إطلالة تاريخية على نشأة القانون الوضعي ومراحل تطوره
مقتطف من كتاب “العدل والعدالة” للمفكر احمد قيس
في البداية، لا بد من الإشارة إلى أننا لن نستفيض في استقراء هذا التاريخ على اعتبار أنه موجود في معظم الكتب الحقوقية، كما أن ذلك يخرجنا عن سياق البحث، وما سوف نتطرق إليه هو فقط نوع من الإشارة الكلية، وذكر أسماء العديد من المصادر والمراجع لمن يرغب بالتوسع حول هذه المسألة من جهة، أما من الجهة الأخرى، فإننا نخشى أن تولي بالهرب وتترك متابعة القراءة يا عزيزي القارئ، لذا جعلنا بين الفينة والفينة ملاطفة تجعلك تبتسم، ولتخرجك من الجو العلمي الجاد وتحثك على المتابعة طمعاً بملاطفة أخرى.
ونمهد لذلك باستعراض ما قاله الدكتور علي جعفر : «اتفق الرأي على أن النظم القانونية الحالية ما هي إلا تهذيب لنظم سابقة، كما أن الكثير من النظم والقواعد القانونية الوضعية نشأت في عمق التاريخ القديم وما زالت تحكم بعض العلاقات الإنسانية، ومن هنا فإنه لا يمكن فهم النظم المعاصرة إلا بالرجوع إلى أصولها التاريخية وتطورها عبر العصور. وعلى ضوء هذه النتيجة فإنه يمكن القول بأن القانون الوضعي كان مسبوقاً بآخر، كما أن القانون الوضعي الحالي سيصبح بدوره قانوناً تاريخياً بالنسبة لقوانين المستقبل»(۱) .
والتأريخ القديم بوجه عام يخبرنا عن قصة تطور الإنسان منذ أقدم عهوده عندما كان في عهدة الفطرة والتوحش (۲) وجاء في كتاب تاريخ النظم : كان بعض المفكرين القدماء يؤمن بأن تطور المجتمع هو أثر من آثار العناية الإلهية، وكان البعض الآخر يعتقد أن هذا التطور هو وليد الصدف. على أن هذه النظرية تغيرت عند ظهور علم الاجتماع)، فقد عمد علماء الاجتماع إلى البرهنة على أن تطور المجتمع البشري قد خضع ويخضع دائماً لظاهرات سببية منتظمة، وأنه ليس أثراً من آثار العناية الإلهية، ولا وليد الصدف ولقد مرّ الإنسان عبر التاريخ بمراحل عديدة قبل أن يصل إلى اليوم الذي اتفق فيه
مع شركائه في الحياة أن يعيشا تحت القانون .
(1(۲)
د. علي محمد جعفر، تاريخ القوانين ومراحل التشريع الإسلامي، المؤسسة الجامعية للدراسات ،بیروت، ط ١، ١٩٨٦م، ص ٥ بتصرف . طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الفرات للنشر، ط1، ۲۰۰۹م، ص ۱۲۰ وما بعدها بتصرف.
فمصالح الأفراد كانت منذ فجر الإنسان متضاربة أو متنافسة، فلما كثرت المصالح وتعددت الحاجات، وتشابكت العلاقات بين الناس، ظهرت الحاجة إلى التعاون والمشاركة، وظهرت معها الحاجة إلى ضابط ينظم هذه العلاقات، فتوافقوا بتأثير الضرورات الاجتماعية على قواعد ومبادئ كانت النواة الأولى للقوانين»(۱).
وفي مكان آخر يقول: «فالقوانين هي ! إذن، مجموعة القواعد والمبادئ التي تنظم حياة الجماعات والأفراد، وتقرر عقاباً على من يخالفها، وتفرض عليه عن طريق الجبر والإكراه. وهذه القواعد والمبادئ ليست في مجتمع معين وزمن معين، إلا الشكل الذي ترتديه الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية وبقدر ما تتكرس هذه
الظواهر بنصوص ملزمة تدخل تحت مظلة القانون»(۲). ولتنفيذ هذه القوانين لا بد من جهة معينة تنهض بهذا الدور، وهو الذي عرف لاحقاً باسم السلطة، يقول الدكتور فتلاوي حول هذا المعنى : لم تكن الجماعات والمجتمعات البدائية تعرف فكرة توزيع السلطة، بل لم تكن فكرة التوزيع حاضرة في أذهانها.
