“عامل” و”مكتبات بلا حدود يحتفلان بالسنوية الأولى لإطلاق “صندوق الأفكار”
احتفلت منظمة “مكتبات بلا حدود” مؤسسة عامل الدولية بالسنوية الأولى لانطلاق مشروع “صندوق الأفكار” في مركز عامل التنموي في حارة حريك – بيروت، بحضور ممثلة عن المؤسسة الفرنسية للتنمية في لبنان لبنى أبي خليل ود. جوزيت نجار ممثلة Fondation Merieux وممثلين عن المفوضية السامية للاجئين ومنظمة Handicap International و CMA CGM وناشطين بالشأن الإنساني وشركاء لعامل، حيث كان في استقبالهم د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية وممثل منظمة مكتبات بلا حدود السيد إدوارد ديلبيندي وأعضاء الهيئة الإدارية أحمد عبود ووفيرجيني لوفيفر ود. زينة مهنا.
المشروع الذي تم اطلاقه استجابة للصعوبات التي واجهها آلاف الأشخاص في الوصول إلى الحق في التعليم واللعب نتيجة لتفشي جائحة كوفيد19 وتدهور الوضع الاقتصادي في لبنان، هدفه تعزّيز الوصول إلى التعليم والتماسك الاجتماعي بين المجتمع المضيف واللاجئين في المنطقة، وخصوصًا فئة الشباب، في سياق أزمة سياسية واقتصادية وتعليمية غير مسبوقة، وهو مشروع مدعوم من المؤسسة الفرنسية للتنمية.
صندوق الأفكار” هو عبارة عن مكتبة وسائط متنقلة، صمّمها المصمّم فيليب ستارك لمنظمة مكتبات بلا حدود، يمكن تشغيلها خلال دقائق لإنشاء مساحة ثقافية وتعليمية تبلغ مساحتها 100 متر مربع. هذه المكتبة المزوّدة بأجهزة كمبيوتر، أجهزة إلكترونية، ألعاب، كتب ومسرح سينما، تتيح للصغار والكبار التعلّم وإنشاء الروابط وبناء مستقبلهم رغم الصعوبات في حالات الأزمات والصراعات، حيث وضعت حيز التنفيذ في العام 2021 في ثلاثة مراكز إنسانية تديرها “عامل” بهدف تعزيز جودة وتأثير الأنشطة التعليمية التي تنفذها المؤسسة في كامد اللوز في البقاع الغربي، الخيام في جنوب لبنان، وحارة حريك في ضاحية بيروت.
مهنا: المعرفة هي المستقبل
وقد رحب د. مهنا بالمشاركين في الاحتفال، معتبراً أن كل خطوة للأمام في مجال إتاحة التعليم للفئات المهمشة تقربنا أكثر من تغيير العالم ليكون أكثر عدالة وأكثر إنسانية، وأكد أن شراكة “عامل” ومكتبات بلا حدود هدفها توفير كرامة الناس وحقوقهم في أشد الظروف صعوبة، وهو التزام مشترك لا يتوقف عند حدود مشروع “صندوق الأفكار” بل يتعدى ذلك إلى العمل على المستوى العالمي عبر فروع “عامل” المنتشرة في عدة دول، ذلك أن المؤسسة تستفيد من كل تجاربها الميدانية الناجحة مع الناس لنقلها إلى المجتمعات التي تحتوي سياقات مماثلة، خصوصاً للعمل مع فئات اللاجئين والمهاجرين والفئات الشعبية حول العالم، واقترح مهنا إطلاق مكتبات جوالة في المناطق الشعبية في لبنان وحول العالم بالتعاون بي المنظمتين.
وأشار مهنا إلى إن مؤسسة عامل الدولية ستواصل نضالها بمساندة الفئات الشعبية والمناطق المهمشة في لبنان والعالم، عبر 30 مركزاً صحياً – تنموياً موزعين على المناطق الأكثر تهميشاً، و6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم نقالتين، ووحدة رعاية خاصة بأطفال الشوارع، و1400 متفرغاً ومتطوعاً جلّهم في عمر الشباب، يعملون بتفان من أجل فكرة واحدة وهي : صون كرامة الإنسان بمعزل عن خياراته، مؤكداً أن “عامل” تخوض على الصعيد الدولي معركة كبيرة تحت عنوان المقاومة الإنسانية، بهدف تصويب بوصلة العمل، لكي يكون العمل الإنساني نضالياً وملتزماً بالفئات الشعبية، كما كان في مرحلة السبعينات التي شهدت حركات تحرر عالمية، وعلى أثر ذلك يتم ترشيح مؤسسة عامل الدولية لجائزة نوبل للسلام للسنة السابعة على التوالي بدعم محلي وعالمي.
إدوارد ديلبيندي: احترافية عامل
في كلمته أشاد ممثل منظمة مكتبات بلا حدود إدوارد ديلبيندي بالمهنية العالية والانجازات التي حققها فريق مشروع “صندوق الأفكار” تحت إدارة مؤسسة عامل الدولية، خلال العام المنصرم، مشيراً إلى أن الحق بالتعليم والوصول إلى المعلومات والتمكين هو التزام إنساني يجمع المنظمتين ويشكل أرضية للتعاون في مشاريع إضافية في لبنان وعبر فروع عامل الدولية.
كما اعتبر ديلبيندي أن فكر عامل المدني والذي يتسع لكل الناس، هو أنموذج يحتذى به لبناء مجتمع أفضل في لبنان.
الجدير بالذكر أن أنشطة البرنامج تعمل مع أكثر من 5000 من الأطفال والشباب والبالغين اللبنانيين واللاجئين، وتتم بالشراكة والتكامل مع باقي برامج عامل التي تنفذ في المراكز الموزعة على مساحة لبنان، وذلك وفق مقاربة تقوم على تمكين الناس لأخذ مصيرهم بيدهم وتعزيز مهاراتهم ليكونواً مساهمين في تغيير ظروفهم إلى الأفضل والمشاركة في قضايا مجتمعهم وايصال صوتهم لصناع القرار.
من خلال مشروع “صندوق الأفكار” يتاح لكل الفئات المذكورة امتلاك مهارات التكنولوجيا والوصول إلى المعلومات، ما يساعدهم على الاندماج بشكل أفضل في المناهج التعليمية الحديثة من جهة، ومن مجاراة لغة العصر ومتطلباته من جهة أخرى، هذا إضافة إلى الأثر النفسي والاجتماعي الذي يسعى المشروع إلى تحقيقه في نفوس آلاف الناس الذين يستحقون حياة أفضل، من خلال العلم والمعرفة والمرح.