياة ، وأنّ شعر التصوف يجب ان يكون دافعاً لقراءة الحياة ورحلة في داخل الذّات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب .
وخلص د . بزي إلى أن شعر التصوف هو شعر الروح والحب والوله والمكاشفة ؛ وأن بعض المتصوفة أساؤوا لمفاهيم هذا الشعر ؛ فليس كل من آدعّى التصوف هو شاعر ٌ صوفيّ ؛ لأنّ المتصوّف يجب أن يعيش في قلب الحياة ؛ وأن يقترب من المجتمع الذي يواكب فيه كل المشكلات والأزمات …
قراءات وحوار
تَلا عرض د.بزي لبحثه ، قراءات شعرية تلاها من ديوانيه ” أغاني قونية ” و “مرايا الشمس ” .
ثم أجاب د. بزّي على مداخلات وأسئلة الحضور التي تركّزت حول هوية الشعر الصوفي والشبهات التي اثيرت حول اعلامه الكبار وشعرائه ؛ ودور الحركات الصوفية في الثورات التاريخية على السلطة والولاة ؛ قبل أن تدجّن هذه الفئة من النّاس ؛ وتعملَ السلطة الحاكمة على محاربتها ؛ ومحاصرتها ؛ واسقاط رموزها .
وختم د. بزي رؤيته : “إذا كانت الفلسفة تعني حبّ الحكمة فإنّ التصوّف يعني حبّ الله، وكما أنّ الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق، فإنّ طرق محبّة الله بعدد أنفاسهم أيضًا، وليس لأحد أن يدعي احتكار التصوّف”.