(۱) تاريخ النظم القانونية ، م . م . ، ص ۱۰ بتصرف.
(۲) تاريخ النظم القانونية ، م . ن . ، ص ١١ وما بعدها بتصرف.
، إذ لم تكن تلك المجتمعات قد وصلت بعد في رقيها إلى التفكير بمثل هذا المستوى الفلسفي، بل قل إنها لم تكن تفهم معنى السلطة ابتداء»(۱). وهذا المعنى المتقدم ساهم في انتهاك الحقوق الخاصة بالفرد من خلال بروز معنى الغلبة للأقوى) الذي أشار إليه روسو في أصل التفاوت(۲). وتقول الدكتورة فرحات: «إن نشأة حقوق الإنسان كانت نشأة البشر ، وفي العصور القديمة كانت حقوق الإنسان منتهكة بأقسى أشكال الانتهاك، إذا كان المبدأ السائد هو الغلبة للأقوى»(۳). ويقول الدكتور هادي الكعبي : «لم تكن المجتمعات القديمة بأشكالها المتدنية الأولى تدرك التمييز الواضح بين العالم الطبيعي وعالم الإنسان فالآلهة والأشياء الخارقة للطبيعة توجه وتجسد في بعض الأحيان القوى والسلطات التي تحكم الكون والإنسان وتسيّر شؤونه على الأرض، ولم يكن
(1) أنطوان سعادة، نشوء الأمم ، دمشق، ۱۹۵۱م، ص ٩٩ وما بعدها بتصرف. وانظر أيضاً الدكتور أحمد الفتلاوي، استقلال السلطة القضائية، مكتبة زين الحقوقية، بيروت، ط ۱ ، ۲۰۱۸، ص ۱۸ بتصرف. (۲) جان جاك روسو، أصل التفاوت بين الناس، اللجنة اللبنانية، ١٩٧٢م، صفحة ٢٨ وما بعدها بتصرف. (۳) الدكتورة ريم فرحات المبسط في شرح حقوق الإنسان، منشورات زين، ط ۱ ، ۲۰۱۷، ص ۱۰ وما بعدها بتصرف.
هناك حد فاصل بين قوانين الطبيعة الميتافيزيقية الحاكمة للكون، وأوامر الآلهة أو ممثليهم على الأرض التي تقرر النظام في المجتمع البشري»(۱). يقول الدكتور الخفاجي : لقد عاشت البشرية في عصورها القديمة عصوراً بدائية متخلفة، أو معزولة، أو متدحرجة، أو مترددة، أو أمبراطوريات ناهضة … نعم لقد عرفنا وقرأنا عن شعوب اشتغلت وكدحت من أجل أن تحيا، وأخرى اشتغلت من أجل أن تحارب لتموت. ولقد تراوحت الدول والحضارات القديمة وهي تتصارع تأريخياً وحضارياً بين تحولات ثلاث : قرية – مدينة – دولة»(٢) .
فكيف كانت هذه التحولات؟ وبعبارة ثانية : كيف فهم وقرر أصحاب الفكر الوضعي هذه المراحل التي قطعتها
البشرية وصولاً إلى يومنا هذا؟ يقسم المؤرخون عصور . ما قبل التاريخ إلى ثلاث مراحل:
(۱) هادي الكعبي، المثالية في مواجهة الواقعية، منشورات زين، ط1،
٢٠١٨، ص ٣٥ وما بعدها بتصرف . وانظر أيضاً : جورج سارتون، تاريخ العلم، المركز القومي للترجمة القاهرة ط١، ٢٠١٠م، ص ٤١ وما (۲) الدكتور مزهر الخفاجي من الدولة الدينية إلى الدول المدنية، منشورات
بعدها بتصرف.
زین ،بیروت ،ط۱ ، ۲۰۱۹، صفحة ۱۱ .
