كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار امس الاحد 24 آذار 2019
لم يكن الاجتماع الثلاثي بين رؤساء اركان الجيوش السورية والايرانية والعراقية في دمشق منذ اسبوع تقريباً، الا رسالة واضحة وبالغة الدلالة على تصميم وإصرار محور المقاومة على المضي قدماً في تحرير سوريا من الارهاب والانتهاء من معركة ادلب وتحرير شرق الفرات من كل صنوف الارهاب والتواجد الاميركي والتركي في سوريا وفق ما تؤكد اوساط بارزة في محور المقاومة. وتؤكد الاوساط ان الاجتماع وتاريخ عقده وقد سبق بدء جولة وزير الخارجية الاميركي مارك بومبيو الى المنطقة وصولاً الى فلسطين المحتلة فلبنان رسالة واضحة لاميركا واسرائيل. وتشير الاوساط الى ان حزب الله حاضر في هذه المعادلة وجزء لا يتجزأ من محور المقاومة ومعني بما صدر عن الاجتماع الثلاثي والذي بقيت قراراته الاستراتيجية طي الكتمان وفي عهدة الرئيس السوري بشار الاسد. وتؤكد الاوساط ان المرحلة النهائية من تحرير سوريا قد بدأت وقد تكون الاصعب والاقسى وقد تمتد لان تكون حرب كر وفر بين محورنا والاميركيين وقد يشهد الاميركيون فصولاً لم يعتادوا عليها لا في افغانستان ولا في العراق وستكون الاقامة في سوريا او الاحتلال الواضح مكلفاً ومضنياً عسكرياً وامنياً وبشرياً فكلما اطالوا تمديد فترة الانسحاب من سوريا كلما تعرضوا للمقاومة وستكون العمليات عليهم شديدة وقاسية فلن يمر الاحتلال الاميركي لارض سورية مرور الكرام. وتضيف الاوساط ان الوجود التركي ايضاً تحت المجهر وها هي تركيا تعيد تقويم موقفها فوجودها مرفوض عسكرياً وامنياً وبغير رضى القيادة السورية التي تعتبر الوجود التركي في منطقة شرقي الفرات احتلالاً ومساً بالسيادة السورية لذلك هناك اخذ ورد مع الاتراك الذين يعيدون تقييم الموقف برمته قبل الشروع او التورط بمواجهة شاملة ومفتوحة مع محورنا. وتؤكد الاوساط ان حزب الله جزء من العمليات الجارية على الارض السورية وهي بالوتيرة نفسها كما كانت وهي محكومة بالتطورات الميدانية والعسكرية وليس بالضرورة ان يعلن محورنا عن كل ما يقوم به من عمل عسكري وامني واستخباري لضرورات تعني الحفاظ على سرية العمل وروحيته ولضمان تحقيق النتائج الباهرة.
وتشير الاوساط ان بعد اللقاء الثلاثي في دمشق ليس كما قبله واننا دخلنا في مرحلة الحسم والمواجهة المفتوحة لتحرير كامل التراب السوري بما فيهما الجولان باراضيه كافة.
وتشير الاوساط الى ان اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن عزمه الاعتراف بسيادة العدو على الجولان واعتباره القرار مشابهاً للاعتراف بيهودية القدس وانها عاصمة دولة اسرائيل سيفتح باب جهنم على الاميركيين والصهاينة في المنطقة وخصوصاً ان ترامب لا يعي خطورة ما يقوم به. وتؤكد الاوساط ان محورنا سينتصر وانتصر وسيكمل انتصاراته في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق واليمن وكل المنطقة طالما هناك حمقى كبنيامين نتنياهو ودونالد ترامب. وتؤكد الاوساط ان المقاومة المسلحة لم تتوقف في الجولان وهي في كامل جهوزيتها لترد على كل الاعتداءات الصهيونية على سوريا وحزب الله وقد اسدى ترامب خدمة جليلة للمقاومة في بقائه بسوريا وفي اعترافه بالجولان المحتل كجزء من الكيان الغاصب والمقاومة المسلحة لقوى محورنا ستكون هي الرد الاوضح والانصع والاجدى.
في المقابل تربط الاوساط بين زيارة بومبيو الى لبنان والمنطقة بالصراع المفتوح بين ايران وحزب الله ومحورنا كله مع اميركا والصهيونية وهي حرب مفتوحة لا حدود لها ولا معايير محددة لها ولن يتورع الاميركيون والاسرائيليون عن استعمال اي طريقة او وسيلة للضغط على محورنا امنياً وعسكرياً وسياسياً واعلامياً وهم يركزون اليوم على الملف الامني والاستخباراتي وتجيمع المعلومات عن القيادات العسكرية الكبرى تمهيداً لاغتيالها ونحن واعون لذلك كما يركزون على الجانب الاعلامي واستنهاض بعض التابعين لهم اعلامياً وسياسياً للتشويش والضجيج والتهويل بما ينوون القيام به على غرار ما حصل في لبنان طيلة الاسبوع الماضي عندما بلغ الضجيج والتهويل والتسريبات مستوى غير مسبوق لزرع الخوف والرعب في نفوس المسؤولين اللبنانيين وعامة الناس والتحريض ضد حزب الله والتهويل بعقوبات اقتصادية صارمة عليه وعلى كل من يتعامل معه ولو كان رئيساً او وزيراً او الحكومة مجتمعة.
وتشير الاوساط الى ان حزب الله لا يعير انتباهاً لما قاله بومبيو وهو يستعد لاسوأ السيناريوهات ولا تعنيه اية عقوبات ولا اية تهديدات وهو يعتبرها اعلامية وسياسية وتهويلية بلا قيمة وما سمعه بومبيو من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري كاف وواف ومفاعيل الزيارة ستنتهي مع مغادرته لبنان.