۱ – العصر الحجري القديم أي من لحظة وجود الإنسان
إلى العام ۸۰۰۰ قبل الميلاد.
٢ – العصر الحجري المتوسط، أي من عام ٨٠٠٠ قبل
الميلاد إلى ٦٠٠٠ منه أيضاً .
– العصر الحجري الحديث أي من عام ٦٠٠٠ قبل
الميلاد إلى ٤٠٠٠ منه أيضاً .
وقد تصالحوا على تسمية هذه العصور بالعصور الحجرية، لأن الإنسان كان خلالها يصنع معظم أسلحته وأدواته من الأحجار لا سيما حجر الصوان الصلب(۱). ففي العصر الأول، كانت حياة الإنسان البدائي الأول الذي عاش قبل نحو مليوني سنة شبيهة إلى حد ما بحياة
من البهائم، فهو لم يكن يعرف الاستقرار وكان يعيش . متنقلاً . مكان إلى آخر طلباً للكلأ ،والماء، وكان ينام في المكان الذي يجد نفسه فيه عند حلول الظلام .. ولم يكن يحسن النطق ليخاطب أو يتفاهم مع الآخرين ومرت على الإنسان مئات الألوف من السنين وهو يعيش هذه الحياة القاسية. وفي هذا (1) أنظر مثلاً : قصة الحضارة والت ديورانت تاريخ العلم (جورج سارتون) تاريخ الحضارات العام (موريس كروزيه).
العصر تنبه الإنسان إلى وجود النار وفائدتها، وتعلم الإنسان
البدائي كيف : يصنع الثياب من جلود الحيوانات، كما أنه تخلى عن العيش منفرداً وصار يلازم زوجته وأولاده وبعض أقاربه، فنشأت بذلك أولى المجتمعات البشرية المتمثلة بالأسرة. وقبل نحو ٤٢ ألف سنة توصل الإنسان إلى ابتكار الوسائل
اللازمة للتخاطب، وقد تحسنت هذه الوسائل مع مرور الوقت وتطورت حتى أضحت لغة تخاطب وتفاهم(۱).
أما في العصر الحجري المتوسط، ففيه تعلم الإنسان كيف
يصقل أسلحته وأدواته الحجرية وفي هذا العصر أيضاً اكتشف الإنسان ،الزراعة ومارسها على نطاق محدود. وفي العصر الحجري الحديث انتقل الإنسان من حياة
الصيد إلى الحياة الزراعية وخاصة قرب الينابيع والجداول والأنهار. وكان من أول تأثير لهذه الحياة الزراعية على الإنسان، أنها حولته من صياد إلى مزارع، فهجر حياة الترحال
وبنى البيوت من الطين أو الأشجار، وقام بتدجين بعض الحيوانات، وأدرك هذا الإنسان البدائي فائدة التعاون مع الآخرين، فبنيت البيوت بشكل متجاور والتي شكلت لاحقاً
القرى .
(۱) تاريخ النظم القانونية والاجتماعية ، م . م . ، ص ١٢ وما بعدها بتصرف.
ومنذ ما يقارب ٦٠٠٠ سنة اخترع الإنسان الكتابة، وبدأ يدون أفكاره وكلماته بصور أو رموز أو حروف. وبهذا الحدث العظيم تأتي عصور ما قبل التاريخ إلى نهايتها، ويبتدئ العصر التاريخي الذي يعتمد على الكلمة المدونة. ويقسم المؤرخون العصر التاريخي إلى ثلاثة أدوار أيضاً : التاريخ القديم، والتاريخ المتوسط، والتاريخ الحديث. ويمتد التاريخ القديم من اختراع الكتابة حتى سنة ٤٧٦ ميلادية عندما سقطت الإمبراطورية الرومانية . ويمتد التاريخ المتوسط الذي يدعى أيضاً بالقرون الوسطى من سنة ٤٧٦ م إلى سنة ١٤٩٢م. ويمتد التاريخ الحديث من حوالي ١٤٩٢م إلى الوقت
الحاضر، ويطلق البعض على القرنين الماضيين من هذه الفترة الحديثة (بالتاريخ المعاصر).
وعليه، فإن القانون هو في الواقع نتيجة لا سبب، لأنه نتيجة للعلاقات الاجتماعية التي تتغير كما تتغير الحياة، ويؤدي تغيرها حتماً إلى تبدل في القانون. وشكل القانون وتطوره
ملازمان لشكل هذه الظاهرات وتطورها، ولذلك قيل إن القانون لا يسيطر على الظاهرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية بل إن هذه الظاهرات هي التي تسيطر
على القانون، ويجب على القانون أن ينقاد لها، لا أن تنقاد وعليه، فمن الملاحظ أنه في العهود الأولى للمجتمعات البشرية، ساد مبدأ القوة كأساس للعلاقات بين الناس، وعندما
انتظم الناس في جماعات صغيرة ظهرت مجموعة من العادات والتقاليد بين أفراد الجماعة حيث اكتسبت مع مرور الزمن
الإلزام والاحترام بين أفراد المجتمع، وعلى هذا الأساس وجدت الأنظمة المتعلقة بالأسرة والملكية وسلطات رئيس
القبيلة والعشيرة.
ورغم أن هذه التقاليد لم تعرف الجزاءات المترتبة عليها في حال مخالفتها، فقد عرفت تلك المجتمعات بعض الجزاءات الفردية، وفي مرحلة لاحقة وعند استقرار السلطة لدى رئيس الجماعة أمكن إيجاد نوع من التنظيم للجزاءات المفروضة وفق متطلبات وظروف الجماعة الاقتصادية والاجتماعية. وقد انتهى التطور السابق بلجوء الأفراد إلى رؤساء الجماعة أو رجال الدين الذين كانوا يمثلون السلطة أيضاً لحل المنازعات أمامهم ، دون أن تكون هنالك قواعد سابقة ومحددة يلجأون إليها، وقد عرف هذا الأمر بالتحكيم،
(۱) تاريخ النظم القانونية والاجتماعية، م. م. ، ص١٤ وما بعدها بتصرف.
وعرفته مجتمعات بابل و آشور والقبائل الجرمانية وغيرها (۱) .
بيد أنه يمكن تقسيم هذه الأعراف والتقاليد والتي تطورت ودونت لاحقاً إلى جهتين الغربية، والشرقية. وتمتاز المناطق الشرقية بشكل عام بعراقة هذه المدونات عن الغربية التي تعتبر حديثة نسبياً بالمقارنة معها . فقد صدرت في الشرق مدونات قانونية في مصر وبابل
وآشور، ويرجع تاريخها إلى ما قبل عام ۲۰۰۰ قبل الميلاد، كما صدرت بعض المدونات عند الهنود واليهود، ترجع إلى حوالي عام ۱۰۰۰ قبل الميلاد، ويليهم في الغرب الإغريق والرومان التي يرجع تاريخ مدوناتهم إلى القرن السادس قبل الميلاد حتى القرن السابع بعده (۲).
فمن المدونات الشرقية على سبيل المثال :
١ – (أوركاجينا ) نسبة لآخر ملوك سلالة لكش الأولى عام ٢٣٦٥ قبل الميلاد(٣) .
(1) تاريخ القوانين والتشريع الإسلامي ، م . م . ، ص١٦ وما بعدها بتصرف،
وانظر أيضاً : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، م. م. ، ص ١٨٣ وما
بعدها .
(۲) لطفي عبد الوهاب يحيى، اليونان مقدمة في التاريخ الحضاري، دار
(۳)
النهضة، بيروت، ١٩٩٦م ، ص ٧٤ وما بعدها بتصرف. غيث سليم، أكد وأور الثالثة من النشأة حتى السقوط، دار تموز، =
۲ – (أورنمو) نسبة لمؤسس سلالة أور عام ٢١١٣ قبل
الميلاد (1) .
۳ – (لبت عشتار) نسبة للملك الخامس من سلالة (ايسن)
عام ١٩٣٤ قبل الميلاد (٢).
٤ – (اشنونا) نسبة (البلالاما) أحد ملوك أشنونا الذي دون
هذه القوانين عام ۱۸۸۰ قبل الميلاد (۳).
=
ه – (حمورابي نسبة لحمورابي المعروف سادس ملوك
دمشق، ط۱، ۲۰۱۱، ص ٣٥ ، وما بعدها بتصرف. وأنظر أيضاً : مقدمة
في تاريخ الحضارات القديمة، م . م . ، ص٣٩٠، وما بعدها.
(1) تاريخ الشرق القديم، م.م.، ص۳۷۰ وما بعدها، وأيضاً: عراق
الأوائل، سهيل قاشا، دار العارف بيروت ،ط ۱ ، ۲۰۱۰، ص ۱۲۷ وما
بعدها. وأيضاً الوجيز في تاريخ العراق القديم، عبد القادر الشيخلي،
بغداد، ط٢، ۲۰۱٤، ص ۱۱۹ .
(۲) عراق الأوائل، م . م . ، ص ۱۲۹ وما بعدها، وأيضاً : القوانين السومرية والبابلية دراسة مقارنة طيبة العوادي ،بغداد ، ٢٠١٨م، ص٤ وما بعدها
بتصرف. وأيضاً : تاريخ إيران القديم حسن بيرنيا، القاهرة، ٢٠١٨،
ص ١٠٦ .
وانظر أيضاً : السومريون تاريخهم وحضارتهم ، صموئيل نوح كريمر ، ترجمة
فيصل الوائلي، المركز العلمي، بغداد، ط ۱ ، ٢٠۱۲، ص ٤٦٠ وما بعدها . (۳) حضارة وادي الرافدين عبد الوهاب ،رشید دار المدى، ط١، ٢٠٠٤،
ص ۱۲۲ ، وأيضاً : دراسات في حضارة بلاد الرافدين، حسیب حديد، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١ ، ٢٠١٤، ص ٧١ وما بعدها .
بابل الأولى عام ١٧٩٠ قبل الميلاد (۱).
العدل والعدالة
٦ – (مانو) نسبة لمانو الهندي عام ١٣٠٠ قبل الميلاد (۲).
۷ – (بوكخوريس) نسبة للملك بوكخوريس ) أحد .
مؤسسي
الأسرة ٢٤ في مصر . عام ٨٠٠ قبل الميلاد (۳). أما في الجهة الغربية فإن الإغريق أو الحضارة اليونانية
تعتبر من أقدم الحضارات في الغرب حيث صدرت فيها عدة مدونات منذ ۷۰۰ قبل الميلاد ومن ثم فإنه صدر في روما وريثة الحضارة اليونانية مدونة الألواح لا سيما في القرن الخامس قبل الميلاد وتلاها لاحقاً مجموعة قوانين كان أهمها ما صدر في القرن السادس بعد الميلاد.
(۱) شريعة حمورابي، ترجمة محمود الأمين تقديم سهيل قاشا، دار الوراق،
لندن، ط۱، ۲۰۰۷، ص ۱۳ وما بعدها. وانظر أيضاً : المدخل إلى تاريخ الشرائع، محمود عبد المجيد المغربي، الحديثة للكتاب، طرابلس لبنان،
١٩٩٦، ص ٢٤ وما بعدها. وانظر الحكمة في وادي الرافدين، م. م. ،
ص ١١٥ .
(۲) منوسمرتي كتاب الهندوس المقدس ترجمة إحسان حقي، دار اليقظة،
بیروت ۱۹۷۸.
(۳) الأصول السامرية للحضارة المصرية أ ،وادل ترجمة زهير رمضان،
الأهلية للنشر، عمان ،أ الأردن ، ط ۱ ، ۱۹۹۹ ، صفحة ٢٥ وما بعدها وانظر أيضاً : علوم البابليين ، م . م . ، ص ٩٢ وما بعدها .
فمن هذه المدونات القديمة :
۱ – قانون (دراكون)، وقد صدرت عام ٦٢١ قبل الميلاد
على يد حاكم مدينة أثينا دراكون بعد زوال العهد الملكي فيها،
وقد جاءت أحكامه متأثرة بالقواعد الدينية، واتصفت بالشدة
في تطبيق العقوبات حتى بالنسبة للجرائم التافهة (۱) .
۲ – قانون (صولون)، صدر قانون صولون على يد حاكم
أثينا عام ٥٩٤ قبل الميلاد، أي بعد مرور ٢٧ سنة تقريباً على
صدور قانون دراكون، وجاء قانون صولون في محاولة لإصلاح
الفساد وإزالة الظلم الذي أشاعه قانون دراكون وخاصة على المزارعين والفقراء.
– قانون (أيبوتا)، والذي صدر حوالي عام ١٣٠ قبل
الميلاد نتيجة للثورة التي قادها المزارعون من الشعب الروماني
ضد طغيان الحكام والملوك (٢).
– قانون الألواح الاثني عشر)، وهو الأثر الأكيد
(۱) تاريخ النظم القانونية الاجتماعية ، م . م . ، ص۲۳۳ بتصرف. وأيضاً أنظر :
تاريخ القوانين ومراحل التشريع الإسلامي، ص٤١.
وانظر أيضاً : المدخل في تاريخ الشرائع، م . م . ، ص ۲۰ .
(۲) تاريخ النظم القانونية الاجتماعية ، م . ن . ، ص ٢٣٤ بتصرف. وأيضاً أنظر :
تاریخ القوانين ومراحل التشريع الإسلامي، ص٤٢.
وانظر أيضاً : المدخل في تاريخ الشرائع، م . م . ، ص۲۱ .
للقانون المكتوب أو التشريع في القانون الروماني والذي صدر العصر الجمهوري.
بحسب بعض المؤرخين حوالى ٤٥٠ قبل الميلاد في بداية ويذهب البعض الآخر بأن القنصل كاتو) هو الذي جمعه
حوالي عام ۲۹۸ قبل الميلاد وكان السبب من وراء وضع هذا القانون هي الثورة للطبقة العامة مقابل طبقة الأشراف، نتيجة
لفساد الكهنة ورجال الدين الذين كانوا يفسرون القواعد القانونية العامة لصالح الأشراف وعلى حساب باقي الناس(۱) .
ه – قانون (جستنيان نسبة إلى الحاكم للإمبراطورية الرومانية الشرقية من عام ٥٢٧م حتى عام ٥٦٥م، واستطاع خلال فترة حكمه أن ينجز عملاً تشريعياً ضخماً لم يستطع أن
أحد . ينجزه من قبله فقد جمع القانون الساري بشطريه الدساتير الإمبراطورية والقانون القديم وتعتبر مجموعات جستیان خاتمة المطاف في تاريخ تطور القانون الروماني، والتي انتهت
بوفاة الإمبراطور جستنيان عام ٥٦٥ ميلادية . وبقيت مجموعات جستنيان مطبقة في الإمبراطورية الشرقية
(1) تاريخ النظم القانونية الاجتماعية ، م . ن . ، ص ٢٩٥ وما بعدها بتصرف.
وأيضاً أنظر : تاريخ القوانين ومراحل التشريع الإسلامي، ص ٦٤ .
وانظر أيضاً : المدخل في تاريخ الشرائع ، م . م . ، ص ٥٨ .
حتى سقوطها على أيدي الأتراك عام ١٤٥٣ ميلادي عند سقوط القسطنطينية بأيديهم (1).
أما القانون اليهودي فإننا لن نستعرضه هنا لارتباطه
للفصل الثاني .
حالياً ونتركه
بخصوصية الفصل الثاني، لذا نؤجل الكلام عنه إلى هنا نكون قد أنهينا إطلالتنا التاريخية على نشأة الفكر
القانوني الوضعي بأكبر قدر ممكن من الاختصار، والذي كان
مرهقاً جداً بالنسبة لنا إلا أن هذا الخطب يهون في سبيل
العلم والمعرفة.
فهيا عزيزي القارئ نستعرض أهم التعليقات العلمية حول
هذه النشأة.
(۱) تاريخ النظم القانونية الاجتماعية ، م . ن . ، ص ٣٥٠ وما بعدها بتصرف.
وأيضاً أنظر : تاريخ القوانين ومراحل التشريع الإسلامي، ص۱۱۳.
وانظر أيضاً : المدخل في تاريخ الشرائع، م . م . ، ص ۹۰ .